[glow1=000000]بســـم الله الرحمن الرحيم[/glow1]
[glow1=0099CC]هويتنا الثقافية .. [/glow1]
برغم تعدد الثقافات البيئية وتنوعها داخل الدول الإسلامية، إلا أن مجتمعنا المسلم في نسقه الكلي له هويته النابعة من خصوصيته المتميزة والمتمايزة في الوقت نفسه، تلك الخصوصية المتفردة المستمدة من الإسلام الذي بلغت تشريعاته غاية الكمال الرفيع لخير الإنسان و صلاحه على هذه الأرض، والتي جعلت الحقوق الأساسية والحريات العامة جزءا لا يتجزأ من الدين، ولا يملك أحد تعطيلها كليا أو جزئيا أو خرقها أو تجاهلها أو إهمالها أو العدوان عليها فكل إنسان مسؤول عنها بمفرده، والأمة مسؤولة عنها بالتضامن، وذلك كله وفق معانٍ وأحكام توجه وتقوّم سلوك كل من الفرد والمجتمع على حد سواء.
وبرغم هذه الخصوصية لمجتمعنا المسلم وثباته جوهرا، وتميزه فكرا، ورحابته إنسانيةً، إلا أن كثيرين في مجتمعنا المسلم للأسف وقعوا أسرى وَهَم بتصدع الذات في مواجهة هيمنة الآخر الذي يمثل ( الغرب ) باستعلائه و تضخيمه ذاته واعتبار هذا الآخر أي الغرب أصلا والآخرين أي نحن مجرد صور وأصداء ونسخ مشوهة منقوصة ومهمشة وغير قابلة للتحقق دون الاتكاء على الآخر.
وقد ساعد على هذا ماعانته دول إسلامية متعددة من سيطرة أجنبية و هيمنة استعمارية مارس فيها الغرب صنوفا من التضييق على التعليم والتعبير الثقافي والفكر الإسلامي بوجه عام بجانب المجالات الأخرى جميعها في محاولات مستميتة لاستئصال هذا الفكر والقضاء على خصوصيته وتميزه، وبالتالي ضياع هذه الهوية المتفردة.
وحتى بعد حصول أغلب هذه الدول على استقلالها ظل الأجنبي مخترقا وعيها سواء عن طريق ما نستعمله من أدوات تحمل مدلولات ثقافية غريبة أو هجرات خارجية إليه أصبح أثرها واضحا في نفوس مهزومة كان قد لازمها فراغ ثقافي خطير، أو لعله تلك الحرب اليومية عبر وسائل إعلامه الدولي : صحفا ومجلات وشبكات إذاعية وتلفازية.
الخطير هنا والمؤسف في الوقت نفسه أن هذه العلاقات والممارسات والهجمات الإعلامية بدأت تأخذ لدى نسبة ملموسة في بعض المجتمعات طابع الإعجاب، وآمل ألا يتبعه تقليد يؤدي إلى إذابة الخصوصية وضياع الهوية لا سمح الله في حين أن إنسان الغرب يعاني إحباطات متعددة واغترابا وشعورا بالضعف على المستوى الفردي وعدم انسجام مع مجتمعه ومظاهر غير سوية في الحياة والسلوك.
أخيرا .. إن في موروثنا الفكري رحابة تبيح لنا الأخذ بما سبقنا به غيرنا من ثمرات الفكر الإنساني والتقدم العلمي والتقني مما يغني شخصيتنا دون أن يمحوها، وما يزيدها ثراءً وصقلا دون أن يذيبها، على ألا ننسى فكرنا الأصيل وتميزنا وخصوصيتنا.
آسفه على الاطاله واتمنى ان تاصل الفكرهـ من طرح الموضوع
مواقع النشر (المفضلة)