[frame="9 80"]أُحبكم، ولهيب الشوق يستعرُ
وكيف يغمض لي جفنٌ لبُعدكمُ
يا جحفلاً لم يراوغ في مسيرتهِ
حُرمتم الأهل والأوطان قاطبةً
فَلمْ يزل يتمادى في ضلالتهِ
تُمرُّ في بُعدكم أياّمنا أملاً
وإن غفونا رأينا منكمُ صوَراً
أنتم أُسارى ونحن الموتُ يرقبنا
فليسَ مناّ يؤوسٌ خائرٌ وجِلٌ
نحن السهارى بدرب الحقِّ نطلبهُ
لا ننحني لهبوب الريح عاصفةً
عودوا لنا لنشدّ الأزر يا قمماً
وتشرق الشمس حتى حارَ واهمهم
شوقي إليكم جراحٌ بِت أعشقها
صبراً إذن ولنكن في الأرض يوسفها
ولننتصب مثلما الأشجار شامخةً
نحن الذين إذا ما أدلجت ظُلَمٌ
ترى النجوم لدينا ما يروق لها
ناداهم الليل بالأضواء ساطعةً
فليرقص الحاقدون الغُبر في سَفَهٍ
لأنّ ساعة حسم الأمر قد أزِفتْ
والقلبُ لمّا يهيج الشوق ينفطرُ
يا فتيةً لم يزل يبكيكم القمرُ
من صفِّهِ نورُ هذي الأرض يُنتَظَرُ
من ظالمٍ ظنّ أنّ الشمس تنكسرُ
والناسُ من ظُلمه بالهم تُعتَصَرُ
في أن يعود إلينا ذلك السمرُ
لله درُّك، ما أحلاكِ يا صُوَرُ
لكنّنا لم نزل بالحزم نأتزرُ
نحن الليوثُ إذا ما عربد الخطرُ
يحلو لنا في طِلاب العِزّةِ السهرُ
ولا نعاقر خمراً إسمها الخَدَرُ
في سفحها عزة الآمالِ تزدهرُ
وصار يُقسِمُ أن لن ينزل المطرُ
نزيفها فيض نورٍ ليس ينحسرُ
ذاك الذي كان رغم الحيف يصطبرُ
وهل ينامُ إذا ما أُثقِلَ الشجرُ
واشتدّ من حولنا ما خطّهُ القَدَرُ
من الضياءِ، ويحذو حذونا الشررُ
حتى تَشامخَ في أرجاءه الوطرُ
وليضحكوا بعض حينٍ طَبعهمْ أشِرُ
وصار صوتُ فحيحِ الغدر يحتضرُ
فهد الفهد [/frame]
مواقع النشر (المفضلة)