البعض منا يتنازل عن كل شيء لجمع المال وفي بعض الأحيان يتنازل عن كرامته مقابل حفنة من المال وهو يتلذذ بجمعه ولا يستفيد منه ولا يتمتع ولا يصرف منه ولو مرض.
المال عنده أعز من نفسه ولا يفرط فيه أبداً الدراهم كل شيء حتي أنه لا يعرف الزكاة ولا الصدقة ولا أي وجه من أوجه الخير. فهل يا تري هذا الإنسان يسمي إنساناً أعتقد أنه غير ذلك ولا فيه أي إنسانية فقط خلُق إنسان وهو من نوع آخر ويكفي.
المال كما هو معروف انه وسيلة وليس غاية وبما أنه وسيلة لقضاء حوائجنا إذن لماذا نكنزه ولا نستفيد منه. البعض يجمع المال بطرق ملتوية ومتنوعة ويضعه هنا وهناك في البنوك وغيرها ولا يصرف منه ريالاً ويحلف علي أنه لا يصرف من دراهمه شيئا ويحرم نفسه وزوجته وعياله إذا رأيت هذا في أي مكان تحسبه مسكيناً معدماً ولا يملك قوت يومه ويحتاج إلي الصدقة وقد رأيت منهم الكثير فهل الشح مرض يجب علاجه أو أنه خلق معه ويجري في دمه، ولا يمكن أن يتخلي عنه أبداً ما دام حيا .
عجباً من هؤلاء الأشخاص وأمثالهم. أليس لديهم عقل ويفكرون أن كل حي ميت وأن الحياة لا تدوم ويجب علي من لديه المال أن يقدم لنفسه مما أتاه الله سبحانه وتعالي من المال ولا يبخل به في أوجه الخير وفعله. لأن الذي لديه البصيرة أعتقد أنه يدرك ذلك أما الذي لا يملك البصيرة فهذا أعمي ولو كان بصيرا ماذا يفيد إذا انتهي عمره وفارق الحياة وهو صفر اليدين خسر في الدنيا وفي الآخرة وبقي المال بعده للورثة وقد يصرف علي أمور أخري تضر ولا تنفع.
يا أخي صاحب المال قدم لآخرتك فوالله لن تخسر أبداً وتفوز بالدنيا والآخرة.
مواقع النشر (المفضلة)