مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 9 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 45

الموضوع: رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

  1. #1

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    انا لا قرات الروايه ولا شى شكلها اصلا ممل
    اسمعوا اليقراء الروايه ما يخر صلاه ولا يطنش امه عشان يكمل قراء استحو شويه المهم انا مبريه نفسي منكم يوم القيامه

    الملخص:


    عرفت إن هذا سيحدث 00منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
    لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب 000
    تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00رجل تخلى عن الحب بكل بساطة 000رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات 0فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
    لن تستطيع 000إنه لا يريد الناس 000لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم 000إنه ليس بحاجة للناس 0
    لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له 0000

  2. #2

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    وجهاً لوجه



    انضمت بريندا توماسن إلى شقيقها حول مائدة الفطور ، وتوجهت عيناها نحو النوافذ لترى تساقط الثلج الذي تجمع طوال الليل 0
    - أنظر إلى الطقس ! من توقع هذا في وسط شهر آذار ؟
    - صباح الخير بريندا 0
    قدم لها دان شاي ثم حرك إبريق الحليب الصغير و ( الكورنفليكس ) نحوها على الطاولة وأضاف ك
    - هذه انكلترا عزيزتي 00فحتر في آذار يتساقط الثلج 0يستحسن أن تمهلي نفسك بعض الوقت قبل أن تذهبي إلى باكنغها مشاير 00فثمة عاصفة قوية قادمة وقد تسبب تراكم الثلوج في الريف 00متى موعدك ظ
    - في الثالثة ، دان ألن تعيد التفكير في النقاش الذي جرى بيننا ليلة أمس ؟
    - قال بحزم : لا 0
    ثم ابتسم ابتسامة اعتذار :
    - إنه لطف كبير منك أختي 00لكنك قومت الكثير لعائلتك في الماضي ولن أسلب منك شبابك بالسماح لك أن تكوني مدبرة منزل دون أجر وأم بديلة لطفلي 0
    توقفت ملعقة بريندا في الهواء 00ثم أعادتها إلى مكانها وضحكت :
    - تلبني شبابي ؟ أنا في الرابعة والعشرين تقريباً ولا أعيش حياة فخمة ! ولن تسلبني شيء ! سيكون الأمر مجرد استبدال عمل بآخر 00
    - هل حصلت على تعليمات للوصول إلى ذلك المكان ؟
    فهمت بريندا من مقاطعته لها أن الموضوع انتهى 00لن يسمح لها أن تنتقل للعيش معه لتعتني بمنزله وولديه ، مع أن دايفد وآنيس بحاجة ماسة لمن يعتني بهما 00
    نظرت لأخيها 00إنه سيكمل سن الأربعين بعد ستة شهور ، خط شعره الأمامي يتراجع بسرعة للوراء , وهناك خطوط إرهاق حول عينيه وفمه بالرغم من هذا لا يزال رجل جميل الطلعة ، أجمل بكثير من أخته 00كان لها ذات الشعر الأشقر الداكن ن لكن مع بياض بشرتها وبعض النمش لا يمكن وصفها سوى بالمقبولة 0عيونهما متماثلة ماعدا أن عيني دان أكثر خضرة وأكبر حجما ، بينما عيناها حسب رأيها من الصعب أعطاء وصف لهما0
    دان رجل وحيد 00لقد استعاد تماسكه بعد وفاة زوجته والفضل في هذا لولديه وحاجتهما الماسة إليه 00لكنه كان يعمل بجهد كبير 00وقد بدأ الإرهاق يظهر عليه مما أقلق بريندا0
    كانت اكبر أمنية لها أن يلتقي أخوها بامرأة ليتزوج من جديد 00امرأة حتى لو كانت بنصف طيبة ورقة زوجته الأولى00لكن الحياة الاجتماعية عند دان لا وجود لها ، فهو لا يستغل فرصة وجودها مع الولدين للخروج !
    مال إلى الأمام يلكزها :
    - هل أبعدتني عن أفكارك ؟ كنت أسأل ما إذا كان معك تعليمات للوصول على مكان المقابلة 00بإمكاني ان أحضر خريطة للطريق وأدلك 00
    ابتسمت :- لا بأس في هذا0
    فتشت في حقيبتها بحثاً عن ورقة مكتوبة أعطتها لها الوكالة في اليوم السابق فيها تعليمات دقيقة للوصول إلى باكنغها مشاير 00مع إن العمل عن مخدومها وعن العمل لم تكن دقيقة 0
    فقد أخذت بيني المديرة في مكتب التوظيف تعتذر شارحة بأنها مستعجلة وأن عليها الإسراع إلى للحاق بالقطار 00لذلك لم تعط بريندا الكثير من التفاصيل عن مهمتها ، فقط قالت أن السيد غريفز كاتب ، وأنه يحتاج لسكرتيرة بصورة ملحة لكنه يود أن يقابلها قبل أن يقرر توظيفها 0
    كان عمل بريندا الحالي قد انتهى ، وكانت تفكر بأخذ إجازة لمدة أسبوع 00لكن هذه حالة طارئة كما قالت بيني ، لذا وافقت على مقابلة قصيرة مع السيد غريفز ووضعت بعض الملابس المناسبة في الحقيبة الصغيرة التي كانت ستأخذها إلى ( سواري ) مع أنها كانت مصممة على العودة إلى منزل أخيها بعد المقابلة 0
    - يجب أن تمنحي نفسك مهلة ساعتين ونصف من هنا تقريباً لتصلي 00ولتكن ثلاثة 00أليس غريباً أن تكون المقابلة يوم السبت ؟!
    كانت بريندا تحس بامتعاض خفيف فقد مضت فترة طويلة لم تجر فيها مقابلات عمل 00إنها ليست مجرد طابعة عادية ، إنها كاتبة اختزال من أعلى مستوى وتعمل لوكالة لندنية ضخمة تتعامل فقط مع الصفوة من الناجحين كلهم موهيين في الاختزال 00إنهم جميعا القمة في مهنتهم رجال ونساء 00
    قبل الانضمام إلى وكالة بورك كانت بريندا تعمل كاتبة اختزال في المحاكم 00ثم أمضت ثمانية أشهر دون عمل للعناية بأبيها الذي كان يحتضر 00لكنها كانت تتدرب على المحافظة على سرعتها بتسجيل الأخبار من الراديو والتلفزيون 00
    - إذا حصلت على هذا العمل 00
    - سأحصل عليه ! لكنني قد لا أقبله!
    ابتسم دان لثقتها بنفسها خاصة وأنها ثقة مبررة 0
    - إذا عرضت عليك المهمة وقبلتها ، ألن الانتقال من لندن إلى باركس كل يوم متعباً ؟ خاصة القيادة إلى هناك في ساعات الزحام ؟ أكره لك هذا !
    - أبداً 00ثم أنا أتقاضى أجر وقت سفري ، لذا لن يكلفني الانتقال شيء 00هل نسيت أيام كنت مضطراً للانتقال من منزل ذوينا في أقصى ( كنت) إلى المدينة كل يوم ؟
    يومها كان يتعلم مهنته وكانت بريندا فتاة صغيرة ، والآن هو يعمل محامياً ، إنه شريك في مكتب صغير ناجح في ضاحية ( سواري )
    سألته وقد لاحظت ثقل تساقط الثلج :
    - أين الولدان ؟ في الحديقة الخلفية 00أراهن !
    - وأين غير هناك ؟ إنهما يبنيان رجل الثلج 0
    - لكنهما سيتبللان ! هل تناولا الطعام ؟
    - كورن فليكس فقط 00كنت على وشك تحضير لحم وبيض 00هل تحبين شيئاً منهما ؟
    رفعت عيناها للسماء وضحكت :
    - سأعدها أنا 00ابق أنت مع صحيفتك !إن الطهو شيئاً لا يقدر دان عليه 00حتى أنه كان يخلق فوضى وهو يسلق بيضة ، وليس ناجحاً كذلك في أعمال المنزل 0تنهدت بريندا 00من الواضح إن منزله منذ أن انتقلت المرأة التي كانت تخدمه نهاراً إلى الشمال منذ ثلاثة أسابيع مهمل بشكل يثير الحزن00

  3. #3

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    على الأقل استطاعت إقناع أخيها أن بحاجة إلى مدبرة منزل مقيمة 00ليلة أمس حدث نقاش طويل كاد أن يتسبب في شجار 00فقد كانت بريندا قلقة جداً على ولدي أخيها ، حتى أنها عرضت التخلي عن العمل والعيش معهم !! لترعاهم0لكن دان رفض الإصغاء إليها وقال :
    - لن أسمح لك بترك مهنتك والانتقال إلى قرية صغيرة هادئة لتصبحي عمة عانس لا حياة خاصة لك 0
    لم يكن هناك فائدة من الجدال معه فهو عنيد جداً ، إلا أنها حققت بعض التقدم عندما وافق على وضع إعلان يطلب فيه مدبرة منزل 00
    أخذت تفكر في حياتها 00كانت حياتها في عالم التجارة محمومة مرهقة 00ولكن حياتها كفتاة عزباء غير جذابة دائماً فارغة 00كانت تؤمن بأنها ستكون سعيدة جداً لو باعت شقتها وعاشت مع أخيها لتكون الأم البديلة لابنيه 0
    كان الزواج أمر لا تفكر فيه 00فلا جدوى من التفكير 00أنها بكل تأكيد لا تلفت النظر ، إلا أنها تعرف أن ما يلزمها هو رجل غير عادي ليقنعها بالالتزام مدى الحياة 00ومع هذا كانت واقعية 00فبأساريرها البشعة تقريباً وجسدها المترهل قليلا مؤخراً ، حتى الرجل العادي لا يرغب في الخروج معها 0
    مع كل هذا كانت قانعة 00مرتبها جيد ، ترتدي أفخر الملابس ، تملك شقة وسيارة ، مكتفية ذاتياً 00ولو أن الحياة في لندن موحشة في بعض الأوقات 0
    في الحادية عشرة ، غادرت منزل دان نحو باكنغها مشاير وقالت للولدين وهما يودعانها أنها ستراهم في المساء ، وحذرها دان من أن تقطع وعداً فالثلج قد يتحول إلى عاصفة 00لكنها أصرت 0
    - لاتكثر الكلام سأعود 00لقد خططت لحفل شواء كبير في الغد 00أراكم فيما بعد 0
    - حسن جداً 00حظ سعيد في مقابلتك 0
    _ إنه مجرد عمل عادي 00سأقول للسيد غريفز هذا أنه لن يجد سكرتيرة أفضل مني 0وإذا لم يعجبه منظري ، فسيخسر لأنني سأتمكن من الاختيار من بين عشر مهمات أخرى يوم الاثنين 00وسأقول له هذا 0
    - كذابة ! لن تقولي شيئاً من هذا !0
    سارت بريندا نحو المرآب وضحكتها ترن في الهواء البارد الرطب0
    كانت ترتدي حذاء ثقيل عالي الساقين بلون بني , ومعطف من جلد الخراف 00كانت تنورتها التي جربتها أول مرة هذا الصباح ، ضيقة مع أنها اشترتها منذ فترة قصيرة 00وهكذا رضيت بتنوره بلون جلد الجمل 00مع كنزه مماثلة 00كانت تبدو أنيقة وسكرتيرة كفء 0
    لكن يجب أن تنظم طعامها حقاً 00فالكيلو غرامات الثلاثة التي اكتسبتها منذ عيد الميلاد بقيت معها ، وهي لا تبدو جميلة مع جسمها صغير الحجم وارتفاعها المتوسط 00لكن من الصعب إتباع حمية خاصة في الشتاء 0
    أبقت سرعتها متوسطة فقد كان الطريق مبللا ً والرؤية ضعيفة 00
    كانت ممتنة لأخيها حين وصلت إلى باكنغها مشاير لأنها تكره عدم الدقة في المواعيد 0
    منتديات ليلاس
    بوصولها إلى مفترق ثلاث طرق ، توقفت ونظرت لخريطتها المرسومة باليد :
    - تابعي الطريق من مفترق ( غريت بريكهيل ) نحو اليسار نحو00
    لكن هل هي الآن في ( غريت بريكهيل )؟ أم أن مفترق الطريق لا يزال إلى الأمام ؟ بالطبع ما من أحد هناك لتسأله 0
    اتبعت حدسها واستدارت إلى اليسار 0وما هي إلا عشر دقائق حتى وجدت نفسها تتبع خريطتها بدقة 00وبعد أن قطعت الطريق كله الذي يجب أن يكون منزل السيد غريفز فيه ن أوقفت سيارتها لكنها لم تكن مرتبكة بل ساخطة قليلاً فهذا الطريق لا يعدو كونه درباً ضيقاً تغطيه الثلوج ، والشجيرات تعلو كثيراً بحيث لا تستطيع رؤية ما حولها 0
    - هل أنت في مشكلة ؟
    - لا 00لا00لكنني ضائعة قليلاً 0 فأنا أبحث عن منزل يدعى ( سيلينا هاوس )0
    رد السائق بلطف ك
    - إنه هناك 00سيري حوالي المأتي ياردة فتجديه إلى يسارك 00أنه بعيد قليلاً عن الطريق 00لكنك سترين البوابات 00وداعاً!
    رأت بريندا البوابات كانت من الحديد المشغول المزخرف 00ووراء البوابات هناك جادة تحيط بها أعمدة تصل للمنزل 00لكن المشكلة كيف تصل للجادة ؟
    كان الفضول يتحرك في داخلها وهي تنظر إلى هذا 00هذا المخل المهيب 00ماهو هذا المكان 00معتقل ؟
    عند نزولها من السيارة شاهدت لوحة نحاسية مثبتة لأحد الأعمدة الأسمنتية مكتوب عليها ( سيلينا هاوس ) 00لكنها كانت صغيرة جدا ً واضح أن السيد غريفز يتمتع بعزلته 0
    تأكدت لها هذه الفكرة عندما برز من حيث لا تعلم كلبان ضخمان من الناحية الأخرى للبوابة ينبحان بشدة 00
    خافت من شراسة كلبي الحراسة 00كيف من المفترض أن تدخل لهذا المكان ؟!
    ثم عن يمينها سمعت صوت أجش يسأل : من الزائر ؟
    التفتت ولم تر أحداً 00مع تكرار الصوت لاحظت بإحساس بالبلاهة أن هناك هاتف داخلي تقدمت إليه :
    - أنا بريندا توماسن 00من وكالة بورك 0
    - رد الصوت : أنا غريفز 00أعتقد أنك في سيارة ؟
    - طبعاً0
    - إذاً أدخلي 00سافتح البوابات0
    - وماذا عن الكلبين ؟
    - متى فتحت البوابات فلن يزعجاك آنسة توماسن0
    انتقلت عيناها للكلبين وكل ما تأمله أن يكون محقاً! وكأنما الكلبان يعملان على جهاز السيطرة عن بعد فقد توقفا عن النباح فوراً بعد أن فتحت البوابتان 00فمرت بسيارتها 00وأغلقت البوابتان خلفها 00قادت ببطء 00وأثارة فكرة مرحها 00كيف يصل ساعي البريد ؟!
    كانت الأراضي حول المنزل واسعة 00وبعد خمسين متر برز أمامها المنزل 00كان أنيقا يعود تاريخه للقرن 17م 0
    أوقفت سيارتها وهي تفكر أن الموقع كله سحري 00كشيء مرسوم على البطاقات البريدية 0وأخذ فضولها يزداد مع مرور الوقت 0
    فتح السيد غريفز الباب ، وعرفت أنه هو ! مع أنها لم تتوقع أن يفتح لها الباب بنفسه !! عرفت أنه هو لأنها تخيلت وجه للصوت الذي سمعته ولم يكن بعيداً عن تصورها 0
    من الصعب تخمين عمره ربما في 50 أو 6000وجهه زهري ضخم مستدير ، قمة رأسه لماعة صلعاء ماعدا بضع خصل تتشبث بالحياة0ربما كان شعره يماثل يوما لون شعرها إلا أنه الآن ممزوج بالشيب0
    كان يرتدي بدله قديمة الطراز 00وبنطلونه مثني الساقين !!
    أجل هذا ما توقعته 00أنه غريب الأطوار حقاً00
    - مساء الخير 00 أنا بريندا توماسن00ولدي موعد مع السيد غريفز في الساعة الثالثة 0
    - قال وهو يغلق الباب وراءها :
    - أنا السيد غريفز0لقد وصلت مبكرة بعشر دقائق 00
    لم تعرف بريندا إن كان التعليق تحذير أم تقديراً لأنها تمكنت من الوصول في الطقس المثلج0
    - أنا مسرورة للقائل سيد غريفز000أنا فهمت أنك طلبت خدمات سكرتارية ؟ الوكالة 00
    وصمتت 0هذا الرجل يشعرها بعدم الارتياح 00مع أنها لاتعرف السبب0ولم يصافحها بل قال :
    - اسمي غريفز 00فقط غريفز ، والموعد ليس معي آنسة لقد كلمت الوكالة نيابة عن رب عملي المركيز 00سيدي المركيز يرغب في مقابلتك 00لو لحقت بي 00
    لم تتحرك بريندا 00سيدي الماركيز ؟ مسيو لو ماركيز ؟ رب عملها المحتمل فرنسي ؟ دهشت وأحست بالتوتر 00لا شك أنه عجوز ومعقد 00وربما لا يسمع وله نزعات غريبة 00ولا شك أنه سيكتب مذكرات حول حياته كفرد من الأرستقراطية الفرنسية !
    أما غريفز 00فما هو لا بد أن يكون خادم العائلة ؟ لكنه لا يبدو كخادم 0كان يبدو كملاكم متقاعد أو ضابط شرطة متقاعد 00
    استدار إليها فتحركت 0
    - سيد غريفز 00أعني غريفز عرفت أن مخدومك كاتب 00فهل يكتب سيرة حياته ؟
    - لا يا آنسة 00إنه قصصي 0
    رفرفت عينيها دهشة 00قصصي ؟ هذا أكثر غرابة ومثير للفضول 00إيه ؟
    - قلت أنه مركيز 00من هو بالضبط ؟
    - إنه المسيو لو مركيز جان مارك دو بافندال 0
    وتابع سيره غير مستعد للرد على المزيد من الأسئلة0
    أخذت تهمس لنفسه : لو ماركيز 00 جان مارك دو بافندال00الموكيز جان00
    لماذا يبدو الاسم مألوفاً ؟ لقد سمعت الاسم من قبل 00لكن أين ؟ لا شك أن له علاقة بالكتابة طبعا 00لا 00لا 00لا تشعر أن هذا صحيح ، مع أنها تعرف أن المركيز كاتب 00
    توقف غريفز 00مشيراًً إلى الداخل :
    - لو سمحت أن تنتظري في غرفة الاستقبال آنسة فسيراك المركيز في الساعة الثالثة0
    أشارته للوقت جعلتها تبتسم 00وكانت تريد أن تنظر للساعة لترى كم دقيقة بقيت للتشرف باللقاء !
    عندما دخلت الغرفة بدأت تستوعب ماحولها 00كانت بريندا قد عملت في مكاتب مهيبة 00في عدة مناسبات ، لكن هذا المنزل وهذه الغرفة على الأقل ، كانت شيئاً وقعت في حبه على الفور 0
    لم تكن أنيقة جداً ولا مبالغ فيها 00لكن محتوياتها مرتبة بتفكير يوحي بالدفء العائلي الحميم0
    كانت هناك أريكتان موضوعتان على شكل زاوية حادة أمام المدفأة الرخامية حيث الحطب المشتعل يهدر بصوت مرتفع00قباله الأريكتين يوجد مقعد مرتفع الظهر 00ربما هو مقعد الماركيز0
    للأسف لم يكن عندها وقت لتتفحص كل شيء بدقة00فقد عاد غريفز ، واضح أن الساعة أصبحت الثالثة بالضبط00لكن بريندا كانت قد لمحت البيانو من خشب الماهوغوني ، والطاولة الصغيرة التي يقف عليها نسخة رائعة من تمثال ل ( روبن )
    وفكرت : فتش عن المرأة 00هذه ليست غرفة جلوس رجل عجوز يعيش وحده ، هناك لمسة امرأة رفيعة النسب ولها ذوق ممتاز وحسن تمييز0
    - آنسة توماسن ، لو سمحت أن تأتي معي فالمسيو لو مركيز سيراك في المكتبة !
    لحقت به مضطربة الأعصاب 00كم هي سخيفة بالتأكيد تستطيع السيطرة على مقابلة عمل ومتطلباتها !
    تعلقت بهذه الفكرة 00ثم وقعت عيناها على المركيز 00كان يجلس وراء طاولة ضخمة في مواجهتها وظهره إلى النافذة ، أجبرت نفسها على الاستمرار في الحركة لا أن تقف مسمرة فاغرة فمها تحدق فيما حولها 0
    القول أن المركيز وسيم ليس كافياً 00إنه مذهل !!جذاب بوجه جميل وكأنه منحوت ، وبشرته سمراء وشعره كثيف مستقيم أسود كالليل ، مع لطختين تحت صدغيه كأنها مسحوق فضي 00شيب مبكر ، لاشك في ذلك ، فالمركيز لا يمكن أن يكون في أواخر الثلاثين ولا حتى في وسطها0
    كان يجلس دون أن يبتسم في وضعية ترقب وانتظار00يداه مضمومتان معا باسترخاء فوق الطاولة ، وأصابعه الطويلة متشابكة0
    بدا جذاباً بشكل غير عادي 00اختطفت صدمة مواجهته وجه لوجه أنفاس بريندا00على الفور عرفت أنها في حضرة رجل قوي 00أنه رجل لا يقبل كلام سخيف 00رجل يتوقع ويحصل على أفضل ما في الحياة0

  4. #4

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    2/ جرس الإنذار



    تحركت عينان سوداوان كجناحي غراب على بريندا وهي تدخل المكتبة ، لم يكن يواجهها عين بعين بل كان يقيمها بصورة عامة 00وبدرت فكرة سخيفة لبريندا ، أمنية محمومة في أن تكون امرأة جميلة 00أو حلوة 00أو جذابة على الأقل 0أوه 00لماذا لم تضع قليلاً من الزينة على وجهها ؟ حتى ثقتها المهنية بنفسها بدأت تتراجع 00
    كانت وغريفز واقفان داخل الغرفة ، وسمعت صوت غريفز يقول :
    - مسيو لو ماركيز 00الآنسة توماسن 0
    وأشار إليها نحو مقعدين من الجلد البني الفاخر بينهما طاولة قهوة مستديرة تواجهان الطاولة على بعد أمتار قليلة منها 00وأحست بابتهاج للمسافة بينها وبينه 00هناك شيء غامض ومألوف في هذا وتعرف أنها لم تشعر به من قبل 00لا00فكلمة مألوف قوية جداً على ما تشعر به 0
    جلست مع انحناءه تحية نحوه ، تحس بحاجة للضغط على نفسها حتى لا تنظر نحوه 00ولحسن الحظ لم يفضح صوتها شيء من توترها وهي تحييه :
    - مسيو لو ماركيز 00
    كان غريفز مازال واقفا وهي تجلس 00ثم فعل شيء صدم بريندا لغرابته ، فقط التقط حقيبة يدها من على الطاولة الصغيرة حيث وضعتها ودسها تحت الطاولة 0 نظرت إليه متعجبة ، تعتقد أنها مبالغة في الترتيب 00ولكن وجه غريفز الزهري الضخم بقي دون تعبير0
    لم يتكلم المركيز إلا بعد أن خرج غريفز من الغرفة :
    - آنسة توماسن 00هناك شيئان لا أحبهما أبدأً00الكفاءة المتوسطة والتردد0
    اتسعت عيناها 00كان صوته خافتاً 00واللكنة ظاهرة قليلاً 00كان الصوت عميق جداً 00
    لم يخدعها الصوت 00الصوت كان يتعمد السيطرة 00بلكنته الخفيفة والعميقة 00نظرت إليه مسحورة وخائفة قليلاً0 كل ما فكرت فيه هو أنها لا تحب أن تبقى قرب هذا الرجل حين يفقد أعصابه 0
    لم تعرف بماذا ترد 00فاجأتها ملاحظته 00
    تابع :
    - الكفاءة والدقة أمران أحبهما على أي حال ، ويبدو أن لديك كلى المؤهلين بالنظر إلى دقة موعد وصولك ، خاصة وسط العاصفة الثلجية 0
    أدهشها أنه وهو يتكلم إليها لم يلتق بعينيها مع أنه كان يركز النظر إليها 00
    ردة فعلها على ذلك هو الارتياب 00لكن المركيز صريح ومباشر في كلامه ، ولو كان لديه شيء يخفيه فهو بكل تأكيد شيء لا علاقة له بالمقابلة0
    - قيادتي كفؤ 00أجل 00والدقة هي من آداب الملوك 00وأنا دائما دقيقة في مواعيدي مسيو 00وأتوقع الأمر نفسه مع الناس 00صحيح أنني لا أحصل عليها دائماً لكنني أتوقعها باستمرار أما الكفاءة المتوسطة والتردد فستجد أن هاتين الخصلتين ليستا من طبعي بالنسبة لعملي0
    - لا شك عندي من أن عملك سيكون من أعلى المستويات ، أنت تعملين لوكالة بورك ولا حاجة لأن نقول المزيد عن المؤهلات 00لكنك لست أول من يرسلون لهذا العمل 00ولست الثانية 00أنت الخامسة آنسة توماسن 00الخامسة 00مهمة إيجاد سكرتيرة لي أصبحت تستهلك مني وقتاً وتصيبني بالضجر أكثر مما توقعت 0
    أحست بارتباك كبير بسبب القوة التي تنضح منه 00كانت بالكاد تعي ما يحيط بها 00وإخباره لها أنه رفض أربعة أشخاص من وكالة بورك! أمر لم تستطع أن تفهمه 00ربما هم رفضوه ؟ هذا ممكن جداً ! فالمركيز ليس شخصية من السهل التفاهم معه00لكن 00أوه 00أليس في ذلك شيء من التحدي !
    وهي فعلاً بحاجة إلى تحد لتواجهه0
    خلف هذه الأفكار 00كان هناك في أعماق عقلها الاوعي إحساس بأن المركيز جان مارك معروف جيداً ، وليس فقط في الكتابة 00كانت تتشوق إلى الجزء من المقابلة التي سيتكلم فيها عن عمله 00ربما ساعتها سيتضح كل شيء 00إنها قارئة قصص مواظبة 00وكن بالإمكان أن تتذكر 00إلا إذا كان يستخدم اسم مستعار 00
    منتديات ليلاس
    قالت وقد أحمرت حتى جذورها وهي تدرك أنها كانت تحدق به :
    - أعذرني ، فأنا لست مربوطة اللسان في العادة ، لكنني لا أفهمك بكل احترام مسيو لو ماركيز ، إذا كنت تجد أن عملي سيكون مرضياً فلماذا تجد ضرورة لهذا اللقاء ؟ وماذا حصل مع الآخرين 00
    قاطعها بتوتره :
    - هذا لأنني دقيق جداً مع من أ‘مل معهم 00فأنا سأحجز خدماتك لمدة ستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين 00عدا هذا ستعيشين تحت سقف منزلي 00ومن الضروري أن أكون حذراً مع أي شخص ينتقل للسكن معي 0
    أخذت تقاوم كي لا تظهر انزعاجها 00أنها بطيئة الغضب لكن ما تسمعه نجح في إغضابها 00يا إلهي ! ستعطي بيني يوم الاثنين رأيها بكل صراحة ! لماذا لم تقل لها أنه عمل مع إقامة ؟ كانت ستنجح أكثر لو كانت تعرف مطالب الماركيز مقدماً، تباً لبيني وعجلتها لتسافر في نهاية الأسبوع 00نقص المعلومات لديها جهلها تبدو كالحمقاء!! وهي الآن تريد هذه المهمة ، أكثر مما أرادت أي شيء في حياتها 00لقد صممت على هذا في اللحظة التي دخلت فيها المكتبة 0
    منعها ولاءها للوكالة من أن تقول له أنها لم تحصل على المعلومات الكافية عن الوظيفة ، خاصة أنه يبدو غير راضياً على الوكالة ! هكذا بدأت تتكلم بسرعة :

  5. #5

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية الشمس العمياء ٢٠١٤ كاملة

    - أجل 00أفهم هذا 00لكنني أؤكد لك أمرين ، بإمكاني التكيف مع ما يحيط بي ومع سرعة رئيسي في عمله 00منزلك جميل جداً مما رأيته منه حتى الآن 00إضافة إلى واقع أنك تحب الحياة الهادئة 00وتركز على خلوتك 00
    كانت نظرة تركيزه قوية حتى أنها جعلتها أكثر ارتباكاً 00كانت تعي كل كلمة يقولها ، تعي قبحها ، وتعي في الواقع أنها على وشك أن تكون الفض الخامس له 0
    ومما لاحظته هذا الرجل يتمتع بأن تحيط به الأشياء التي تسر العين 00وهي لا تملك تلك الشخصية التي تغطي قبحها 0
    حين نهض الماركيز من وراء منضدته ، ظنت أن المقابلة انتهت لذلك ذهلت حين قال :
    - أتفضلين شيئاً ساخناً آنسة توماسن ؟ قليل من الشاي ربما ظ
    - أوه 00شكراً لك 00هل هذا إبريق قهوة كهربائي هناك ؟
    - أجل 0
    - إذن سأشرب القهوة إذا أمكن 00مجرد فنجان صغير 0
    ساعد هذا بريندا على الاسترخاء قليلاً 00لكن حركاته ، خطواته ، أبقتها منومة 0 من هو هذا الرجل ؟ أين شاهدته من قبل ؟ على التلفزيون ؟ في أي مكان ؟
    صب فنجانين من القهوة بحركات دقيقة متعمدة ، وكأنه يفكر بكل شيء قبل أن يتحرك 00هناك هالة من الهدوء تحيط بالرجل 00بدأ وكأنه من المستحيل إزعاجه00مع ذلك 00مع ذلك 00
    وهو يسير إليها والفنجان بيده 00أحست بذلك الإحساس المربك وهي تسجل القسوة في وضعية فمه 00
    أمام خيبة أملها ، وضع الفنجانين على الطاولة وجلس إلى جانبها 00وهذا جعلها قلقة ومتوترة ومذهولة ، من هذا القرب رأت ندبة لا يزيد عرضها عن شعرة ممتدة من لطخة الشعر الفضية في فوده الأيمن حتى الحد الخارجي لحاجبه 00لا يبدو أنه جرح من أيام طفولته لكنه قديم بما يكفي ليختفي 00من أجرى له الجراحة كان سيداً في مهنته00
    نظر إليها الآن مباشرة 00فتمكنت من أن تبتسم متسائلة ماذا يمكن أن يجتذب ابتسامة منه 0
    سأل :
    - هل أخبرتك الوكالة شيئاً عن روتين عملك ؟ ساعات العمل وما إلى ذلك ؟
    - أوه 00لا00لم يدخلوا معي بالتفاصيل الدقيقة 0
    - إذن دعيني أخبرك قبل أن نتعمق بالبحث أكثر 00أنا أبدأ الإملاء في السابعة صباحاً 00لذا أحتاج إلى من هو على استعداد للإقامة معي 00
    أحب العمل في الصباح الباكر ، فهو أفضل جزء من اليوم كله ، في العادة انهي الإملاء في الحادية عشرة ، غريفز يقدم الغداء الساعة الواحدة والعشاء الساعة الثامنة00ولا أهتم متى يطبع إملاء الصباح ، فهذا عائد إليك ، بإمكانك إبقاء بعد الظهر حراً أو بالطبع المساء ، أو العكس 0أنا أعمل أيام السبت لكنني لا أعمل أيام الآحاد 0كل ما أطلبه أن يكون إملاء الصباح السابق مطبوعاً في الصباح التالي 0وسيبفى لك بعد ظهر السبت ويوم الأحد ، اعتماداً على ما تختارين أن تفعلينه 0
    سألته ك
    - كم عدد الموظفين المقيمين هنا ؟
    - غريفز لوحده 00فأنا أعيش وحيداً عداه 00وأوظف عدة جنائنيين من السكان المحليين ، وهذا كل شيء 0غريفز يدير المنزل 00وستكون لك حرية الانتقال أينما شئت فيه ، شريطة أن تحترمي خصوصياتي 00وأظنك فهمت حتى الآن أنني ناسك نوعا ما 00أليس كذلك يا آنسة توماسن ؟
    زاد إحساسها بالغموض حول هذا الرجل وتاقت لتسأله عن مؤلفاته 00لكن الوقت مازال مبكراً جداً لهذا 00في البداية ترغب في التأكد أنها مستعدة للعمل في ساعات العمل الغريبة تلك 0حسناً 00لا فارق لديها في أية ساعات تعمل 00وستبقى قادرة على زيارة دان وولديه في نهاية الأسبوع 0
    قال :
    - ترددك يوحي بالكثير ، هل أفهم منه أنك لست مهتمة بالعمل ؟
    - أبداً ! أنا آسفة ، ماعدا أن كلمة ناسك ليست الكلمة التي أختارها لوصفك 00أفضل القول أنك تختار أن تعيش حياتك بهدوء 0وأن خصوصياتك لها الأولوية الأهم 0
    تحركت زوايا فمه كوعد بابتسامة لم تصل مرحلة البداية :
    - حقاً؟ ألا يعجبك ما توحيه كلمة ناسك ؟
    ياله من لغز مبهم ! ككاتب يجب أن يكون دقيقاً في اختيار كلماته ، وكلمة ( ناسك ) لم تختارها صدفة 0لكنها لم ترغب أن تفكر فيه كناسك فهو ليس بالرجل المسن منحنىي الساقين 00بل هو بعيداً جداً عن هذا ! إنه نشيط وحيوي و00أوه 00ستكون خسارة إذا لم تقع عيون العالم عليه 00
    أجابت بجرأة وصدق :
    - بالنسبة لك 00أجل 0
    ساد لحظات صمت 00ثم رفع فنجانه وارتشف ما تبقى دفعة واحدة 00وقال :
    - أخبريني مدموزيل 00هل أنت من النوع المتفائل أم المتشائم ؟
    لم تتردد
    - لا هذا ولا ذاك 00أنا واقعيه0
    - هل هذا صحيح ؟ أخبريني عن نفسك 0
    كان في صوته دليل خفيف على التسلية 00لكن دون وعد ابتسامه 00
    لقد بدأت تفهمه 00إنه رب عمل بعيد النظر لكنه ليس بالرجل العادي 00لايريد أسمها ورقمها 00كل مايريده أن يعرف من هي ؟ كيف تفكر؟ ماهي نظرتها للحياة 00أخبريني عن نفسك 00ياله من طلب رهيب 00في وقت هي فتاة عادية بسيطة متوسطة الحال 00لا شيء في حياتها يثير الاهتمام ولا في شخصيتها 0
    أعطته تفصيلاً مختصراً :
    - أنا بريندا توماسن 00في 23من عمري ، تربيت في الريق ، ولي اخ وحيد يكبرني بكثير 00ةأعيش في لندن في شقتي الخاصة 0
    كانت الغرفة تزداد ظلاماً مع تلاشي ضوء بعد الظهر 00وتمنت لو يبتعد المركيز عنها ويعود وراء منضدته 00قربه يجهل التعامل معه أصعب 00وعلى هذا الضوء هناك شيء شرشر حوله0
    - أنت لم تمسي قهوتك آنسة توماسن 00وإذا لم تسترخي قليلاً فلن نصل إلى شيء0
    بالرغم من أن صوته كان هادئاً 00إلا أنها عرفت أنه كان متوتر 00تسألت لماذا لا يقول لها وداعا 00في التو واللحظة ؟!
    - قولي لي ماذا تفعلين في الأمسيات؟
    - أقرأ كثيراً 0
    - أليس لديك التزامات ؟ خطيب صديق ، قد يتذمر لأنك ستبقين عالقة في الريف طوال الأسبوع ؟
    - لا0
    - متى تخرجين ؟ في نهاية الأسبوع ؟ ماذا تفعلين للتسلية ؟
    - إذا لم أذهب إلى بيت أخي مباشرة بعد العمل ، أخرج أيام الجمعة مساءً0
    - وماذا تفعلين ؟
    - أذهب للمسرح 00أفضل الباليه أو الأوبرا 00أنها متعتي الوحيدة بعد أسبوع عمل شاق0
    - متعتك ؟ أتعنين أنك تذهبين وحدك ؟
    تحركت بارتباك 00لا يوجد لديه صديق 00، وصديقاتها أصبح معظمهن متزوجاً ، وكاثلين أقرب صديقة لها خطبت مؤخراً ولم تعد ترغب في الخروج معها كثيراً لأنها توفر المال لدفع مقدم شراء منزل 0
    تجاوزت السؤال وتطوعت بمعلومات أخرى طمعاً أن يقود هذا أسئلته إلى اتجاه أخر :
    - أنا أزور أخي كل أسبوعين 00إنه أرمل 00ويعيش مع ولديه في ( سواري ) وأنا في الواقع قدمت من هناك اليوم0
    لم يكن من السهل إلهاء المركيز :
    - وماذا عن الرقص 000السهرات ؟ 00هذا لايبدو مناسباً آنسة توماسن 00أنت امرأة شابة تعيش في أكثر المدن إثارة في العالم عدا باريس00فلماذا لا تتمتعين بالحياة ؟
    الآن أصبحت أسئلته شخصية جداً 00وانزعجت قليلاً 00أم أنه يتعمد القسوة ؟ يستطيع أن يرى أنها ليست جميلة وليست من الفتيات اللواتي تحجز أمسياتهن مسبقاً0
    لماذا لا تنتهي هذه المقابلة ؟
    سأل أخيراً:
    - لماذا تنقصك الثقة في النفس هكذا ظ
    ثم لوح بذراعيه :
    - لا بأس أخبريني 00هل أنت شديدة الاحتشام وتصدمين بسهولة ؟
    أدركت أنه كان يوقع بها 00يجب أن ترحل في الحال 00يجب أن تقول أنها غيرت رأيها00لكن لن يكون هذا صحيح 00لقد أصبح اهتمامها ليس في العمل بقدر الرجل نفسه 00 من أسئلته كانت تحصل على فهم بسيط لشخصية الرجل نفسه ولكن 00هناك الكثير بعد الكثير 00وهي متأكدة من هذا ومن جرس التحذير الذي يستمر بالرنين في رأسها 0
    أخذت نفس عميق والتقت بنظرته وهي تتكلم :
    - بدأت أفهم مسيو 00أنت تريد أن تطمئن إلى أنني لن أضجر من وجودي هنا 00ولك تأكيدي 00لن يكون هناك تراجع ، ولن تضطر لتغيير سكرتيرتك ، ولسوف التزم بالمهمة هذه حتى النهاية 00قلت 00ستة أشهر 00هذا بالتقريب ما يلزم لإنهاء مؤلفك 00أترى 00فكرة العيش في الريف تروقني 00الأراضي التابعة لمنزلك عظيمة دون شك 00وتبدو كأنها صورة على بطاقة ميلاد بريدية ، شيء غير حقيقي وجميل 00وساتمتع بالسير في هذه الأراضي في وقت الفراغ 00استكشفها وأراقبها تتغير مع الفصول00
    تلاشى صوتها لرؤيتها نظرة التركيز التي استقرت على وجهه، وما أردت قوله تالياً أصبح صعب :
    - أنا 00أنت 00تستطيع أن ترى بنفسك أنني لست من النوع الفاتن أو المتقلب 00ولا شيء في لندن 0على شكل رقص أو سهرات أو 00رجال 00ساشتاق إليه ،
    فأنا مثلك 00أتمتع بحياة الهدوء ، أدرك أنك كنت تمتحنني ، تحاول رسم صورة لي ن لكن هذا يجعلني متوترة 00وكل ما تريد معرفته في الواقع ما إذا كان بالإمكان الاعتماد علي 00حسناً وكالتي يمكنها دعم ليس قدراتي فحسب بل استقامتي وأهليتي بالثقة 0بصراحة لا أجد معنى لسؤالك الأخير 00لكنني سأرد عليه 00لا ، لست متزمتة وبعد عملي ككاتبة اختزال في المحكمة ن لم يعد من السهل أن أصدم بشيء 00ولا يدهشني ما قد يفعله الناس 0
    صمتت فجأة وقد أحست أن خطبتها الصغيرة قد تحولت عن مسارها بفعل التوتر الذي كانت تعاني منه 00وبدا أن دهرا قد مر قبل أن يتكلم الماركيز :
    - أحسنت 00لكنني أؤكد لك أن لي أسباباً لطرح هذه الأسئلة 00كلها00أما السؤال الأخير ، فسببه أن كتبي غير متحفظة كثيراً بعض الأحيان 00فإذا كنت من النساء اللواتي لا يطقن سماع شيء عن الدم والرصاص والعنف في أبشع أشكاله 00فلن يروق لك العمل!
    دم رصاص 00؟نظرت لفمه 00عنف في أبشع أشكاله ؟ طافت عيناها فوق وجهه 0في النور الذي بدأ يتلاشى بدت بشرته أكثر دكنه ، تعطيه نظرة شريرة 00
    سألته بهدوء :
    - من أنت ؟ واضح أنك تستخدم اسم مستعار مسيو لو ماركيز 0ألم تصل بعد للمرحلة التي تجعلك مستعداً لإخباري عن الاسم ؟
    - بلى 00وصلنا00إنه سكوت ستيفن0
    سكوت ستيفن 00لقد سمعت به طبعاً 00الجميع تقريباً يعرف هذا الاسم 0لقد كتب عدة قصص وآخر اثنتين كانتا قنبلتين قويتين الانفجار 00حققتا أفضل المبيعات في العالم 00
    التقط الماركيز علبة سكائر فضية :
    - أترغبين في سيكارة ؟
    - لا شكراً لك 0
    - ألا تدخنين ؟
    - في مناسبات قليلة 00لكنني لا أريد الآن 00شكراً0
    أن يكون هذا الرجل هو سكوت ستيفن الكاتب الشهير عالمياً ، مسألة أصبحت مفهومة 00لكن الغموض الذي كانت تقاومه منذ أن سمعت أسمه الحقيقي لم يحل بعد ..كانت كتاباته عنيفة لا رقة فيها 00لماذا لا يتوقف هذا الجرس عن الرنين ؟ لماذا تعتقد أنه لا زال هناك هوية أخرى لهذا الرجل ؟
    قاطع أفكارها :
    - هل ستبقينني منتظراً طوال اليوم؟ أتوقع منك نوعاً من التعليق 0
    - أوه ! أجل 00أنا آسفة 00أخشى أن لا أكون قد قرأت مؤلفاتك 00لكنني أعرف طبيعتها 0هز كتفيه وكأنه لا يهتم :
    - أريد أن أعرف ما إذا كنت ستكونين سعيدة في العمل بمثل هذه المواد ؟
    جاء دورها لتهز كتفيها بلا اكتراث :
    - لم لا ؟ أعني إنها قصص خيالية ، أليست كذلك ؟
    أطلق نفس طويل 00أهو مرتاح أم نافذ الصبر ؟
    - هذا إذا كان هناك خيال فعلاً 00هناك أمران أود أن أوضحهما لك قبل أن يتخذ كل منا قراره 0 أنا بحاجة لمن يبدأ العمل يوم الاثنين مباشرة 00كدت أصل إلى نهاية الفصل الأول من روايتي الحالية ثم توقفت عدة أيام وأنا أحاول إيجاد سكرتيرة جديدة ، هذا أمر محبط وسيء بالنسبة للكتاب 00أفهم أنك حره في أن00
    تابع المركيز كلامه ولكن بريندا توقفت عن الإصغاء 00أصبح تفكيرها مشوشاً وعيناها تستقران على شيء حرك ذكرى مراوغة 00فوق المدفأة ، حيث كان المركيز يقف لوحة أصلية رأتها من قبل 00مرة واحدة 00ومنذ زمن طويل0
    من هذه المسافة كان توقيع الفنان غير واضح ، لكنها لم تكن بحاجة أن تقرأه لأنها تعرف الرسام 00أنه فريد من نوعه 00واسمه مارك0
    مارك 00أوه بالطبع ! بالطبع !
    التصق نظرها باللوحة بينما كانت الذكريات تتسارع في رأسها وكأنها قطع أحجية 0المقالة التي رأتها في المجلة 00المعلومات 00صورته 00عدة صور !
    في جزء من الثانية توضح كل شيء ، وكونت القطع صورة كاملة وذكرى مؤلمة 00شهقت وهي تقف ببطء عن كرسيها ، وقالت بصوت يكاد يكون أدنى من الهمس ك
    - ياإلهي ! 00أنت أعمى !
    ثم تخبطت وهي تدرك أنها كانت فاقدة للباقة 00

المواضيع المتشابهه

  1. رواية وش سويتي فينا يا بنت كاملة ٢٠١٤
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 07-07-2014, 01:59 AM
  2. رواية أنت اناني اطلع من حياتي وأنساني كاملة ٢٠١٤
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 176
    آخر مشاركة: 01-06-2014, 01:19 AM
  3. رواية جرحني وصار معشوقي كاملة ٢٠١٤
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 21-04-2014, 09:56 PM
  4. تحميل رواية خطر في إند هاوس ٢٠١٤ , رواية بوليسية روعه ٢٠١٤
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-03-2014, 09:57 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-03-2014, 09:52 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •