غرام وانتقام
بعد ان مرت دلال بتجربة زواج فاشلة اكرهت عليها، قررت ان تمحو فكرة الزواج من راسها لان تجربتها الاولى التي لم تستمر سوى اربعة اشهر جعلتها تكره الرجال وتود الانتقام منهم جميعا ثأرا لكرامتها المجروحة وآدميتها التي هدرت على يد زوجها السابق الذي افرط في تعذيبها واهانتها والتعدي عليها بالضرب المبرح.
كرهت كل الرجال، كبيرهم وصغيرهم شايبهم وشبابهم حتى انها كانت تطرح دائما بانها تكره حتى شكل الدشداشة الرجالية المعلقة على شماعة من فرط كرهها للرجال.
بعد تجربة الزواج المريرة التي مرت بها قررت دلال العمل بشهادتها الجامعية التي رفض زوجها في بداية زواجهما العمل بها وقرر ان تكون عبدة له واسيرة لرغباته في المنزل فعندما شعرت بنعمة التحرر قررت العمل لتشغل وقت فراغها ولتتمكن ايضا من نسيان تلك التجربة المريرة. وكان لها ايضا هدف آخر هو الانتقام من الرجال جميعهم والثأر لنفسها منهم. فقررت وضع خطة للانتقام تتمثل في الايقاع بالرجل في حبائلها وتمثيل دور المحبة له حتى يغرق في حبها، ثم تصدمه وتهجره ويتلذذ بتعذيبه وتشفي غليلها منه وتعيش نشوة الانتصار عليه من مركز القوة وليس مركز الضعف الذي عاشته لأربعة اشهر مع زوجها السابق.
عندما تسلمت دلال وظيفتها الجديدة بحثت عن ضحيتها بين زملائها فوقع اختيارها عليه.. شاب وسيم على خلق، هادئ الطباع القت بشباكها عليه في هدوء، افرطت في الاهتمام به لكن في خجل وحياء، أوهمته انها تحبه وتتولع في حبه في صمت حتى لفتت انتباهه.. تمنعت وتدللت عليه حتى وقع في حبها لأذنيه، وتأكدت انه لا يقوى على فراقها. تجاوبت منه لايام قليلة، وعندما عرض عليها الزواج اوهمته انها سعيدة وفرحة لكنها عادت في اليوم الثاني تبكي امامه بدموع التماسيح لتبلغه ان ابن عمها خطبها وان والدها سيجبرها على الزواج به ليصدم الشاب ويتمزق قلبه حزنا عليها وعلى حبه الضائع.
وهكذا كانت دلال تفعل دائما مع الرجال الذين كانت تنتقيهم بذكاء لتحرق قلوبهم وتعذبهم وتثأر منهم واحدا تلو الآخر، وتعيش نشوة الانتصار وهي ترى صيدها الثمين يتألم ويتعذب لفراقها.
لكنها لم تكن تعرف انها ستقع في الحب وستدخل شباك صياد يرد لها الصفعة ويسقيها من كأس العذاب المر الذي شرب منه آخرون من يديها، فقد تعرفت دلال على شاب كان يتردد على مقر عملها لانهاء معاملة وقررت ضمه الى لائحة انتقامها، مثلت عليه الحب والوله، لكنه كان اشد ذكاء منها، واستطاع ان يلعب بعواطفها ولا يستسلم لمحاولاتها للايقاع به، حتى وصل بها الأمر الى ان وقعت هي في حبه نتيجة صده لها وهروبه منها.. حاولت المقاومة لكنها فشلت واستسلمت من اول جولة. اذاقها ذلك الشاب مرارة الحسرة والعذاب وجعلها كالدمية بين يديه يلعب بها وقتما يشاء ويتركها وقتما يشاء.
شعرت دلال لاول مرة منذ زمن بالهزيمة.. الهزيمة التي تتلقاها للمرة الثانية من رجل بعدما عاشت نشوة الانتصار والانتقام والثأر لسنوات طويلة. وقررت ان تقضي على ذلك الشاب الذي لوعها في حبه وجعلها ضعيفة من جديد مهزومة من جديد.
اقتحمت منزل الشاب في وضح النهار وباتت تخرب في المنزل وتحطم الاثاث والمعلقات كالثور الهائج.
حتى استدعت والدة الشاب الشرطة التي قام رجالها بالقبض على دلال. وفي المخفرانكر الشاب معرفته بها حفاظا على سمعتها، وسجلت قضية اقتحام منزل وتحطيم اثاثه واصدرت المحكمة على دلال حكما بالسجن ستة اشهر مع الشغل.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)