فترة الخطبة من أهم وأخطر الفترات التي يمر بها الشباب من الجنسين، فهي مهمة لكونها فرصة للتعارف والتفاهم واكتشاف الأخلاق والطباع، لا سيما أن الخطيبين من بيئتين مختلفتين، كل منهما خضع لتجارب وأساليب تربوية مختلفة لا يعرفها الآخر، فقد تكون بعض العادات والتصرفات عند البعض غير مقبولة نهائيا، ولكنها مقبولة عند الطرف الآخر بلا أي قيود. ولذلك ترى أن لكل منهما طريقة وأسلوبا في الحياة، بل إن هناك أيضا مرجعا فكريا وعقليا لكل منهما يتصرف من خلاله ويوجهه في ركب الحياة.
أما خطورة هذه الفترة -التي ربما لا يدركها الكثيرون- فهي كثرة المجاملات والتصرفات المصطنعة، وغيرها من الأمور التي قد تكون غير موجودة عندهما أصلا؛ الأمر الذي يؤدي إلى بناء تصورات غير صحيحة عن الشريك، حيث يرسم به قصورا من الأحلام والآمال والأماني المستقبلية والأسرية، ولكن سرعان ما يتبخر كل شيء بعد فترة الزواج الأولى؛ لأن الطبع سيغلب على التطبع.. عندها لا مجال للخداع.
إن المتابع للحالة التي يعيشها الشباب في هذه الأيام يقف حائرا. يقول الواقع: إن هناك مشكلة حقيقية تواجه الشباب، فهم ما بين مطرقة الحدود الاجتماعية والشرعية وسندان العاطفة المتأججة، فهل تعتبر فترة الخطبة الطويلة حلا لهذا الواقع الذي يعاني منه الكثيرون؟ أم أن لها من سلبياتها ما يجعلها مشكلة أكبر؟ وهل يمكن أن نعتبر الخطبة الطويلة حلا أو بديلا للصداقة غير الشرعية بين الشباب من الجنسين في هذه الأيام؟.
مواقع النشر (المفضلة)