باع الـبــخـيـل كـل مـا يـمـلـك واشــتـرى بــه سـبــيــكـة مـن الــذهــب
وخـبـأهـا فـي مـكـان مـعـيـن ، حـيـث دفـن مـعـهـا قـلـبـه ومـشاعــره
وعـواطـفـه . وكان كل يوم يـذهـب لـيمـتع نـاظـريـه بالـكـنـز الـثـميـن ،
غـيـر أن أحـد الـعـمال شـاهـده وراقبـه حـتـى عـرف سـره ، فـانتـظـر
حـتـى رجــع ، وراح الـعـامـل يـحـفـر حـتـى عـثـر عـلـى الـسـبــيـكــة
فـأخــذهـا . وعـنـدمــا جــاء الـبــخــيــل فـى الــيـوم الـتـالــى وجــــد
الــحـفــرة فــارغـــة ، فــأخــذ يــولـول ويــنـدب حــظــه وهــو يــشــد
شـعـــره ، شـاهـــده عـابــر سـبـــيــل فـــتـوقف وسـألــه عــن سـبـب
بـكـائــه ، فـلـمـا عـرف الـقـصـة قـال لــه : (( لا تـكــتـئـب يـا ســـيـدي
هـكــذا ، فـأنــت حـتـي عـنـدمـا كـان لـديــك الـذهـب لــم تـكـن حـقــاً
تـمـتـلـكـه ، خــذ حـجــراً وضـعــه فــي الـحـفــرة بـدلاً مـن الـسـبـيـكـه
وسـوف يـؤدي الـغـرض نــفــسه ، وتــخـيـل أنـك تـمـلـك الـذهــب فـي
هـذه الـحـفــرة فـأنـت عـنـدمـا كـنـت تـمـتـلـك الـسـبـيـكـة بـالـفـعـــل
لـم تـكـن تـسـتـفــيد شـيـئـاً مـمـا تـمـلـكــه مـن ذهــب )) .
حــقاً إن الـتـمـلـك بـدون إسـتـمـتــاع لا يـسـاوي شــي .
رحــيـق الــورد
مواقع النشر (المفضلة)