إذا كبر ولدك خاويه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي وإخواني
تعددت في زمننا اليوم الأقوال والأمثال
وهناك من يعمل بها وهناك من ينقلها معجب بها وهناك من يأخذ منها نافعها وهناك من يأخذ ضارها وهناك من يسيء فهمها
وفي طرحنا هذا سنتكلم بإذن الله عن مقولة
إذا كبر ولدك خاويه
المقولة كما هو واضح توجهنا إلى تحويل علاقة الأب بابنه إلى علاقة أخوية عندما يكبر الابن
ولكن ما نتيجة ذلك وما مدى النفع والضرر من ذلك
من الطبيعي أنه لابد أن يتغير أسلوب الأب في تعامله مع ابنه عندما يكبر
فلا يتعامل الأب مع ابنه المراهق كما يتعامل مع الطفل
ولكن هل سن المراهقة كاف لتصل العلاقة بين الأب وولده إلى درجة الأخوة
لابد أن يكون في هذه المرحلة من عمر الابن قدر كبير من الاحترام والتقدير لأبيه
فلا ينبغي أن يزول هذا الاحترام بتحويل طبيعة العلاقة بين الأب والابن كما يحدث كثيراً هذه الأيام
ففي سن المراهقة مازال هناك نقص في الوعي الكامل لدى الشاب وهو دائماً ما يتمرد على من حوله ليثبت ذاته واستقلاليته عن من حوله خاصة من يعيلوه وفي مقدمتهم الأب
لذا لابد من استمرارية التوجيه من قبل الأب واستمرارية الطاعة المطلقة من قبل الابن
ولن ينجح ذلك دون توفر الاحترام الكامل من الابن لأبيه
ونحن نجد اليوم كثيراً من الآباء فقدوا احترام أبناءهم لهم بسبب مقولة إذا كبر ولدك خاويه
فمازال سن المراهقة مبكر لتحويل علاقة الأب بابنه إلى الأخوة
وللأسف نجد مثل هؤلاء الآباء يقعون في مأزق محرج مع أبناءهم أمام الآخرين بسبب الأخوة المفرطة
فنجد ألفاظ وتصرفات من الابن لأبيه لا يليق صدورها أو التعامل بها وكأن الأب أحد أصدقاء الابن الذين يلعبون معه في الشارع أو النادي
يذوب الاحترام مع ذوبان رمز الأبوة الحقيقي الموجه والمربي وقائد الأسرة وينعكس بالتالي على بقية الأبناء صغار السن
نحن لا نقول لا تخاوي ولدك
ولكن
ليس في سن المراهقة بل في سن أكبر من ذلك حيث يعي الولد مقدار الأب الحقيقي ولا يقلل من احترامه له
فما يزال الابن في سن المراهقة يحتاج المزيد من التوجيه وخبرة الأب وانصياع الابن له وهذا لا يتحقق إذا مانعدمت هيبة الأب من البيت وخسر احترامه ومكانته عند ابنه
وهذا لا يعني تسلط الآباء على أبناءهم أو سلبهم شخصياتهم بل يتعاملون معهم بحذر فهي سن حرجة ولابد أن يتحمل الأب المسؤولية في التعامل معها وأن يجبر أبناءه على احترامه
والموضوع مفتوح للنقاش
ونرغب في سماع أكثر من رأي سواء كان موافق أو معارض
ونرجو الله أن تعم الفائدة على الجميع
أخوكم
medomedo
مواقع النشر (المفضلة)