بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة احمد مطر التهمة , اشعار احمد مطر , شعر التهمة , ابيات من كلمات الشاعر احمد مطر

كنت أسير مفردا
أحمل أفكاري معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم: خذوه
سألتهم: ما تهمتي؟
فقيل لي:
تجمع مشبوه!

ثورة الطين
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي : تأقلم
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموي
..يتحطم !
**
خيروني
بين موت وبقاء
بين أن أرقص فوق الحبل
أو أرقص تحت الحبل
فاخترت البقاء
قلت : أعدم.
فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء
وأمدوني بصمت أبدي يتكلم !

قلم
جس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل ها هنا الألم ؟
قلت له: نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم!
**
هز الطبيب رأسه .. ومال وابتسم
وقال لي :
ليس سوى قلم
فقلت : لا يا سيدي
هذا يد .. وفم
رصاصة .. ودم
وتهمة سافرة .. تمشي بلا قدم !

نبوءة
إسمعوني قبل أن تفتقدوني
يا جماعه
لست كذابا ..
فما كان أبي حزبا
ولا أمي إذاعه
كل ما في الأمر
أن العبد
صلى مفردا بالأمس
في القدس
ولكن " الجماعه "
سيصلون جماعه !

عقوبات شرعية
بتر الوالي لساني
عندما غنيت شعري
دون أن أطلب ترخيصا بترديدالأغاني
**
بتر الوالي يدي لما رآني
في كتاباتي أرسلت أغاني
إلى كل مكان
**
وضع الوالي على رجلي قيدا
إذ رآني بين كل الناس أمشي
دون كفي ولساني
صامتا أشكو هواني.
**
أمر الوالي بإعدامي
لأني لم أصفق
- عندما مر -
ولم أهتف..
ولم أبرح مكاني !

القرصان
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا
وقدمنا ضحايا يومنا نذرا
لنلقى في غد نصرا.
ويممنا إلى المسرى
وكدنا نبلغ المسرى.
ولكن قام عبد الذات
يدعو قائلا : صبرا.
فألقينا بباب الصبر قتلانا
وقلنا: إنه أدرى.
وبعد الصبر
ألفينا العدى قد حطموا الجسرا
فقمنا نطلب الثأرا
ولكن قام عبد الذات
يدعو قائلا: صبرا
فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى
وآلافا من الجرحى
وآلافا من الأسرى
وهد الحمل رحم الصبر
حتى لم يطق صبرا
فأنجب صبرنا: "صبرا"!
وعبد الذات
لم يرجع لنا من أرضنا شبرا.
ولم يضمن لقتلانا بها قبرا.
ولم يلق العدى في البحر
بل ألقى دمانا وامتطى البحرا.
فسبحان الذي أسرى
بعبد الذات
من صبرا إلى مصرا
وما أسرى به للضفة الأخرى !

أحبك
يا وطني
ضقت على ملامحي
فصرت في قلبي.
وكنت لي عقوبة
وإنني لم أقترف سواك من ذنب !
لعنتني ..
واسمك كان سبتي في لغة السب!
ضربتني
وكنت أنت ضاربي ..وموضع الضرب!
طردتني
فكنت أنت خطوتي وكنت لي دربي !
وعندما صلبتني
أصبحت في حبي
معجزة
حين هوى قلبي .. فدى قلبي!
يا قاتلي
سامحك الله على صلبي.
يا قاتلي
كفاك أن تقتلني
من شدة الحب !

قبلة بوليسية
عندي كلام رائع لا أستطيع قوله
أخاف أن يزداد طيني بله.
لأن أبجديتي
في رأي حامي عزتي
لا تحتوي غير حروف العله !
فحيث سرت مخبر
يلقي علي ظله
يلصق بي كالنمله
يبحث في حقيبتي
يسبح في محبرتي
يطلع لي في الحلم كل ليله!
حتى إذا قبلت، يوما، زوجتي
أشعر أن الدوله
قد وضعت لي مخبرا في القبله
يقيس حجم رغبتي
يطبع بصمة لها عن شفتي
يرصد وعي الغفله!
حتى إذا ما قلت، يوما، جمله
يعلن عن إدانتي
ويطرح الأدله!
**
لا تسخروا مني .. فحتى القبله
تعد في أوطاننا
حادثة تمس أمن الدوله!

دمعة على جثمان الحرية
أنا لا أكتب الأشعار
فالأشعار تكتبني
أريد الصمت كي أحيا
ولكن الذي ألقاه ينطقني
ولا ألقى سوى حزن
على حزن
على حزن.
أأكتب "أنني حي" على كفني؟
أأكتب "أنني حر"
وحتى الحرف يرسف بالعبوديه؟
لقد شيعت فاتنة
تسمى في بلاد العرب تخريبا
وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهيه
ولكن اسمها
والله
لكن اسمها في الأصل
.. حريه !

سواسية
(1)
سواسيه
نحن كأسنان كلاب الباديه
يصفعنا النباح في الذهاب والإياب
يصفعنا التراب
رؤوسنا في كل حرب باديه
والزهو للأذناب
وبعضنا يسحق رأس بعضنا
كي تسمن الكلاب!
(2)
سواسيه
نحن جيوب الداليه
يديرنا ثور زوى عينيه خلف الأغطيه
يسير في استقامة ملتويه
ونحن في مسيره
نغرق كل لحظة
في الساقيه
**
يدور تحت ظلة العريش
وظلنا خيوط شمس حاميه
ويأكل الحشيش
ونحن في دورته
نسقط جائعين .. كي يعيش!
(3)
نحن قطيع الماشيه
تسعى بنا أظلافنا لموضع الحتوف
على حداء "الراعيه"
وأفحل القادة في قطيعنا
.. خروف !
(4)
نحن المصابيح ببيت الغانيه
رؤوسنا مشدودة في عقد المشانق
صدورنا تلهو بها الحرائق
عيوننا تغسل بالدموع كل زاويه
لكنها تطفأ كل ليلة
عند ارتكاب المعصيه !
(5)
نحن لمن؟
ونحن من؟
زماننا يلهث خارج الزمن
لا فرق بين جثة عارية
وجثة مكتسيه.
سواسيه
موتى بنعش واسع .. يدعى الوطن
أسمى سمائه كفن.
بكت علينا الباكيه
ونام فوقنا العفن !

الثور والحظيرة
الثور فر من حظيرة البقر
الثور فر.
فثارت العجول في الحظيره
تبكي فرار قائد المسيره.
وشكلت على الأثر
محكمة.. ومؤتمر.
فقائل قال : قضاء وقدر
وقائل: لقد كفر
وقائل: إلى سقر
وبعضهم قال: امنحوه فرصة أخيره
لعله يعود للحظيره.
وفي ختام المؤتمر
تقاسموا مربطه..وجمدوا شعيره
**
وبعد عام وقعت حادثة مثيره
لم يرجع الثور
ولكن
ذهبت وراءه الحظيره!

اعترافات كذاب
بملء رغبتي أنا
ودونما إرهاب
أعترف الآن لكم بأنني كذأب!
وقفت طول الأشهر المنصرمه
أخدعكم بالجمل المنمنمه
وأدعي أني على صواب
وها أنا أبرأ من ضلالتي
قولوا معي: إغفر وتب
يا رب يا تواب.
**
قلت لكم: إن فمي
في أحرفي مذاب
لأن كل كلمة مدفوعة الحساب
لدى الجهات الحاكمه.
أستغفر الله .. فما أكذبني!
فكل ما في الأمر أن الأنظمه
بما أقول مغرمه
وأنها قد قبلتني في فمي
فقطعت لي شفتي
من شدة الإعجاب!
**
أوهمتكم بأن بعض الأنظمه
غربية.. لكنها مترجمه
وأنها لأتفه الأسباب
تأتي على دبابة مطهمه
فتنشر الخراب
وتجعل الأنام كالدواب
وتضرب الحصار حول الكلمه.
أستغفر الله .. فما أكذبني!
فكلها أنظمة شرعية
جاء بها انتخاب
وكلها مؤمنة تحكم بالكتاب
وكلها تستنكر الإرهاب
وكلها تحترم الرأي
وليست ظالمه
وكلها
مع الشعوب دائما منسجمه!
**
قلت لكم: إن الشعوب المسلمه
رغم غناها .. معدمه
وإنها بصوتها مكممه
وإنها تسجد للأنصاب
وإن من يسرقها يملك مبنى المحكمه
ويملك القضاة والحجاب.
أستغفر الله .. فما أكذبني!
فهاهي الأحزاب
تبكي لدى أصنامها المحطمه
وهاهو الكرار يدحو الباب
على يهود الدونمه
وهاهو الصديق يمشي زاهدا
مقصر الثياب
وهاهو الدين لفرط يسره
قد احتوى مسيلمه
فعاد بالفتح .. بلا مقاومه
من مكة المكرمه!
**
يا ناس لا تصدقوا
فإنني كذاب!

انحناء السنبلة
أنا من تراب وماء
خذوا حذركم أيها السابله
خطاكم على جثتي نازله
وصمتي سخاء
لأن التراب صميم البقاء
وأن الخطى زائله.
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزله !
**
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء
أنا الغيمة المثقله
إذا أجهشت بالبكاء
فإن الصواعق في دمعها مرسله!
**
أجل إنني أنحني
فاشهدوا ذلتي الباسله
فلا تنحني الشمس
إلا لتبلغ قلب السماء
ولا تنحني السنبله
إذا لم تكن مثقله
ولكنها ساعة الإنحناء
تواري بذور البقاء
فتخفي برحم الثرى
ثورة .. مقبله!
**
أجل.. إنني أنحني
تحت سيف العناء
ولكن صمتي هو الجلجله
وذل انحنائي هو الكبرياء
لأني أبالغ في الإنحناء
لكي أزرع القنبله!