التراث والثقافة في عمان
اهتمت الحكومة العُمانية بالتراث العُماني بدعم قوي من جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي أكد أن " بناء دولة عصرية تأخذ بأحدث أساليب العلم والتقنية، لم تجعل هذا البلد الأصيل يتنكّر لتراثه العريق وأمجاده التليدة، بل سعى دائماً إلى مزج الحداثة بالأصالة". وتم إنشاء وزارة خاصة لذلك هي وزارة التراث القومي و الثقافة، وخُصص العام 1994 عاماً للتراث العُماني. وعليه ترعى الدولة العُمانية التراث وتحافظ عليه، وهو ما أكد عليه كذلك النظام الأساسي للدولة الصادر في العام 1996.
وتقوم وزارة التراث القومي والثقافة بدور حيوي في إحياء الموروث العلمي والثقافي، وكذلك التراث المعماري وإعداد الكوادر الوطنية في جميع هذه المجالات. وتعنى الوزارة بجمع وتحقيق وطبع العديد من المخطوطات ذات الصلة بالتاريخ العُماني، سواء أكانت داخل السلطنة أم خارجها. وقد بلغ عدد المخطوطات التي تم جمعها حتى الآن 4394 مخطوطة، تّم الحصول على بعضها من البرتغال وهولندا والهند وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وتنزانيا و غيرها. وتحرص وزارة التراث القومي والثقافة على العناية بالمخطوطات وحفظها وفهرستها بالوسائل العلمية بما في ذلك معالجتها وترميمها، مستعينة ً في ذلك بخبرات ( اليونيسكو ) وجامعة السلطان قابوس. وقد تمّ إنشاء قسم خاص لمعالجة وترميم الوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة .
وتجسد القلاع والحصون والمساجد والمباني الأثرية العديدة المنتشرة في كل أنحاء السلطنة اهتمام وتفوّق الإنسان العُماني في مجال الفنّ والهندسة المعمارية، وتوظيفها لتلبية احتياجاته في مجال العِلم والبناء. ومن بين أكثر من 500 قلعة وحصن ومبنى أثري في كل مناطق السلطنة، ثم إدراج عدد منها ضمن قائمة التراث العالمي لأهميتها وقيمتها الأثرية والتاريخية مثل قلعة بهلا .
ويوجد في السلطنة عدة متاحف تضم مجموعات كبيرة ومتنوعة ونادرة من الآثار والمقتنيات التي تحكي فصولاً رائعة من التاريخ والإسهام الحضاري العُماني. فإلي جانب المتحف العُماني والمتحف الوطني ومتحف التاريخي الطبيعي ومتحف قلعة صحار، هناك أيضا متحف الطفل والمتحف العماني الفرنسي والتي يرتادها مئات الآلاف من الزوار سنوياً .
وامتدّ الاهتمام بالتراث العُماني إلى العناية بالحرَف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. وفي الوقت الذي تحرص فيه حكومة صاحب الجلالة على توفير ودعم سبل النهوض بالجوانب الثقافية والفكرية والإبداعية للإنسان العُماني، فإنها تحرص كذلك على تحقيق التواصل والتفاعل الحضاري والثقافي مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة .
:mmmQ:
مواقع النشر (المفضلة)