ذكر الله تعالى ودعاؤه تطمئن به القلوب وتحيا وتنشرح به الصدور وترتاح وتسمو به الأرواح وتعلو فوق عالم الماديات وبه تتوثق العلاقة وتتوطد الرابطة بين العبد وربه وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته الى ان تأخذ نفسها بهذا الهدي الرباني والدواء الكافي والبلسم الشافي فتبرأ من كثير من العلل والأمراض وتتعافى من الأسقام والأوجاع وتبادر في ذلك يوميا من الصباح الباكر حيث يتم توزيع الأرزاق وتقسيمها كما في الحديث عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجعة منصبحة فحركني برجله ثم قال «يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس». رواه البيهقي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «باكروا للغدو في طلب الرزق فإن الغدو بركة ونجاح». رواه البزار والطبراني في الأوسط، وعن عثمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نوم الصبحة يمنع الرزق». رواه أحمد والبيهقي وغيرهما وفي زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة للإمام السيوطي «إذا صليتم الصبح فافزعوا الى الدعاء وباكروا في طلب الحوائج اللهم بارك لأمتي في بكورها وعزاه الى ابن عساكر في تاريخه عن علي ــ رضي الله عنه ــ قلت. ومن ذلك مأثورات وأذكار الصباح الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى «فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون» الروم: 17 ــ 18، وقال تعالى «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين» الأنعام: 52. كما أمره الله تعالى بأن يعايش هذه الشريحة التي تبدأ يومها بذكر الله تعالى والتوجه اليه بالدعاء قال تعالى «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا» الكهف: 28 هذه الأيام الثلاثة أصل في مشروعية التبكير في الدعاء. والذكر ليحصن المرء نفسه منذ بزوغ الفجر حتى يمسي ومن غروب الشمس حتى ينبلج الفجر حتى يلقى الله تعالى كما قال تعالى «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» يلقاه محفوفا محفوظا بحفظ الله وعنايته يعيش في كنف الله وكلاءته في حصن حصين من الأخطار والأضرار من الشرور والافات والأسقام إلا ما أراد الله تعالى لتكفير ما ارتكب العبد من سيئات وما اقترف من جرائم او ليرفع من درجات عبده وليقربه الى مقعد صدق عند مليك مقتدر. هذا ومن الأدعية المأثورة التي بها يحفظ الله تعالى عبده في ماله وأهله على مدار الوقت آية الكرسي ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، وذكر قصة وفيها: فقلت يا رسول الله، زعم انه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال «ما هي»؟ قلت قال لي: إذا اويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي من اولها حتى اختم «الله لا إله إلا هو الحي القيوم». وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أما انه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة»؟ قال: لا، قال «ذاك شيطان».
مواقع النشر (المفضلة)