يعتمر برقعه الذي يخفي عينيه الجميلتين ونظراتهما الحادة الثاقبة، فلا يقلل من جماله ووقاره، بل يمنحه رونقاً وهيئة أنيقة، يبدو معها الصقر كأنه يضع قبعة على رأسه.
وبعيداً عن رحلات صيد الحبارى، وساحات القنص، نجد الكثير من الصقور مبرقعة؛ لأن البرقع أحد مستلزمات حياتها، وأداة من أدوات سلامتها. تاريخياً، ليس هناك ما يؤكد زمن ظهور براقع الصقور، سوى إشارات قليلة في بعض المؤلفات، منها للباحث بشير سليم ''يشبّه البراقع بخوذات جنود الفرس والرومان، حيث كان كسرى يعصم عيون الصقور في حضوره''!
وتجلى ظهور البرقع في الجزيرة والخليج العربي منذ القرن الماضي، من خلال قصائد الشعراء وأحاديث الرواة المتناقلة شفاهياً''.
نظارات السلامة
إن العين هي أدق عضو في جسم الكائنات الحية، وتختلف أحجامها وأوضاعها وألوانها وقوة رؤيتها بين كائن وآخر، لكنّ عيني الصقر هما أقوى عضوين للإبصار لدى جميع المخلوقات، إذ يشتهر بحدة إبصاره والرؤية عن بعد يتجاوز 2,50 كيلومتر من فوق سطح الأرض، وترجع قوة إبصاره إلى قوة مقلتيه وسماكة شبكية عينيه، حيث تبلغان أضعاف سماكة شبكة عيني الإنسان''.
وتدعو حدة الإبصار لدى الصقر إلى أمرين يُفترض بالصقار توفيرهما، الأول يتعلق بوقاية الإنسان من الصقر، والثاني سلامة الصقر والمحافظة على هدوئه، لذا توضع على عينيه نظارة يشير العميد إليها ''للصقر نظارة صغيرة بحجم وجهه تسمى (البرقع) لإخفاء عينيه، وتغطية وجهه كاملاً، يتخلله فتحة صغيرة في منتصفه يخرج منها منقاره، بواسطة العرف الذي يعلو قمة البرقع، ويثبت بواسطة رباط جلدي مزدوج (شدادة) حول عنقه، تصل إلى طرفي الفتحة فتثبت من الجانبين، بحيث يستطيع الصقار أن يتحكم في البرقع من خلال هاتين الشدادتين''.
إزالة الرهبة
عن كيفية استخدام البرقع وتغطية الصقر به يحرص الصقار على لف جسم الصقر بقماش (الزهمال) لضم أجنحته إلى جسمه، وذلك بوضع الإبهامين على ظهر الصقر، وباقي الأصابع تتوزع على أجنحته وصدره لمنع مخالبه من الجرح، ثم يتم وضع البرقع، ليحول دون رؤية الصقر لما حوله فيهدأ روعه ويزول خوفه''.
حرص وحماية
ويعرف عن الصقر رهبته من الضجيج والتفاف الناس حوله، لذا قد يكون غير آمن على المحيطين به، وربما على سلامته الجسدية، ومن الأفضل أن تتم تغطية عينيه بالبراقع، لذا أشتري له في كل مشوار تسوق أكثر من عشرة براقع؛ لأنني لا أفضل استخدام ذات البرقع للطير أكثر من أسبوع، خشية من تلوث عينيه'
مواقع النشر (المفضلة)