الضحك من أجمل الأحاسيس التي قد تمر على شفاهنا
فهو إحساس غريب لا يأتي إلا عند الخروج عن المعتاد
فهل رأيت يوماً ما شيئاً يضحكك إسمه "الألـــــــــم"؟
الكون ملئ بالإكتشافات و الأمور الخفية التي يفك غطاؤها كل يوم
و لكن هل تخيلت يوماً بأن يفك غطاء شخص يضحك من الألم؟
الألم شعور لا يعرفه إلا من هو في قبضة أنامله و كفتيه..
فهل كنت قد تخيلت يوماً ألماً مضحكاً يجعل ثنايا شفتاك تبتسم؟
الإنسان بطبيعته يحب الصدور المنفتحة الفرحة التي لا تعرف الحزن..
فهل أحسست يوماً بأنك تتألم في أعماقك و لكن تضطر إلى أن تتبسم؟
فقط لأنك إن لم تبتسم فسوف يتخلى عنك الآخرون و سيبتعدون عنك..
فقط لأنك إن لم تبتسم ستظل وحيداً في دوامة الآلام و الأحزان..
لأنه لا يوجد من يستقبل آلامك و أحزانك و يحولها إلى إبتسامة واقعية..
النظريات و الإحصائيات تريك بأن الكثير الكثير من بني البشر يبتسمون ولكن..
في قلوبهم و صدورهم ما هو في الجهة المقابلة النظيرة تماماً من الإبتسام و الفرح..
فهل تعتقد بأن هذه الصدور المتألمة صاحبة الفاه المبتسم تستحق الحياة؟
و هل تعتقد هذه الأرواح التي تعيش لتمرح فقط تستحق أن يبقى معها للضحك فقط؟
أي خداع هذا و أي روح هذه التي أخدع نفسي بها قبل أي شئ آخر..
إن الذي يتبسم في وجهك ليس صديقك وليس سوى صورة جميلة من إبداع كاميرا متطورة..
فإبحث عن الصديق الصدوق الذي يجعل حقيقة ما بداخلك تنعكس على شفتيك..
إن كنت حزيناً و متألماً فسيعكس آلامك إلى شئ لا يوصف إلا أحلى من طعم العسل..
و إبتعد كل البعد عن هؤلاء الذين لا يعرفون إلا الحياة المصطنعة البائسة المزيفة..
فهم وحدهم الذين يخسرون و هم وحدهم الذين يعتقدون حياتهم جميلة و هي ليست كذلك..
إبتسم يا ذو الإحساس المرهف فأنت بالتأكيد تشعر بالفرح فقلبك فرح و صدرك مبتهج..
و ليس لك إلا أن تقول بأن صديقك يستحق منك هذه الإبتسامة بعد وقوفه إلى جانبك في كل شئ..
دمتم بخير
مواقع النشر (المفضلة)