“بلاي استيشن”أو playstation games بالإنجليزية، هذه الكلمة تستفزني كلما سمعتها، وكيف لا أستفز وأنا أستمع لرجال (بشوارب ) موظفين وأصحاب أسر يتحدثون عن ولعهم الشديد بها، والساعات التي يقضونها وهم يلعبون بها، بعد ساعات عملهم دون أي يأبهوا بمسؤولياتهم الأسرية والاجتماعية وقبلها الدينية؟ علما بأنني في الأساس غير مقتنعة بحالة الإدمان التي تسيطر على عدد كبير من أطفالنا بسبب ولعهم الشديد بهذه اللعبة، والتصريح المفتوح من ذويهم بلعبها دون ضوابط.
لو أن المسألة تقتصر على نصف ساعة أو أقل من اللعب يستمتع من خلالها الطفل، وينمي ذكاءه، فلا ضرر ولا ضرار (والله أعلم لأنني لا أعرف كثيرا عن خبايا هذه اللعبة)، ولكن الواقع يقول غير ذلك تماما، للأسف كثير من الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام هذه اللعبة على حساب علاقاتهم الأسرية ونشاطاتهم الاجتماعية ودراستهم، وتنميتهم لمهاراتهم الشخصية، لأنهم يبحثون عن المتعة فقط، ولأن أهلهم لا يكترثون بهذا الوقت المهدر من عمر أبنائهم، بالنسبة لهم الأهم هو التخلص من إزعاج أطفالهم من خلال السماح لهم بالتسمر أمام هذه اللعبة.
أما الكبار فماذا نقول لهم؟ المشهد هو شاب أو شابة رجل أو امرأة يمسك أحدهم بجهاز التحكم وهو في قمة انجذابه وتفاعله مع اختبارات هذه اللعبة، محاولا تصويب هدف، أو اجتياز مرحلة، ومنهم من هو أكثر حماسا من الأطفال في انفعالاته، والسؤال هنا كيف وقع اختيار الرجل على هذه الأداة للترفيه عن نفسه؟ هل نفذت وسائل الترفيه؟ وهل يمكن لإنسان واع ناضج أن يرتضي لنفسه هذا الخيار اللامنطقي، والأسوأ أن من هؤلاء من يعتبر “البلاي استيشن” متنفسه الوحيد والأهم بعد ساعات العمل الطويلة، فهي أكثر من مجرد تسلية عابرة لدى البعض، هي عادة وشبه إدمان.
لشبابنا ورجالنا أقول من العيب أن ننحدر بمستوانا لهذه الدرجة، وكلي أمل أن تتبرؤوا من علاقتكم بهذه اللعبة، وغيرها من الألعاب والعادات التي تنتقص من احترامكم لأنفسكم، واحترامنا لكم.
مواقع النشر (المفضلة)