قصة اعجبتني وفيها معاني جميله اتمنى ايضا ان تعجبكم بالمثل
عافية بن يزيد القاضي
فقد أسند إليه الخليفة هارون الرشيد القضاء بعد عهد ابيه المهدي، إلا أن هذا الإسناد لم يغير من عافية، الذي لم يسامح أو يجامل في أي أمر مهما كان، صغيرا أو كبيرا، أو مع أي إنسان مهما علا قدره ومكانته، ما دام الأمر يتعلق بالشرع والسنة النبوية الشريفة.
وفيما رواه الخطيب عن الأصمعي يتضح هذا الأمر، فقد قال: كنت عند الرشيد يوما فرفع إليه أمر في قاض كان قد استقضاه يقال له عافية، فأمر بإحضاره فحضر، وكان في المجلس جمع كثير من الناس، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه ويوقفه على ما وقع إليه، وطال المجلس، ثم أن أمير المؤمنين عطس فأشمته من كان بالحضرة (قال له يرحمك الله يا أمير المؤمنين) إلا عافية فإنه لم يشمته.
فقال له الرشيد: ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم؟ فأجاب عافية: لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد الله، لذلك لم أشمتك، وقد حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عطس عنده رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال: يا رسول الله ما لك شمّت ذلك ولم تشمتني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “لا، هذا حمد الله فشمتناه وأنت لم تحمده فلم أشمتك”.
فقال الرشيد عند ذلك: ارجع إلى عملك، أنت لم تسامح في عطسه، أتسامح في غيرها؟
مواقع النشر (المفضلة)