يقول الروائي انطوان تشيكوف (( منذ أربعين سنة ، عندما كنت في الخامسة عشر من عمري ، عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشر رويلات ، ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبدا ، وأستطيع أن احصي حصيلة حياتي وأن أسجلها كما يفعل أصحاب الملايين ، فأجدها هكذا : 2917 زرارا ، 344172دبوسا، 12 سن ريشة ، 3 اقلام ، 1 منديل
وظهر منحني وحياة بائسة !!!!))
لقد ظن المسكين أن سنة الحياة هي ضربات الحظ ، فعاش منحنيا منتظرا أن يعطيه الحظ مالاً كما أعطاه في المرة الأولى
تذكر دووما : الطموحات لا ترتوي إلا بعرق الجبين ، والحظ قد يأتيك ليوفر عليك بعضاً من قطرات العرق ....
*********************************************
يحكى أن طفلا لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها ، وفي ليلة باردة جاء الطفل لسلحفاته
فوجدها قد دخلت في غلافها طلباً للدفء ، فحاول أن يخرجها فأبت ، ضربها بالعصا
فلم تأبه به ، صرخ فزادت تمنعاً، فدخل عليه أبوه وقال : دعها وتعال معي .. ثم أشعل المدفأة وجلسا يتحدثان ،
فإذا بالسلحفاة تقترب طالبة الدفء ، فابتسم الأب ، وقال : يابني ، الناس كالسلحفاة إن أردتهم بقربك فأدفئهم بعطفك ، ولا تكرههم على ماتريد بعصاك ...
وهذه إحدى اسرار الشخصيات المؤثرة ، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم بدفء قلوبهم و مشاعرهم
(( ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
*******************************************
في يوم من الأيام أستدعى الملك وزراءه الثلاثة
وطلب منهم أمر غريب
طلب من كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب إلى بستان القصر
وأن يملئ هذا الكيس للملك من مختلف طيبات الثمار والزروع
كما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد أخر
استغرب الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسة وأنطلق إلى البستان
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملئ الكيس
أما الوزير الثاني فقد كان مقتنع بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسة وأنة لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل و أهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد
حتى ملئ الكيس بالثمار كيف ما اتفق.
أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك يسوف يهتم بمحتوى الكيس اصلا فملئ الكيس با الحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها
فلما أجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم على حدة كل واحد منهم مع الكيس الذي معة لمدة ثلاثة أشهر،
في سجن بعيد لا يصل أليهم فية أحد كان, وأن يمنع عنهم الأكل والشرب،
فاما الوزير الأول فضل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة،
وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ماصلح فقط من الثمار التي جمعها ،
أما الوزير الثالث فقد مات جوع قبل أن ينقضي الشهر الأول.
وهكذا أسأل نفسك من أي نوع أنت فأنت الأن في بستان الدنيا لك حرية،
أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة ولكن غدا عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك ،
في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك , ماذا تعتقد سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا،
لنقف الآن مع انفسنا ونقرر ماذا سنفعل غداً في سجننا
________________________________________
مما وصلني عبر البريد والجوال
نسقته لكم آآمل أن يعجبكم أحبتي
مواقع النشر (المفضلة)