ينتقدنا البعض على تراكم النفايات في سياراتنا واحتفاظنا بها، ريثما نجد حاوية، ولكن لا نجد ذلك النقد والهجوم حين نقوم برمي هذه المتعلقات من نافذة السيارة وكأنه أكثر منطقية من الأول، فلماذا؟
لماذا أصبحنا نعتاد على منظر السائق الذي يفتح نافذته ليلقي بالأوراق والمشروبات والأكياس من سيارته حفاظا على صورة سيارته من الداخل ونستغرب صورة السائق الذي يبحث بعناء عن حاوية القمامة على أطراف الطريق لمسافات بعيدة (وكأن البلدية قد بدأت عهداً من التقشف لم يطل سوى حاويات القمامة·
في المدن كل شيء نظيف ويلمع ولكن قُد سيارتك لكيلو مترات قليلة خارج المدينة، فماذا سترى؟ ترى أكواما وأكواما من العلب الزجاجية وأكياس البلاستيك التي علقت بأشجار الصحراء ونباتاتها وافترشت الطريق والزوايا مستعمرة الطبيعة وكأنها نباتات متسلقة تزحف على كل شيء ولا يكاد ممر واحد يخلو من استعمارها·
المواشي والحيوانات مهددة بابتلاعها في أي لحظة، والشمس تبخَر سمومها في كل لحظة والرياح تنقلها لكل مكان والمنظر المعتاد أصبح أن نرى كيساً أزرق إما يسابقك على الطريق أو أن يعبر أمامك أو يلتصق بزجاج سيارتك الأمامي وكأن لسان حاله يقول أنت من اعترض طريقي!
هل الحل في أن نسمح لكل شخص رأى سائقا رمى بالقمامة من سيارته أن يعلم السلطات المختصة، أم الحل في التوعية بمضار هذا السلوك غير الحضاري أو في أننا نعد أنفسنا لمواجهة مستقبل مليء بالنفايات·