[align=justify][align=center]رسالة من مبتعث في أمريكا

أبناءنا في الخارج بين الغرابة والتغريب

بداية أُود أن أخبرك بأنني أكتب لك هذه الرسالة الواقعية والمؤلمة.. من داخل (العمق ) الأمريكي..
ومن أواسط الحياة الاجتماعية والتعليمية الأمريكية... فأنا أحد المبتعثين للولايات المتحدة لمرحلة (الماجستير )
منذ حوالي السنة والنصف تقريباً... وذلك عن طريق إحدى الدوائر الحكومية في المملكة...
وقد كان معي في مرحلة الدراسة ( قلة ) من المبتعثين السعوديين الذين يمثلون نموذجاً حضارياً ووجهاً مشرقاً للمسلمين أولاً..
ولتمثيل وطننا الغالي ثانياً... ومن ورائنا هدف آخر وهو تحسين الصورة المشوهة عنا في ذلك الغرب الأمريكي...
لاسيما بعد الأحداث المعروفة لدي الجميع...
ولكي أدخل بك وبالقراء في صلب الموضوع مباشرة...
أود ان أخبرك أنه ومع بداية السنة الدراسية.. تفاجأ الجميع لدينا بوصول عدد كبير... وسيل هادر.. من الطلبة السعوديين
للدراسة في الجامعات الأمريكية وبدرجة أذهلت الجميع...!! في البداية استبشرت أنا ومن معي بذلك...
نظراً لتوقعنا ومعرفتنا بأن (المُبتعث ) عادة ما يكون ذو عقلية ناضجة...
وتفكير عميق.. ويمر بإختبارات تؤهله للإنتقال إلى مرحلة (الإبتعاث ) بالخارج...

ولكن مع مرور الأيام (القليلة ) ظهر لنا مالم يكن في الحسبان.. حيث تفاجأ الجميع بأن هؤلاء الطلبة المبتعثين غالبيتهم من حملة الشهادة (الثانوية ) وأعمارهم صغيرة جداً... وأن إجرائات إبتعاثهم كانت متيسرة جداً جداً...!!!
بعكس مالاقيناه نحن من صعوبات للحصول على هذه البعثة...!!! وبعكس سهولة الحصول على هذه البعثة
من طالبي الإبتعاث لمرحلة (الماجستير والدكتوراه )...!
وزاد الأمر ذهولاً وإندهاشاً... هو ان الكثير من هؤلاء الطلبة كانت نسبهم متدنية جداً بل والله أن بعضهم وجدناه قد تخرج بتقدير((مقبول!! ))
أي أن نسبته هذه لاتخول له الدخول في الجامعات التي بداخل السعودية ...
فما بالك بالدراسة في الخارج...!!!!
ومع مرور الساعات.. وإنقضاء الأيام.. ولازالت طوابير الطلبة تتوافد علينا بإستمرار...!!
وبدأنا نرى أموراً والله يندى لها الجبين.. وتدمع من اجلها الأعين... بدأنا والله نراهم يتخلون
بأسرع مايكون عن دينهم من الصلوات والأخلاقيات...! وعن قيمهم وعاداتهم...
حتى رأيناهم وبسرعة مذهلة.. وقد علقوا السلاسل في حلوقهم..
ووضعوا (الحلق ) في الآذان..
وهو مايُسمى باللغة الإنجليزية (Piercing )...
نرى وجوههم وكأنها أشباحاً خرجت من إحدى القبور...!
إلتفاتاتهم... نظراتهم... سلوكياتهم... أخلاقياتهم... هيجانهم وتمردهم... كل ذلك يُبشر بخطر قادم على هؤلاء الفتية الصغار..!!

والله لن أبالغ إن قلت أننا نراهم يتزاحمون في شوارع المراقص والبارات... ويتفاوضون مع من هم اكبر منهم لشراء (الشراب ) لهم لأن الأنظمة تمنعهم من ذلك
لأن أعمارهم مادون (21 سنة ) ...
وكأن عقولهم محصورة في (الجنس ) واللهو...!
بإختصااااار والله إن الوضع ينذر بكارثة قادمة.... مالم يكن هناك تحرك سريع وعاجل لتدارك الوضع ..
وإعادة دراسة هذا القرار..!!!
وأذكر لك قصة حدثت في جامعتي التي أدرس بها.. حيث قام إثنان من الطلاب بإحداث حالة من الشغب في إحدى المحلات.. وهم تحت وطأة السكر الشديد..! وقد تضخم موضوع الشغب..
وخرج عن إطار السيطرة... حتى علمت السفارة السعودية هناك بهذه الحادثة...!
ووصل الأمر إلى (أف بي آي ) الذي أشعر مديرة الجامعة المسؤولة عن مراقبة الطلبة (الدوليين )
الذي أدى ذلك لتقديمها الإستقالة بسبب ما تعانيه بإستمرار من مشاكلهم الكثيرة...!
لأننا أصبحنا الآن نحن المبتعثين
(القدامى ) متضررين جداً من تصرفات هؤلاء الطلبة..
وقد نال ذلك الكثير من سمعة السعوديين هناك حتى أن الصورة تشوههت لأبعد مما تتصور...
ووالله إن هذا القرار سيسبب كارثة للوطن..
لأن غالبية هؤلاء المبتعثين ذوي حداثة السن لم يأتوا هنا لهدف الدراسة بقدر ماهمهم المرح والتسلية...!!!!


نأمل أن يصل صوتي هذا وهو أيضاً صوت كل مُبتعث غيور على دينه ووطنه وإخوته المبتعثين...
إلى المسؤلين لأن يعيدوا دراسة هذا القرار من جديد وان يضعوا شروطاً صارمة...
وإختبارات تاهيلية... قبل إبتعاث أي طالب إلى هناك...


منقووول


غــــريب الدار[/align][/align]