يوما ما كتبتها.. حين .. كتبتني .. في تلكَ الأعوام التي مضت.. آخذتني معها..!
أسمعني زخاتك على وجهي
ولطّف مساءي بريشتك المائية
يا الذي يضعني إكليل ياسمين في عنق السماء
زنبقة تشعل عمق البحر
وعصفورة تغتال فم الهواء...
هبني بموجك زبدا أبيض
لأعايش سمكك في كل لحظة
فمثلي يخاف من برد المطر
أن يرهق جبهتك الطفولية
أخاف من الرمل الأسمر
أن يكحل عينيك..
ويخطف مني مدك وجزرك...
ويبيقيني حائرة
متقلبة
في وسادة الأسمـاء
.
.
تذبحني صرخات الليل
ووشوشات صبية صغار
تغريني همسات مغرور
حلمه الأوحد.. سباحة في جسد النساء...
.
.
أجبرني على النهوض
على الغوص من فوق الحفر
فأنا منك لن أتوب
وعلى هذا فليشنق نفسه القمر
مزق ضلوعي كي تنفجر
وتبصم بصمة الكفر
فوق صدر كهنة العصر..
وزيف أنبياء...
لا تخبرني كما أخبروني دوما
بانني طفلة
لا تتفوه إلا بالهُراء
وبأنني أنثى
وقبر الأنثى صدر رجل
لا يدرك شيئا عن دنيا حواء....
.
.
كن أنت الذي علمني
أن السماء تسقط على وجنتي
وان الارض تركع لعزتي
وأن كل ما في هذه البقعة من مجانين
لا يستحقون لمس ثمري
ولا ضحكة من فاه غجري..
أن كل هؤلاء..
لن يسحقوا مقدمي إليك
حيث تسكن.. بسكون وطني..
حيث أرجوحتي معلقة في كنف مصيرك
وإحتضانك لأهاتي..
.
.
أغدق علي بشربة حلم
تروي كل العطش المزروع في حلقي
فقد اشقت للممارسة التعب الطفولي
ولقراءة شتات افكارك كل صباح
وبعد كل مناورة قُزحية...
اشتقت لزرع ثغرك في أوصالي
لتملكك ليلي
ولشهقات نهاري....
يثيرني قطف حليب القمر
ذلك الذي يخُرج من جسدك لهبي
ويتسلق جدران عواصفي
جامحا ومتغورقا بأنهار القدر
يا من صنعني من ورق السنابل
ومسح عليا بشفاء يديه
وعلى كل مطر العيون انتصر...
.
.
بساعديك أوركيدتي أينعت
وهبّ نبيذي مستغيثا بعروقك
يطالب التوبة من ثمالة القُبل
وتحرر ثمرِ من نظرات تغروقت
تود مراكبي لو تسترجع رقصتها الاولى مع البحر
حين كان جنون الموج حديثه
وتفلت الشواطىء مشروعه
حين كانت كل الضمائر الانسانية
النسائية
كل التحركات الغريزية
ولانحرافية
تصب في محيطه..
.
.
ذكرني..
حين استوعبت ذرات ترابك
وتخلفتُ عن ركب الشجر
وقتلتُ كل وسائل الريح
التي تستخدمها لاستغلالي
ولاسقاط أشرعي
بعد ان أعلنت لسائر البشر
بأن مستودع صدرك مرقدي
والطريق اليك انتهائي
وان الموت في شفتيك رجاءي
ذكرني
حين احببتك اكثر مما احببتني
وكان علي ان اتحمل لا مبالاتك
صحوة غضبك ودفن كبريائي
ذكرني
حين انتظرت وصولك
ولكن لم تصلِ..
بل قصدا أشعلت كبريتة إحتراقي..
.
.
لتعطني اكثر
من رياح الهواجس
لتكون سفني أقوى بكثير
من أبجديات حرجة
تحاول ختم انفاسي
كي لا تضمد جرح البحر
ولا تأخذ حقها الشرعي في الولادة
من عمق الضباب
ومن إحتراق المطر
كن انت السماء التي تمطرني
والبحر الذي عليه اتساقط
كنت انت الشفق الذي يشعلني
والارض التي بتفاحها تطفئني...
اعطني منك فصل الإبادة
فقد سئمت سبع سموات
وأرض...
وكرهت سبع عجاج
وموت...
وتمنيت لو انني أُخلق وترا في جوفك
لاستلقي في جبين الحكايا
وكي اتعلم من جمرك
كيف يكون الصبر على الحب
وكيف تكون العبادة..
شاطي الاحلام ..
مواقع النشر (المفضلة)