فهموا الدين وعملوا به.. رقت قلوبهم فبكت عيونهم.. زهدوا في الدنيا واستعدوا للآخرة.. علاقتهم بربهم شوق ومحبة يختلطان بخوف ورجاء.. إنهم قدوة المسلمين في كل زمان.
كان في وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء من خشية الله وكان يقرأ الآية في ورده فتخنقه فيبقي في البيت أياماً يعوده المسلمون يحسبونه مريضاً.
وهذا عبدالله بن الزبير كان يصلي يوماً فسقطت حية من السقف فطوقت بطن ابنه هاشم فصرخ أهل البيت جميعاً وانزعجوا، واجتمعوا عليها وقتلوها وسلم الولد، كل هذا وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا دري بما جري حتي سلم.
كان علي زين العابدين ابن الإمام الحسين إذا توضأ اصفر وجهه فيقول له أهله: ما هذا الذي يصيبك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أقف؟ ومن أخاطب؟ وبماذا يرد علي؟
وكان عبدلله بن عمر إذا قرأ قوله تعالي ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله بكي وقال بلي يا رب بلي يا رب.
كان طعام يحيي بن زكريا عليهما السلام العشب وإنه كان يبكي من خشية الله ما لو كان القار علي عينيه لحزقته دموعه حتي أن الدموع اتخذت مجري في وجهه.
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لرسول الله صلي الله عليه وسلم شبت يا رسول الله فيقول الرسول شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت هذا هو رسول الله.
فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت الصلاة وقت أمانة عرضها الله علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملتها أنا.
كان أبو الدرداء يقول إن القلب يربد كما يربد الحديد أي يصدأ وجلاؤه ذكر الله.
وصدق الله تعالي حيث قال: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
مواقع النشر (المفضلة)