مجرد هذيان قلم عربي


نظرت بعين الشفقة إلى قلم عربي حزين، وجدته ذات مرة في إحدى الطرقات
كان شكله يوحي ببقايا عز قديم كان يعيشه.. أكبرت من ذلك القلم أن يستمر كذلك ، فهو القلم كاتب العلم والمعرفة ومسطر الأمجاد والبطولات في سجلات التاريخ...

إصطحبته إلى غرفتي حاول أن أفك قيودة ، مرات ومرات وفي الأخير إستطعت تحريره وفك الكمامات عن وجهه... نظرت إليه .. بدأ نحيلاً .. تعباً .. مرهقاً.. محبطاً..
ملئته بالحبر.. بدأ يستعيد نشاطه وحيويته ... أنس بي .. وفرحت به.. حاولت أن أعرف قصته ... تمنع وأمتنع ... ولكنني في الأخير إستطعت أن أطلع على قصته بإختصار وإقتضاب .. فبقايا من شممه وعزه وكبريائه التي توارثها من أجداده ... تجري في عروقه ..ولسان حاله يقول (قد تكون صديقاً فأضايقك ، وقد تكون عدواً فتشمت بي!!!) .. قال لي بما مختصر مختصره :
أنا قلم عربي عادي جداً قيمتي ريال واحد ... حاولت أن أتكلم عن واقع أعيشه ومتناقضات ألمسها لم أسطع ولم أستطع ... وأخيراً إستطعت أن أقول كلمة حق .. وفي ذات يوم وبينما كنت نائماً آمنا في دواتي فإذا بجنود قلم الباركر المذهب .. تقتحم خلوتي .. وتأخذ لقمتي .. فأنتهى بي الأمر أن أكون بأحد الطرقات مقيد الحريه .. مكمم الفم ... مقيد التعبير... وهذه قصتي..
كلمته .. حاورته .. هدأت من غضبه... سيثور.. لم أستطع أن أكبح جماحه ... أغطس رأسه في دواتي وكتب:
يا أيها العرب ...
يامن كان لكم المجد قديماً والذلة حديثاً... يا أحفاد من سطروا بأيديهم وبألستهم أقوى الملاحم...
تثورون لكلمة وتنامون على كلمة.. أمانيكم نوم ودعة وسكون .. فلا هامات السحاب أماكنكم ... ولا ذرى الجوزاء مراتعكم...
أنتم كما أنتم...
لن تتغيرون ولن تتحولون...
لأنكم عرب فقط ولستم مسلمين...
فشتان بين رعي الغنم وبين هامات العلى..
في بلادكم العربية ثرتم على مقولة بوش في كلامه عن إرهابه إن لم تكن معي فأنت ضدي) وهذا لعمري ما يجري في بلادكم على مستوى الدولة والمحافظة بل وحتى على مستوى الأفراد...
تغضبون من شارون لأنه يمارس ومارس معكم إرهاب الدولة وأنتم لعمري تمارسونه على كل المستويات بدءاً من إسكات الحق على أيدي الساسة وبغاة المناصب وطحالب الرجال والنساء أيضاً في غالب حكوماتكم ومن تحت حكوماتكم وإنتهاءاً بأفكار مجتمعاتكم التي لا تقبل النقد وكأنها خلقت وسميت الكمال... فلا نقص...!!!

تغضبون ممن حمل أفكاراً معينة غير أفكاركم وتعتبرونه فوراً وحالاً خطر جداً يجب بتره هذا قولكم ولكن أن تدعوه بالحكمة والموعظة فهذا لا يجدر ولا يفيد فهو فاسد منتهي الصلاحية خطر على أمنكم وسلامتكم!!!
تحللون لأنفسكم معشر ثلة القلم المذهب ما تحرّمونه لغيركم وكأن الدنيا ما خلقت إلا لكم ، أرى ذلك في أجرؤ أن أغترب عن دواتي المعهودة وأذهب لتلك المكاتب ذوات المساحة والطول والعرض والإرتفاع في الإدارات والمصالح الحكومية ممن كان الأجدر بهم أن يساووا أنفسهم بغيرهم .. حسبوا أن مناصبهم تشريف لهم ولم يعرفوا أنها تكليف... ولا حول ولا قوة إلا بالله...

إنتهى الحبر...

أراد أن يكمل هذيانه وهو يهدد بكلمات غير مفهومة يُعرف منها أنه سيكتب شيئاً خطيراً...
غطسته مره ثانية ...
كتبت كثيراً ان الجدران لها آذان ولكن في بلادكم يا للأسف الآذان أكبر من الجدران فلا توشك كلمة الحق أن تخرج إلا وكبلت بالحديد وكممت و...............


لم يستطع قول الباقي ....
وأظنكم تعرفون السبب.....!!!!!


عندما نحب عندما نحب
عندما نحب
نكتب الرسائل باهتمام تصبح لدينا هوايات جديده
تتغير نظرتنا للأشياء
ونتفنن في ترتيب الحروف وابداعات جديده ويتغير تفكيرنا في الاشياء
ونتردد في تركيب الكلمات
واهتمامات جديده ويتغير احساسنا بالاشياء



منــــــــــــــــــــــــــقول


من اختك ....................... لوستي