im6 الأسرة كانت حديثة العهد بالزواج .. كان زواجهما على سنة الله ورسوله .. القصة وقعت في وقت كان الزوج على باب الله بينما كانت الزوجة امرأة متعلمة ومعلمة في عمر الزهور .. يا ما أنفقت وكدّت وبذلت على زوجها وأسرتها إلى أن بلغت باكورة أحلامهما سنتين ! ..
الزوجة .. كانت تعد بمثابة معلمة مثالية أكثر من رائعة بكل المقاييس .. كانت تتصرف بحكمة وعقل داخل بيتها وبين ربعها وكم تفوق رزانة حينما تكون خارجها ! .. كان لها ذكاء .. حشمة .. كرامة .. هيبة .. وقار إلى جانب ذلك كان عندها ذوق وجمال وزين لا يقدره إلا من يعرفها ! .. كانت تسعى دوما لرفع مكانة زوجها .. سمعته .. صيته .. مكانته .. شأن أهله قبل حق أهلها .. وبعيدا عن المبالغة .. كانت تُصرف كامل راتبها بل وتقترض فوقه لإسعاده وإكرام ضيوفه وتربية طفلتهما ! ..
لكن الزوج كانت له حكايات ! .. فالألم والشفقة تثير أكثر مما نسمع ونأسف لمثلها .. لقد تعلق الساذج وانجرف وراء الإنترنت ووسائلها المغرية .. فالأبله المعتوه تاه بعد زواجه وطاح في مشوار غريب مع الإنترنت لم يسعفه حتى حين .. فقد تعرف عبر إحدى صفحات السوالف ( التشات ) على بنت من حائل ووصل الأمر بينهما إلى حد حب عارم وشوق غامر يطفح ويفوق ما ضحت فيه زوجته الفاضلة وقدمته من أجله ! ..
مع مرور الوقت من الوصل والاتصال طلب السفيه المغرم من عشيقته مقابلتها ( دون أن تعلم زوجته ) أو يخبرها بأنه متزوج .. فرفض الطرف الأغر ( حسب رؤيته ) بحجة أن مثل تلك الأمور ليس في قاموس عاداتها وتقاليد أهلها ولعمق بلاهته صدّق فسأل عن صورة لها وبعد إلحاح مستميت دام أسابيع أرسلت له عبر البريد الإلكتروني صورة لبنت ملثمة ( كم غرر بمثلها ) وأرفقت معها تحذير من مغبة التلاعب والتعاطي مع الصورة خشية وحرصا على سمعتها وقيم أهلها وشيم قبيلتها .. هكذا انحرف وانجرف ! .. صدّق المسكين .. هلل وطبل ثم طلب رقم هاتف أهلها ومن بعده طلب يدها وما هي سوى بضعة أشهر إلا وهو خطيبها ثم دخل عليها ..
حينما أخبر زوجته بأمر الخطوبة .. لقطت الزوجة بنتها وهربت إلى أهلها .. لكن يا لها من فاجعة وصدمة بحق نفسه أكثر بكثير مما كان لزوجته ومن يعرفها حينما زُفت عليه عشيقته وعلم أنه وقع في نصيب امرأة ثخينة تفوقه وزنا وعمرا وأكثر قبحا وفقرا نصبه فخ قبيح لإحدى وسائل الإنترنت ! ..
اليوم .. ومنذ ذلك التاريخ وهذا المسكين يستجدي أم طفلته بالعدول عن رأيها ويناشد أهلها بعودتها مهما كان الأمر وبلغ الثمن .. لكن الكريمة أصرت وأهلها رفضوا ولم يعد أمام ( المعتوه ) تحت وطأة ثقل الجديدة إلا أن يرغي وينبح بأعلى ما أمكن على ما فات ! ..
مواقع النشر (المفضلة)