القدوة هي من كان علي بصيرة في ادراك أمور الحياة مع اجادة في التخاطب الي الناس وصدق في الأعمال الصالحة التي تقربه الي ربه.
قد يظن بعض الناس ان القدوة من يحسن الحديث الي الناس فحسب أو يقوم بأداء الأعمال الصالحة رئاء الناس أو يدعي الاحاطة بمعارف الدين والدنيا أو يطيل لحيته أو يسبح بمسبحته أو يتربي بربي الصالحين أو يتقدم دائما لإمامة المصلين أو غير هؤلاء ممن تبدو عليهم ملامح أنهم من العارفين والمتفهمين في الدين، ولكن جميع هؤلاء لا يعتبرون من القدوة التي يقتدي بهم أو يوثق وثوقا تاما في أقوالهم.
والمرجع الأول في الاقتداء هو رسول الله صلي الله عليه وسلم : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. والرسل جميعا قدوات لأممهم الذين أرسلوا اليهم.
ان القدوة الحق هو صاحب رسالة يبلغها للناس أحيانا بكلامه وأحيانا بعمله، ولابد إقران.... الكلام وبالعمل والا كان مدعيا كاذبا في دعواه انه قدوة، لقد ابتلي المؤمنون في أول الاسلام بمن يدعي الرسالة أو القدوة.. للرسول محمد صلي الله عليه وسلم كمسيلمة الذي اقترن باسمه وصف الكذب فكان يطلق عليه مسيلمة الكذاب ، وقد ادعي مع مسيلمة اثنان آخران، ولكن لم يكن لهما من الاتباع ما كان لمسيلمة، وكانت العاقبة أن يمحق الله الجميع وأحق الحق، فانه يمحق الباطل ويحق الحق بكلماته.
وهكذا بقيت رسالة الحق - رسالة محمد صلي الله عليه وسلم الي اليوم وستبقي الي قيام الساعة، والحق أحق أن يبقي مهما كان عنفوان الباطل ومقاومته.
ولم يسلم العالم الاسلامي علي مر القرون من هؤلاء المدعين حتي أن بعض هؤلاء المدعين لم يقتصر علي ادعاء النبوة أو الرسالة بل تطاول الي مقام الألوهية فادعي الألوهية.
أن نور الحق.. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويكشف في وضوح المدعين والصادقين في قدوتهم للناس واقتداء الناس بهم.
مواقع النشر (المفضلة)