'مرض الصباح'.. لا يؤثر في الجنين
تختلف اعراض 'الوحام' أو 'الوحم' من امرأة إلى أخرى، فمنها ما يكون أقرب الى أعراض المرض من غثيان وقيء وكثرة تبول، ومنها ما هو خفيف يكاد لا تشعر به المرأة الحامل، أو انه يأتيها في هيئة رغبة محددة في صنف طعام أو فاكهة بعينها. وعادة ما تكون هذه الأعراض في ذروتها عند الاستيقاظ في الصباح، ولهذا يطلق عليه البعض مرض الصباح.. فما هو وكيف تتعامل الحامل معه، وهل له تأثير في الجنين، وهل له علاقة بطبيعة الطعام الذي تتناوله الحامل؟
مرض الصباح Morning Sicknes
معظم الأمهات يعرفن ما تعنيه كلمة 'الوحام' وتفيد التقديرات ان ما بين 70 إلى 80% من الحوامل يصبن بالغثيان خلال الأسابيع الأولى من حملهن بسبب الوحام، ونصف عدد اولئك الحوامل يصبن ايضا بالقيء وقد اطلق على الوحام خطأ اسم 'مرض الصباح' اذ ان اعراضه في الحقيقة تلازم الحامل طوال النهار، وتأخذ هذه الأعراض في التناقص والزوال لدى بلوغ الحامل الاسبوع السابع من فترة حملها.
ومع ان الوحام نادرا ما يؤدي الى الحاق الأذى بالحامل، الا ان واحدة في المائة من الحوامل، يعانين حالة من الإقياء الشديد الذي خصص له اسم 'تقيؤ الحمل' وهي حالة تسبب جفافا للحامل، وهزالا، وعلى الحامل في هذه الحالة الاتصال بطبيبها على الفور، اذا لاحظت ان الأعراض تشمل نقصا في التبول أو انعدامه أو دكونة لونه، أو ان تتعرض لدوخة أو اغماء أو تسارع في دقات القلب أو تقيؤ ممتزج بالدم.
يمكن معالجة هذه الأعراض بنجاح عن طريق اعطاء المصابة سوائل عن طريق الوريد وأدوية مضادة للقيء، وفي هذه الحالة لا خوف على الحامل ولا على جنينها اذا ما تلقت العلاج الصحيح.
أسباب غثيان الوحام
مع ان احدا لا يعرف على وجه اليقين اسباب الوحام، الا ان الخبراء يشيرون الى الزيادة في مستويات الهرمونات في دم الحامل، ويظن ان هذه الزيادة تؤدي الى تحريض دماغ المرأة وجعلها أكثر استعدادا للغثيان، ويرى باحثون آخرون ان الوحام لم يتطور من فراغ، انما طور من اجل منع الحوامل من تناول بعض الأطعمة 'كاللحوم والدواجن'، التي يزداد احتمال احتوائها على العضويات والممرضات المجهرية، وهي الملوثات التي يمكن ان تلحق الأذى بالجنين الآخذ في التطور داخل الرحم.
ويبدو ان هناك عوامل معينة تزيد من قابلية المرأة للإصابة بالوحام، بما فيها البدانة، أو وجود معدة لديها حساسة بشكل طبيعي، او استعدادها للحمل بتوائم، كما توصل الباحثون الى الرأي انه اذا ما اصيبت احداهن بالوحام في أول حمل لها، فان الوحام يحتمل ان يصيبها في كل حالة حمل لاحقة.
لا بأس على الجنين
حتى لو كان الوحام يحول بشكل مؤقت من دون تناول الحامل اغذية متوازنة، فان هذا النقص الآني لا يشكل سببا للخشية على حال الجنين.
ففي خلال الثلث الأول من مدة الحمل يكون التركيز على نمو جسم الطفل، لا على تشكل اعضائه الذي يتطلب بضع عناصر اضافية، ولدى ازدياد حاجات الطفل الغذائية، تكون الحامل قد خرجت سالمة من فترة الوحام، وأصبح جسمها مستعدا للعودة الى تغذية نفسه تغذية كافية للوفاء بحاجات الطفل الغذائية.
أطعمة عقلانية
مع عدم وجود وسيلة مؤكدة لمنع الوحام، الا ان احداث بعض التغيرات البسيطة على طعام الحمل، يمكن ان يجلب لها قدرا كبيرا من الراحة، فتناولي خمس أو ست وجبات صغيرة من الطعام يوميا بدلا من ثلاث وجبات كبيرة، وضعي قرب سريرك شيئا من 'القراميش' وكلي بعضها عند النوم، وبعضا منها عند الاستيقاظ من النوم، واستمعي الى ما يمليه عليك جسمك، ان اكثر الحوامل يخترن لأطعمتهن المأكولات غير الدسمة، وغير المنكهة والموز، ولكن معدتك انت قد تطالبك بأشياء أخرى.
شرب الماء والسوائل بين الوجبات أفضل من شربها مع الطعام، وقد ثبت ان هذه العادة فعلت الأفاعيل بخصوص تخفيف أعراض الوحام، كما ان احتساء الشاي وتناول الأشربة الحلوة المكربنة يمكن ايضا ان يؤدي الى تهدئة المعدة المتوترة.
وبعض النساء يصبن بحالة من تزايد اللعاب اثناء فترة الوحام، وهذه الزيادة يمكن ان تؤدي الى القيء، كما ان المشروبات الحامضية تساعد على انقاص انتاج اللعاب.
ترويض المعدة
هناك اسباب أخرى غير المتعلقة بالطعام تهيج أعراض الوحام، مثل الحركة المفرطة والضجيج المرتفع، فهذه يمكن ان تجعل الوحام بالغ السوء. كذلك ابتعدي عن أماكن انطلاق الروائح النفاذة، واستنشقي المزيد من الهواء الطلق النقي.
وامشي قليلا في الخارج بعد الغذاء أو نامي في غرفة مفتوحة قليلا.
كما ان السير ببطء أثناء تأدية مختلفة الأعمال يمكن ان يساعد الحامل ايضا في الصباح، فلا تقفزي من السرير قفزا، بل امنحي نفسك فرصة للجلوس والاستعداد البطيء لمزاولة أعمال اليوم.
كذلك فان نجاحك في تخفيف الضغط النفسي عنك كفيل باحداث فرق كبير في وضعك الى الأفضل، والتوتر النفسي كفيل بجعل أعراض الوحام شديدة. وقد دلت الأبحاث الأخيرة على ان 'الضغط الابري' يمكنه مد الحامل ببعض الراحة ومن وحامها، فأطواق المعصم المشدودة (الى حد معقول لا يؤدي الى انحباس الدم) يمكنها تحسين الوضع ولو انها لا تشفى تماما من الوحام.
وهناك خيار آخر وهو الزنجبيل، وقد يتبين بنتيجة الدراسات ان الزنجبيل يهدئ أعراض الوحام.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)