السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء رجل إلى الامام ابو حنيفة ،، فقال له شاكياً حاله :
ياشيخنا ،، انا أعمل في مزرعة وأقبض في الاسبوع خمس دراهم ولاتكفيني ولاتكفي عيالي !!!
فأجابه الشيخ (( وكانت كلمته مسموعه لحب الناس له )) :
اذهب لصاحب المزرعة فقل له أن يعطيك أربعة دراهم بدل الخمسة ..
استغرب الرجل وفعل ماقال له الشيخ ،، وبعد شهر عاد إليه الرجل وقال :
ياشيخنا جئتك قبل هذه المره واشتكيت لك الحال وعن أجري الزهيد ومقداره خمسة دراهم ،، فأمرتني أن اقبض أربعة وفعلت ما أمرتني ولكن لازال الحال ضيقاً عليّ وعلى عيالي !!!
فقال له الشيخ :
ارجع لصاحب المزرعة وقل له أن يعطيك ثلاثة ..
وبعد شهر او شهرين ،، عاد الرجل إلى الشيخ ،، فتذكره الشيخ وقال له :
ألازلت ضيّق الحال بالدراهم الثلاثة ؟!
قال له الرجل :
والله ياشيخنا ان هذه الثلاثة ،، تكفيني وتكفي عيالي ،، ولكني أريد ان أسألك ياشيخنا ،، كيف بالخمسة لم تكفيني ولا الأربعة ،، وكفتني الثلاثة ؟!!!!
فقال له الشيخ :
عملك في المزرعة لم يكن يستحق الخمسة دراهم ولا الأربعة ،، كان يستحق ثلاثة دراهم فقط ..
ثم قال الشيخ :
(( اجتمع الحرام بالحلال ليكثره،، فأبطله ))
................
مادعاني لكتابة هذه القصة
هو ان كثير منا اليوم ،، يعمل موظفاً في أي دائرة او وزارة او مؤسسة حكومية أو خاصة ،،
ويقبض راتباً بالآلاف ،، ورغم ذلك لايكفيه راتبه لمتطلبات الحياة ،، وينتصف الشهر (( والجيب فاضي )) ..
بينما نرى أناس يستلمون ثلاثة آلاف ،، أو ألفين وخمسمائة ،، ونجدها تكفيهم (( وليس الكل طبعاً )) ...
فما الفرق ؟!!!
من خلال القصة التي رويتها ..
نجد أن للأمانة دور كبيـــــر في بركة الراتب ،، وهذا شيء لايخفى على العاقل ،، ولكن الشيطان ينسينا إياه ..
فلو اتقى الإنسان ربه ..
وعمل بمقتضى الأمانة ..
وترك عنه محاولات الإفلات بين الحين والآخر من الوظيفة بدواعي كثيرة ليس لها وجود ...
واحتسب الأجر والمثوبة ..
لبارك الله في رياله ...
ورزقه من حيث لايحتسب ..
ولأنجز العمل على الوجه المطلوب ..
وما تأخر الناس و ماتأخرت الأعمال ..
ولدارت عجلة الحياة بأمان ..
ولكن !!
من نسي ربه ،، وانتظر الريال ،، ولم ينظر للعمل إلاّ أنه مجرد مصدر دخل ،، مابارك الله في ماله ،، ولا في حلاله ،، بل ربما عادت قلة البركة على أبنائه...
ومن رأى بعين الصواب ،، وفكّر بعقل الحكيم ،، لأدرك حجم هذه الأمانة الضائعة ،،
دمتم في حفظ الله
مواقع النشر (المفضلة)