تشعر أنك تقف عند مفترق طرق في حياتك.فما كان يسعدك لم يعد يسعدك وما كان يريحك أصبح يتعبك؟.والآن عليك أن تختار بين الاستمرار علي هذا الوضع أو أن تقرر أن تأخذ حياتك منعطفا آخر نحو الأفضل؟.
فإذا قررت التغيير ستجد نفسك محاصرا بالكثير من الأسئلة:من اين ابدأكيف؟ لي أن اعرف أن الاتجاه الجديد سيكون افضل من القديم؟ كيف اجعل حياتي افضل؟.
لنبدأ بالرد علي السؤال الأخير, سر الحياة الأفضل هو تحقيق التوازن بين الأوجه المختلفة لحياتك بمعني ألا يأتي شئ علي حساب شئ.
والخطوة الأولي لتحقيق التوازن هو أن تعرف من أنت وماذا تريد من الحياة. ليست أسئلة فلسفية فلو دققت النظر ستجد ان العوامل الخارجية وضغوط الحياة اليومية لا تمنحنا فرصة لفهم أنفسنا أو ما يطرأ عليها من تغييرات. ولإتمام عملية المصارحة مع النفس يقترح عليك جاك ريلي في كتابه الطريق الي تحقيق الجودة والتوازن في حياتك وعملك وترفيهك, أن تنظر لحياتك علي انها تضم6 محاور رئيسية هي:العمل والمال والترفيه والعلاقات والروحانيات والهدف من الحياة.
حاول ترتيبهم حسب الأولوية والمساحة التي يحتلها كل منها في الوقت الراهن ثم اعد ترتيبها حسب الطريقة التي تريد ان تصبح عليها.
وخلال الكتاب يقدم ريلي عدة اختبارات شخصية تساعدك علي إعادة ترتيب أولوياتك وفق احتياجاتك أنت وليس شخص أخر. والاهم انه يقدم من خلال الكتاب أيضا تجربته الشخصية والتي دفعته الي تغيير حياته كليا وهو في الثامنة والأربعين من العمر من إدارة الأعمال الي الرياضة حيث اصبح عداء مشهورا,
وحقق رقما قياسيا في العدو لمسافات طويلة وهو في الثانية والخمسين سجل في موسوعة جينيس.
وكانت نقطة التحول في حياة ريلي عندما اخبره طبيب العيون انه يعاني من ارتفاع حاد في نسبة الكوليسترول في الدم تؤثر علي وظائفه, عندئذ ادرك أن هناك مشاكل أخري في حياته بخلاف مشكلة الكوليسترول.وعندما بدأ ممارسة الجري في إطار العلاج فكر في ابتكار وسيلة لتحديد ما هي الأشياء الأهم لديه,
وما هو السبيل لاعادة ترتيب أولوياته والعيش كما يحب وليس كما يحب المجتمع.
ومن خلال قراءة الكتاب وإجراء الاختبارات الموجودة فيه ستدرك أن القاعدة الذهبية لتحقيق التوازن في حياتك هي ألا تجعل أيا من المحاور هي العنصر الوحيد المسيطر علي حياتك والمصدر الرئيسي الذي تستمد منه تقديرك لنفسك.فمن يهب حياته للعمل فقط يدمر نفسيا عندما يحال الي المعاش ومن تفني عمرها من اجل أسرتها وتظل تذكرهم
بما قدمته لهم من تضحيات في الحقيقة تبعدهم عن حياتها بالملل.الحياة أكبر من مجرد العمل أو الأسرة أو المال. ومما يساعد علي تحقيق التوازن الاستمتاع بوقت الفراغ. فوقت الفراغ هو الوقت الوحيد الذي لا يحدده لك شخص آخر أو تفرضه عليك الاحتياجات الأساسية.فهل تدري انه حتي بعد اقتطاع أوقات النوم والآكل والانتقال والعمل والزيارات والجلسات الأسرية سيتبقي لديك60 ساعة أسبوعيا
و أخيرا يدعوك ريلي أن تفكر في عدة أمور اكتشفها خلال رحلته للبحث عن الذات وهي:
-التمسك بالعادات الجميلة والأصيلة.
-تدوين أهدافك قصيرة المدي وطويلة المدي علي الورق لتكون دائما نصب عينيك.
-مواصلة التعلم في أي سن.
-ابق قريبا من الطبيعة.
-كن متعاطفا اسمع وتقبل آراء الآخرين.
-خطط لكل خطوة في حياتك.
-لا تتخل عن أحلامك وكن دؤوبا.
الكرة الآن في ملعبك فلتتخذ الخطوة الأولي نحو التغيير.ربما تكون البداية صعبة ولكن الهدف التوازن يستحق.
مواقع النشر (المفضلة)