التَّجْمِيل بمعناه العام ما يكون بإعْطَاء الشيء العادي مِسْحَةً مِن الجَمَال، وبالارتقاء بالجَمِيل إلى وضع أجمل، يكون بإحلال الجَمَال مَحَل القُبْح، والكَمَال بَدَل النَّقْص .
وتَجْمِيل الجِسْمِ الإنْسَانِي بوْجه عام له أهميته، وتجميل الأنثى بوجه خاص له خُطُورَته، والجمال أمر مُحَبَّبٌ إلى النَّفس، وله مَكَانَتُه في الدين، فهو مطلوب شَرْعًا بالقَدْر الذي يُؤَدِّي الغَرَض الطَّيب منه بعيدًا عن الحرام في الأُسْلُوب والهَدف والغَاية .
وجراحة التجميل نوعان، نوْعٌ يَغْلِب عليه الطَّابَع العِلاجي كإصلاح خَلَل طاريء، ونوعٌ يغلب عليه الطَّابَع الجمالي الذي فيه تَحْسِين وضع قائم
مثال على النوع الاول : مولود له إصْبَع زائِدَة، قال جماعةٌ من الفقهاء ـ وعلى رأسهم الطَّبَري ـ قَصُّها حرام؛ لأنَّ فيه تَغْييرًا لخَلْق الله، وطاعة للشيطان الَّذي قال الله فيه ( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله ) ( النساء : 119 )، وقد طرد هؤلاء الحُكْم حتى حَرَّموا إزالة اللِّحية التي تَنْبُتْ للمرأة، وإزالة السِّن الزائدة . نصَّ على ذلك القُرْطبي في تفسيره وابن حجر في فتح الباري والنووي في المجموع وشرح صحيح مسلم .
مثال على النوع الثاني : شد الوجه للعجوز لتَبْدُو شابة، إنَّ هذه العَمَلية تَحْسِين مُؤَقَّت يعود الوجه لأصله بعد مدة طالت أو قصُرَت ولذلك لا يلجأ إليه غالبًا إلا من يُتَاجِرْن بجمالهن، فهو كما عبَّر عنه بعض الفقهاء ـ شأن الفاجرات، والقصد منه سيء لا شك فيه، فهو حرامٌ؛ لأنَّ التَّغْرِير فيه واضح، حيث إنَّ التَّحْسِين فيه مُؤَقَّت، يزول ثم يحتاج إلى تَكْرَار .
مواقع النشر (المفضلة)