مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: الخطأ في الجار بعشرة أضعاف

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    1

    Lightbulb الخطأ في الجار بعشرة أضعاف

    للجار حقوق أوصى بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف الشديد هناك الكثيرون منا لا يؤدونها.. بل إن الكثير من الناس لم يسلم جاره من أذاه فوصلت مشاكلهم التافهة إلى أقسام الشرطة والمحاكم!

    والواقع الذي نعيشه يؤكد أن هناك من يلتقي بجاره في الشارع ولا يلقي السلام عليه أو لا يحاول الاحتكاك به ظنا منه أن ذلك أسلم وأفضل، وهناك من اضطر إلى بيع منزله بسبب جاره السيئ وهناك من يعاقب أولاده إذا تحدثوا مع أولاد الجيران!

    حقوق الجيرة

    ان الله تعالى أمر بالإحسان إلى الجار، حيث يقول سبحانه: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً”.

    وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم الوصية بالجار لدرجة أنه كاد ان يجعل حقه كحق الوارث في البر والصلة والمودة والتعاون، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، وما ذلك إلا لأن الجار أقرب الناس إلى جاره وأعرف بأحواله، فهو يتمكن من إيصال الخير إليه، والاستجابة لشكواه، والمسارعة إلى نجدته ومن مجموع الجيران تتكون البيئة ويتكون المجتمع، فإذا كانوا صالحين متعاونين تضافروا على الخير والمعروف وتعاونوا على البر والتقوى شكلوا مجتمعا صالحا قويا.

    أما إذا كان الجار سيئا أو شريرا، فإنه يتمكن من إلحاق الشر بجاره، فهو أقرب إليه وأدرى بما يؤذيه، وفي استطاعته أن يلحق به الضرر أكثر من غيره، ومن هنا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد حق الجار، ويقسم ثلاث مرات بنفي الإيمان عمن لا يأمن جاره.

    الإنفاق والتهادي

    أن من كان مؤمنا بربه لا يليق به الحاق الأذى بالآخرين ولا يجوز له ذلك، وإلا كان بعيدا عن كمال الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، كما قال عليه السلام: “إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف”، وقال أيضا: “والله لا يؤمن وكررها ثلاثا من بات شبعان وجاره جوعان”، فيالسماحة الشريعة التي لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلا وعلمتنا إياها، فهذه الكلمات القليلة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أرشدتنا إلى حق الجار والإحسان إليه والسؤال عن حاله.

    وعن المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “ما تقولون في الزنا”؟ قالوا حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: “لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره” قال: “ما تقولون في السرقة”؟ قالوا: حرمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: “لأن يسرق الرجل من عشرة بيوت أيسر عليه من أن يسرق من جاره”.

    الغدر بالجار كبيرة

    ومن ينظر إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يكتشف مدى اهتمام الحبيب بعدم إلحاق الأذى بالجار، ويظهر ذلك أيضاً في حديث آخر فعندما سأله عبد الله بن مسعود: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: “أن تجعل لله ندا وهو خلقك”، قلت إن ذلك لعظيم.. ثم أي؟ قال: “وأن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك”، قلت: ثم أي؟ قال: “أن تزاني حليلة جارك”، وهذا الذي أوصانا به رسولنا فيه الحكمة والعظة، فالجيران يفصل بينهم جدار واحد لذا كان لابد من التحذير من فتنة فعل الحرام مع حليلة الجار لأن هذا قمة الغدر والخيانة، والمؤمن لا يمكن ان يكون غداراً او خائناً، فقد جاء رجل إلى الرسول وقال له إن لي جارا يؤذيني، فقال: “انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق”، فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك؟ قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبي فقال انطلق فأخرج متاعك على الطريق، فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه، فبلغه فأتاه فقال ارجع إلى منزلك فوالله لا أؤذيك.

    ولا تقتصر مراعاة حقوق الجار على الجار المسلم فقط بل عموم الأحاديث تدل على الإحسان إلى كل الجيران ومعاملتهم بالمعروف، والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يعيشون مع أهل الكتاب ولم نسمع يوما أنهم آذوا كتابيا واحدا ولم لا وقد قال تعالى:”لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، وليس هناك أوضح من التحذير الذي وجهه لنا الرسول الكريم في قوله: “من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره فقد حاربني فقد حارب الله عز وجل”.

    أربعون جارا

    وعن المدى الذي يتحقق به الجوار يقول الدكتور أحمد عمر هاشم: إن الجوار يتعدى الجار الملاصق لك من جميع الجهات بل يتعداه إلى أربعين جارا ويشير إلى ذلك الحديث الشريف الذي يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول: إني نزلت في محلة بني فلان، وإن أشدهم لي أذى أقربهم لي جوارا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا رضي الله عنهم يأتون المسجد فيقدمون على بابه فيصبحون: ألا إن أربعين دارا جار، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه.

    ويؤكد د. أحمد عمر هاشم أن حق الجار على جاره ليس مقصورا على كف شره عنه سلبا، بل لابد من وصول خيره إليه إيجابا، لأن منع الخير الممكن إيصاله إلى الجار من دون تضرر، يدخل في إطار الأذى المنهي عنه، ويدلنا على ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له رجل: ما حق الجار عليّ؟ قال: “إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز سترته”.. فليسأل كل منا نفسه هل يفعل ذلك؟!

    الناس بخير

    أننا نتعامل مع الجيران هذه الأيام من منطلق المثل الشعبي الذي يقول: “الباب اللي يجيلك منه الريح سده واسترح” على اعتبار أن الجار لا يأتي من ورائه خير أبدا، إنما كل ما يسببه عبارة عن مشكلات وإزعاج، وقلة التعامل معه تخفف من حدة هذه المشكلات.

    ويقول: صحيح أن هناك مثل هذه النوعية التي تتمنى ألا تجاورها وتدعو الله ألا يوقعك بجار من مثل هؤلاء الناس، إلا أن هؤلاء فئات قليلة جدا في المجتمع، فهناك الكثير من الجيران تجدهم كالأخوة أو أشد من ذلك للدرجة التي تجد معها الإنسان يسافر ويترك أهله وأبناءه لعلمه التام بوجود جيران يخافون عليهم ويلجؤون اليهم في وقت الحاجة.

    ويضيف ان: الجار نعمة عظيمة وأخ لم تلده أمك، وصديق عزيز، إذا وفقت بالجار المناسب الذي لا يلقي بنفاياته أمام منزلك ويزعجك في وقت راحتك ولا يلعب أطفاله في ساعات متأخرة من الليل.

    هي من أهل النار

    يقول د. سيد حنفي: لماذا لا يسأل أحدنا عن جاره يوما.. وهل هو مريض أم معافى؟ وهل هو شبعان أم جائع؟ هل هو حاضر أم غائب؟ ويتساءل مستنكراً: لماذا انقطعت المودة بين بعض الناس حتى وصلت إلى أن أصبح الجار لا يشارك جاره أحزانه وأفراحه أو لا يجيب دعوته أو يفرج كربته أو يقدم له ما يحتاجه من مساعدة؟

    ويضيف: ولا ننسى أنه عندما اشتكى بعض الصحابة إلى النبي من سوء امرأة، فقالوا: إنها صوامة قوامة غير أنها تؤذي جيرانها، قال صلى الله عليه وسلم: “هي من أهل النار”.

    وهذا الحديث إن دل على شيء، فإنما يدل على حرص الإسلام على حسن العلاقة بين الجيران، لأن الإنسان دائما يحتاج إلى الغير، فالجار أقرب إنسان للفرد خاصة في زماننا الحالي الذي ينفصل فيه الفرد عن أسرته وعائلته لذا كانت هناك ضرورة في اختيار الجار قبل الدار.

    ومن الأمور التي يجب أن نتجنبها في علاقتنا بجيراننا الطمع فيما عنده أو محاولة استغلاله بحجة الجوار، أو بالتدخل في شؤونه، بل قد يتسبب بهذا التدخل في إفساد العلاقة بين الزوج والزوجة!

    ويؤكد أننا يجب أن نتخلص من ثقافة “صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي” التي أفسدت علاقات الجيرة التي أوصانا الله عز وجل بأن تقوم على المحبة والمودة وعدم إيذاء المادي والمعنوي.

    وينبغي على الفرد المسلم أن يلتمس الجيرة الصالحة فيتعامل معهم ويبتعد عن الجيران السيئين ويتجنبهم لأن الجيرة الصالحة تولد نوعا من المعالات الأخلاقية البناءة.

    وعلينا أن نعلم جميعا أنه لا سبيل للرجوع إلى تماسك المجتمع إلا إذا أقلعنا عن التقليد الأعمى للغرب والرجوع لتعاليم ديننا الحنيف الذي حثنا على حسن الجوار.

  2. #2
    كبار الشخصيات


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    Riyadh
    المشاركات
    6,486
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي

    الله المستـعـآن

    سبحآن الله .. الأول تحـول .. ومافيـه شي إسمه جـآر

    والمشكلـه إذا إنت مقتـنـع من حـق الـجـــآر .. وجـآرك مهب مقـتـنـع ولاحتـى منـك ..؟!

    وش تسوي عقبهـآ

    مشكـوور إخـوي على طـرحـك للموضـوع المهـم

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك وربى يعينا بس

    دمت بصحه وسعاده وجزاك ربى كل خير

  4. #4
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    ` Maze `
    المشاركات
    15,963
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء
    همسة العسكري

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الـــريـ K.S.A ـــاض
    المشاركات
    3,152
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    جُزيت خير الجزاء اخى الفا ضل
    دمتم بكل ود واحترام

المواضيع المتشابهه

  1. الخطأ وسبب الخطأ .. موبايلي ..
    بواسطة وليفة الروح في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-11-2009, 01:40 AM
  2. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-01-2008, 11:47 PM
  3. برنامج DSL Speed V3.2 لتسريع إتصال الدي سي إلى أضعاف
    بواسطة Mreem في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-03-2006, 04:01 PM
  4. الجار ثم الدار حتى في القبر
    بواسطة al-shmaly في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-02-2006, 01:02 AM
  5. صور بشعة ممنوع الدخول لضعاف القلوب
    بواسطة a5fe ghlaak في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-03-2005, 09:19 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •