بعد ان انهى احمد دراسته الجامعية وتسلم وظيفته في احدى الوزارات، بدأ والداه يطالبانه بالزواج والاستقرار وتكوين اسرة. لكنه هذه الفكرة كانت بعيدة كل البعد عن بال احمد لانه كان يرى انها سابقة لأوانها، فالزواج بالنسبة إليه مسؤولية كبيرة جدا، وهو غير مستعد حاليا لتحمل اعباء زوجة واولاد ومسؤوليات ومطالب، فهو يود ان يعيش حياته لبعض الوقت بعيدا عن المسؤوليات، حرا طليقا كالعصفور الذي ينتقل من شجرة الى اخرى، من دون التقيد بزوجة تحاسبه على الوقت وتمنعه من الخروج والدخول والسهر، لذلك عارض احمد رغبة والديه في زواجه لكن امام الحاحهم الشديد والمزعج رضخ لهما في النهاية ووافق على مضض وهو كاره ان تشاركه حياته انسانة تخنق راحته وحريته.
لم يمر شهر واحد حتى فاجأته والدته بانها عثرت على ضالتها.. فتاة جميلة فيها كل المواصفات التي ترغبها في زوجة ابنها كما ان والدتها صديقة عزيزة على قلبها. لم يهتم احمد بتلك المواصفات الكثيرة التي ذكرتها والدته، ووافق من دون ان يفكر ارضاء لوالدته فقط وحتى يتخلص من الحاحها ومحاصرتها الدائمة له.
اتخذت والدة احمد على الفور كل الاجراءات وقامت بجميع الخطوات المتبعة لاتمام هذا الزواج. حتى ان احمد عندما ذهب لرؤية الفتاة لم يتحقق من ملامحها ولم يهتم بمواصفاتها الكثيرة التي ذكرتها له والدته، وانهى المقابلة سريعا. وجرى تحديد موعد عقد القران.
كان الجميع من حول احمد سعداء وفرحين، اشقاؤه وشقيقاته ووالده ووالدته، الا هو كان يتمنى حدوث زلزال يوم عقد القران، ولكنه لم يحدث وتم عقد القران. شعر احمد يومها بان سلاسل حديدية واقفالا فولاذية التفت حول جسده وعقله وقلبه وكل حواسه. لم يشعر بالفرحة مثل اي شاب مقبل على الزواج، كأنه كان يعلم مسبقا ان تلك الزيجة لن تستمر وانها ستنتهي نهاية مأساوية.
بعد عقد القران بدأ احمد تأثيث شقة الزوجية وهو متأفف حتى انه كان يتباطأ كثيرا في انهاء هذه المهمة لكن العائلتين كانتا تحثانه على الانتهاء لتحديد موعد الزفاف.. الزفاف الذي كان بالنسبة إليه الموت. لكن لا مفر.. انتهت شقة الزوجية وحدد موعد الزفاف. وفي حفل كبير جرى زفاف احمد على عروسه الجميلة، وانتقل بعدها الى عش الزوجية.. الى السجن الابدي الذي سيجمعه بزوجة العمر التي لا يشعر تجاهها باي حب او عاطفة او حتى اعجاب. لكن ماذا يفعل وقد اصبحت زوجة شرعية له لها حقوق وواجبات لا بد ان يؤديها وهو متضرر منها.
حاول يوم الزفاف ان يبتعد عن عروسه، لكنه لم يستطع الهرب في اليوم التالي وعندما اقترب من زوجته انخرطت في البكاء، وصارحته بان لديها علاقة سابقة مع ابن عمها، ودفعتها الى الخطأ معه، وانها حامل. صدم احمد بكلام زوجته، لكنه لم يحزن، واعتبر هذا الاعتراف طوق النجاة من تلك الزيجة القاتلة.
على الفور ذهب الى والد الفتاة وقص عليه ما ابلغته به زوجته. جن جنون الاب والشقيق، واندفعا غاضبين والشرر يطل من اعينهما وبحثا عن ابن العم الذي غرر بالفتاة. وكان الشقيق يحمل في طيات ملابسه سلاحا ناريا، وعندما وجد ابن عمه اطلق عليه الرصاص وارداه قتيلا وسط صراخ الاسرة.
على الفور ارسل احمد في طلب رجال الشرطة التي قبضت على شقيق زوجته. وامام المحقق طلق احمد زوجته التي وجهت اليها تهمة المواقعة والحمل السفاح.
واصدرت المحكمة على زوجة احمد حكما بالسجن ثلاثة اعوام، وعلى شقيقها القاتل بالسجن المؤبد. وكانت النهاية مأساوية كما توقعها احمد قبل اقباله على تلك الزيجة.
مواقع النشر (المفضلة)