الموضة سيدي قد تكون ترفا.. لكن الأناقة أسلوب حياة
قد يعتقد الرجل ان الموضة لا تهمه كثيرا، وانها ترف او «لعب عيال»، حسب قول بعضهم، لكنهم في قرارة انفسهم يتبعونها بشكل أو بآخر. فليس هناك رجل لا يفكر كل صباح، وقبل مغادرة البيت إلى العمل، في تنسيق بدلته مع ربطة عنقه وقميصه، أو شاب لا يفكر في لون التي ـ شيرت الذي سيلبسه مع بنطلون الجينز أو تسريح شعره وهكذا. فالأناقة لا علاقة لها بالموضة وموجاتها المتغيرة، فهي اسلوب يكبر معنا وننميه مع الوقت، لأننا ندرك، شعوريا أو لا شعوريا، أنه يؤثر على حياتنا وقد يحسن من فرصنا أو العكس، وهو الامر الذي يرفض بعض الرجال الاعتراف به. ويؤكد الخبراء دائما أن ما يسري على المرأة يسري على الرجل، فهذا الأخير، مثلها، غير مطالب باتباع الموضة بحذافيرها أو باتباع كل ما يمليه المصممون، لأن الذوق الشخصي وأسلوب الحياة والمقاييس الجسدية والعمر، كلها عناصر تحتم علينا تعاملا مختلفا مع الأزياء بوجه خاص والموضة بوجه عام. وفي هذا الإطار يمكن ان نقسم الرجل والأناقة إلى اربعة انواع:
* الرجل المتأنق
* يميل إلى اسماء المصممين العالميين، وكلما كان أسلوب هؤلاء واضحا وضوح الشمس أصبحوا مخلصين له، وما علينا إلا ان نذكر اسماء مثل غوتشي، فيرساتشي، روبرتو كافالي ودولتشي اند غابانا، حتى يتبادر إلى الذهن المظهر المثير والاستعراضي. وبالتالي هذا النوع من الرجال. وحتى لا نظلم هؤلاء المصممين، فقد يبدو البعض في غاية الأناقة والشبابية إذا كانت شخصيتهم تعكس اسلوبهم، لكن المشكلة التي يقع فيها البعض هي المبالغة إلى حد الاستفزاز وافتقاد الخيال بإقبالهم على ارتداء قطع صارخة من رأسهم إلى أخمص أقدامهم، جاهلين أو متجاهلين أن المرأة لا تحب الرجل الطاووس مهما كان وسيما وأنيقا. لكن يمكن التوفق في هذا المظهر إذا تم تنسيق بنطلون الجينز المقطع من دولتشي اند غابانا، مثلا، مع قميص واسع بسيط أو مجرد تي ـ شيرت مع جاكيت، في حين قد يعطي نتيجة عكسية إذا تم تنسيقه بعناية مع قميص منقوش أو بتفاصيل كثيرة من فرساتشي أو غيره، لأنه بهذا كمن يشحذ الإعجاب والقبول من الآخر. وتزيد المشكلة سوءا إذا كان صاحب هذا المظهر ذا شخصية خجولة يأمل أن تعكس هذه الأزياء شخصية أخرى يحلم بها.
* الرجل الأنيق
* عندما يتعلق الأمر بالأزياء فإن هذا النوع من الرجال يتمتع بذوق رفيع، بحيث لا يمكن ان يقع ضحية للموضة أبدا. فهو لا يتبع الصرعات، بل يعرف تماما ما يناسبه وكيف ينتقي قطعا تجمع بين الكلاسيكية والعصرية. وهو في الغالب لا يهتم بأن تكون ازياؤه بتوقيع أسماء كبيرة مثل غوتشي أو فرساتشي، بقدر ما يهتم بالخياطة المتقنة والتفصيل الدقيق، وأسماء لا يعرفها إلا النخبة والملمون بكل ما هو رفيع. لذلك لن تراه يلبس بنطلونات ضيقة او واسعة جدا، أو قمصانا بكشاكش أو بألوان مضمونة إلى حد الملل. وإذا كان لا بد من مصممين عالميين فهو يفضل امثال جيل ساندر وهيلموت لانغ وبول سميث، أي اسماء تراعي الخياطة الرفيعة والتصاميم الكلاسيكية الهادئة.
اما كيف يتوصل إلى مظهره الأنيق والسهل، فأمر يعود إلى طريقته في التسوق، التي قد يمزج فيها القطع متسلحا بذوقه الشخصي، وبقدرته على اختيار القطع الفريدة بغض النظر عن السعر أو الاسم.
* العقلاني
* في الغالب لا يميل إلى صرف مبالغ كبيرة على الأزياء والاكسسوارات، لكنه دائما يبدو انيقا كمن صرف الكثير. الموضة بالنسبة لهذه النوعية ترتبط بالماركة والاسم الموقع عليها، لكنه يعرف تماما اي اسم وماركة يختار. فتراه لا يقبل على الاسماء العالمية الكبيرة، بل الأسماء التي لم ترق إلى مصاف العالمية، لكنها تعطي الانطباع أنها كذلك لحرفيتها وجودتها. هذا النوع يحب ايضا المظهر المنطلق مثل بنطلون جينز من ليفايس مع حذاء رياضي من نايكي، وتي ـ شيرت عادي. وعندما يشعر أنه يستحق أن يقدم هدية لنفسه على شكل قطعة كلاسيكية فإنه يشتري بدلة رسمية من ماركة تيد بايكر، أو قطعة من لاكوست أو رالف لورين. المشكلة في هذه النوعية أنها تحب ألا تغامر كثيرا وتفضل الموضة المضمونة جدا، وتقتصر جرأتها في تجربة بعض الألوان الصارخة بجرعات خفيفة، كأن تختار تي ـ شيرتا أو قميصا بلون غريب.
* ضحية الموضة
* يعرف كل شيء يتعلق بالموضة، فهو يعشقها ويتابعها على منصات العروض ومن خلال المجلات، إلى حد انه يعرف كل خباياها وأسماء المصممين الجدد، ومن هو المصمم الذي سيتبوأ مكانة مهمة، هذا عدا انه مستهلك نهم يريد ان يكون سباقا بشرائها. المشكلة في هذه النوعية أنها تتنافس مع نفسها حتى تظهر بشكل «كول» أو رياضي منطلق، والنتيجة في الغالب تكون عكسية، لأنها تؤكد أنه قضى ساعات في التسوق وتحضير نفسه لمواجهة العالم الخارجي، وكمن لا عمل له او هوايات سوى مظهره. فهو مثلا يصر ان يحصل على آخر الصرعات مهما كان ثمنها وقبل أي أحد آخر، حتى يتباهى بها. بعضهم يربط علاقات شخصية مع العاملين في المحلات حتى يحصل على معلومات عن توقيت طرح حذاء رياضي جديد أو ماركة جينز معينة، قبل اي أحد.
مواقع النشر (المفضلة)