[align=justify]السلام عليكم
إن عبارة روماتيزم كلمة فضفاضة يستخدمها المرضى وأحيانا الأطباء للتعبير عن الأوجاع والآلام في المفاصل أو العضلات، وفي الحقيقة ليس كل ألم في المفاصل روماتيزم ولا كل روماتيزم يؤثر على المفاصل.وإذا رجعنا إلى التقسيم العلمي نجد أن الأمراض الروماتيزمية تنقسم إلى ما يزيد على المائة منها ما يؤثر على المفاصل ومنها ما يؤثر على العضلات ومنها ما يؤثر على الأنسجة الضامة ومنها ما يسبب التهابات في الأوعية الدموية والبعض منها يؤثر على أكثر من عضو من أعضاء الجسم.
أما إذا أخذنا في الاعتبار التغيرات التي تحصل في الجسم فهناك نوع التهابي وآخر غير التهابي وغالبية هذه الأنواع مجهولة السبب. والأنواع الالتهابية منشأها اضطراب في الجهاز المناعي الذي ينتج أجساما مناعية تتفاعل مع أو تهاجم أنسجة الجسم مسببة أضرارا في الجزء المصاب كما هي الحال في التهاب المفاصل والكلى عند مرضى الذئبة الحمراء.وهناك أنواع ناتجة عن خلل في الأستقلاب مثل داء النقرس الذي يكون نتيجة ترسب أملاح اليورات في المفاصل.
وفي ما يتعلق بالعلاج فانه بفضل الله هناك اكتشافات متجددة لعقاقير كيميائية و بيولوجية و أساليب جديدة أخرى وأصبح بالامكان السيطرة على كثير من الأمراض الروماتيزمية و تم شفاء العديد منها، إلا أن ذلك يتطلب المثابرة والصبر من جانب المريض.
وفيما يلي بعض من انواع الروماتيزم :-
1)التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد)
مرض التهابي جهازي مزمن يصيب الجنسين ولكنه لدى النساء أكثر بنسبة 1:3 عنه في الرجال ، ويتركز مابين الخامسة والثلاثين والخمسين من العمر إلا أنه يصيب أي مرحلة عمرية من الطفولة إلى الشيخوخة.
تتركز الأعراض في المفاصل على شكل آلام وتورم في مفاصل اليدين والكفين أو أي مفاصل أخرى مصحوبة بتيبس صباحي وشعور بالتعب والإرهاق ، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بشكل تدريجي. أما تأثيره على أجزاء الجسم الأخرى فتحدث لدى نسبة مختلفة من المرضى ، ويتمثل في ظهور عقد تحت الجلد ، جفاف في العينين أو الفم وربما التهاب في أجزاء من العين، التهاب الغشاء البلوري للرئة وتليف في نسيج الرئة ، التهاب الغشاء المحيط بالقلب (التامور) والتهاب في الأوعية الدموية والأعصاب الطرفية ،وفي حالة تأثيره على فقرات الرقبة قد يؤثر على الحبل الشوكي.
ينبغي عمل فحوصات مخبرية للتوصل للتشخيص ومعرفة مدى تأثير المرض ، كما ينبغي عمل صورأشعاعية لتقييم حالة المفاصل للتأكد من وجود تغيرات مثل تآكل أطراف العظام.
يتمثل العلاج بعد تأكيد التشخيص بمضادات الالتهاب لتخفيف الألم ، ثم باختيار أحد مضادات الروماتيزم التي تناسب كل حالة وتشمل هذه الأدوية مضادات الملاريا ، خافضات المناعة أو الأدوية الكيماوية إضافة إلى ما استجد من الأدوية البيولوجية ، وهناك خطوات علاجية لا تقل أهمية وتشمل العلاج الطبيعي الوظيفي لمنع تصلب المفاصل وضمور العضلات.
تجدر الإشارة إلى الأهمية البالغة للمتابعة المنتظمة من قبل الطبيب المختص لمراقبة الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة والتي وان كانت قليلة الحدوث قد تكون خطيرة.
2)الذئبة الحمراء
الذئبة الحمراء أو الذأب الحمامي هو مرض روماتيزمي مزمن يصيب جزءا أو أجزاءا من الجسم، ففي أغلب الحالات يصيب المرض أجزاءا عديدة من الجسم و يسمى عندئذ الذأب الحمامي الجهازي وتشمل الأجهزة التي قد تصاب بالمرض الجلد،المفاصل، الكلى ، الجهاز العصبي ، الرئتين ، القلب و كريات الدم والصفائح. أما في بعض الحالات فيكون المرض محصورا بالجلد.
ان غالبية المصابين بالمرض هم من النساء في السن المبكر وتبلغ نسبة اصابة النساء الى الرجال 9 : 1 ، وهذا يعني أن المرض يصيب الرجال أيضا كما أنه ليس محصورا بسن معين فهناك من أصيب بالمرض في سن الحضانة وفي سن الشيخوخة.
سبب المرض :
لم يتوصل العلم إلى معرفة سبب هذا المرض ، إلا أنه مرض مناعي أي أنه ناشئ عن اختلال في الجهاز المناعي الذي يقوم بتكوين أجسام مناعية تهاجم أجزاءا من الجسم و تعرف هذه الأجسام بالأجسام المناعية الذاتية والتي من أهمها مضادات نواة الخلية(ANA) . وهناك بعض حالات الذئبة تكون نتيجة آثار جانبية لبعض العقاقير مثل تلك التي تستعمل لعلاج ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب والصرع و غيرها ، وكثيرا ما تزول مثل هذه الحالات بعد إيقاف تلك الأدوية ، ويجب التنبيه إلى عدم إيقاف الأدوية إلا بمشورة الطبيب المختص حيث أن إيقاف العلاج قد يكون أخطر من احتمال ظهور مرض الذئبة لا سيما أن مثل هذه الآثار الجانبية يحدث في حالات قليلة و يقتصر على بعض الأدوية .
الذئبة الحمراء والوراثة:
تدل بعض الدراسات إلى وجود استعداد جيني للإصابة بالمرض من خلال ظهور حالات جديدة أكثر في الأسر التي يوجد مصاب بالمرض بين أفرادها.
مرض الذئبة الحمراء و الحمل:
قد يظهر المرض لأول مرة خلال الحمل، أما بالنسبة للمريضات اللاتي يعانين من المرض قبل الحمل فان المرض قد ينشط ويؤثر على أجزاء من الجسم أثناء الحمل أو الفترة التي تلي الولادة.وننصح مريضة الذئبة أن تتجنب الحمل أثناء نشاط المرض وأن لا يتم الحمل إلا بعد فترة من ركود المرض وأن تخضع المريضة للمتابعة الدقيقة أثناء الحمل، وقد أثبتت الدراسات أن أغلب حالات الحمل لدى مريضات الذئبة تسير بشكل طبيعي وولادة طبيعية إذا خضعت للمتابعة والعلاج اللازمين.من جهة أخرى هناك نوع من الأجسام المناعية قد ينتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة مما قد يتسبب في بعض المشاكل الصحية للطفل عند الولادة مثل الطفح الجلدي والذي غالبا ما يزول مع الوقت، و هناك مشاكل صحية أخرى قد تستمر لدى الطفل مثل اضطراب نبضات القلب إلا أن ذلك يحصل في حالات قليلة جدا.
أعراض المرض:
تتفاوت أعراض المرض تفاوتا كبيرا فهناك مرضى يشكون من تعب عام وإرهاق، وهناك من يشكو من آلام بالمفاصل قد يصاحبها تورم في تلك المفاصل، وقد يظهر علامات المرض على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه أو الأذنين وتساقط الشعر وتقرحات في الفم، وربما أثر المرض على أعضاء من الجسم مثل الجهاز التنفسي مسببا آلام ووخزات في الصدر أو ضيق في التنفس وقد يؤثر المرض على الكلى ويؤدي إلى إفراز البروتين أو الزلال في البول وربما إلى ارتفاع في ضغط الدم وتدهور في وظائف الكلى.وهناك بعض المرضى يتم اكتشاف المرض عند عمل تحاليل مخبرية تظهر انخفاضا في عدد كريات الدم أو الصفائح الدموية، كما أن هناك بعض المرضى من النساء يعانين من الإجهاض المتكرر نتيجة تكوين أنواع من الأجسام المناعية في الدم، إضافة إلى ذلك هناك أعراض أخرى مثل الأضطرابات النفسية أو التشنجات عندما يصيب المرض الجهاز العصبي إلا أن هذه الأعراض توجد لدى نسبة قليلة من المرضى وأن غالبية المرضى يعانون من أعراض ليست شديدة ويعيشون حياة طبيعية ولكنهم يتطلبون متابعة منتظمة من قبل المختصين.
طرق العلاج:
قبل الخوض في طرق العلاج لا بد للمريض أن يعرف طبيعة هذا المرض وأنه مرض مزمن وبالتالي يدرك أهمية المتابعة والانتظام بالعلاج دون يأس أو ملل وأن تكون المتابعة من قبل طبيب مختص وأن لا يكثر من التنقل بين العيادات أو المستشفيات. أما عن العلاج فانه يختلف على حسب شدة المرض ومدى تأثيره على الجسم، ففي كثير من الحالات قد لا يحتاج المريض إلى أكثر من مضادات الالتهاب والمسكنات وفي بعضها قد يحتاج إلى عقار الكورتيزون أو الأدوية الخافضة للمناعة وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ما يعرف بالعلاج الكيماوي هذا إضافة إلى مضادات الملاريا والتي تستخدم في أغلب الحالات، والطبيب هو خير من يقرر متى وكيف تستخدم هذه الأدوية وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل التقدم العلمي وزيادة وعي المرضى فان صورة المرض ليست بالقتامة التي يراها البعض وأن كثيرا من المرضى يمارسون حياة طبيعية مثل غيرهم. أما عن الوقاية فان مريض الذئبة الحمراء ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة حيث أن ذلك قد يؤدي إلى نشاط المرض كما ننصح المريض أن يبادر إلى مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض قد تدل على وجود التهاب ميكروبي مثل ارتفاع الحرارة خصوصا إذا كان يتعاطى عقار الكورتيزون أو أدوية خفض المناعة.
3)النقرس
النقرس هو التهاب ناتج عن ترسب بلورات حامض البوليك "اليوريك" في أجزاء من الجسم مثل المفاصل نتيجة ارتفاع تركيزه في الدم و تشبع سوائل الجسم بهذا الحامض.ويكون هذا الارتفاع ناتجا إما عن زيادة في تكوين الحامض أو نتيجة قصور في طرحه من الجسم. وهناك أسباب عديدة لارتفاع تركيز حمض اليوريك منها ما يعود إلى عوامل وراثية ، و منها ما هو ناتج عن استعمال بعض الأدوية مثل مدرات البول ، ومنها ما ينتج عن قصور في وظائف الكلى.
أعراض المرض :
يمكن الحديث عن مراحل مختلفة لأعراض المرض :
المرحلة الأولى هي ارتفاع في تركيز حامض اليوريك دون وجود أية أعراض أو مشاكل أخرى ، وهذه المرحلة لا تتطلب علاجا حيث وجدت الدراسات أن نسبة غير قليلة من الناس الأصحاء قد يرتفع لديهم تركيز الحمض خاصة الذكور عند مرحلة البلوغ وقد يعود التركيز إلى المعدل الطبيعي وقد يستمر مرتفعا دون حدوث مضاعفات وبالتالي فمن غير المجدي تعريض هذه الفئة من الناس للآثار الجانبية لأدوية خفض اليوريك خاصة و أن تلك الآثار الجانبية قد تكون خطيرة.
المرحلة الثانية النقرس الحاد والذي يتمثل بنوبة آلام مبرحة مصحوبة باحمراروانتفاخ في المفصل المصاب نتيجة ترسب بلورات اليوريك.و غالبا ما يصيب الالتهاب مفصل إبهام القدم إلا أنه قد يصيب مفاصل أخرى ، وقد وجد أن النوبة الحادة أو الهجمة قد تأتي بعد عملية جراحية أو ذبحة صدرية أو بعد تناول الكحول وفي بعض الحالات لا يوجد سبب واضح للهجمة.
المرحلة الثالثة المرحلة الوسيطة وهي فترة ما بين الهجمات والتي تخلو عادة من الأعراض وتتفاوت فيها المدة إلى حين حدوث النوبة الثانية.
المرحلة الرابعة هي المرحلة العقدية أو التوفية وفيها تترسب بلورات الحمض مكونة عقدا في أماكن من الجسم مثل المفاصل، الأذنين ، أوتار العضلات والكلى مما قد يسبب تلفا لتلك الأعضاء مثل تشوهات المفاصل أو حصوات الكلى أو حدوث قصور في وظائف الكلى إذا لم يتم التشخيص واخذ العلاج المناسب.
أما تشخيص المرض فيتم بعد أخذ التاريخ المرضي و عمل الفحص السريري والفحوص الكيميائية اللازمة ثم يتم تأكيد التشخيص بدقة بفحص عينة من السائل الزلالي للمفصل المصاب تحت المجهر.
علاج النقرس :
إن العلاج التقليدي للهجمة الحادة للنقرس كان باستخدام عقار الكولشيسين إما بالفم أو عن طريق الوريد و لازال البعض يستخدم تلك الطريقة رغم إمكانية حدوث الآثار الجانبية إلا أن الكثير من الأطباء يحبذ استخدام مضادات الالتهاب وفي حالات معينة قد يستخدم الكورتيزون إما جهازيا أو بالحقن الموضعي. يجدر التنبيه إلى وجوب تجنب استخدام الأدوية الخافضة لليوريك خلال الهجمة الحادة حيث أن ذلك قد يطيل أمدها.كما أن أدوية خفض اليوريك لا تستخدم لكل مرضى النقرس وإنما لدواعي معينة مثل تكرار الهجمات الحادة أو وجود حصوات الكلى أو وجود العقد التوفية أو كأدوية مساندة في علاج بعض الأورام التي قد تكون مصحوبة بارتفاع اليوريك وفي حالات أخرى قد يراها الطبيب.إضافة لما سبق قد تستخدم أدوية مثل الكولشيسين و مضادات الالتهاب للوقاية من حدوث الهجمات الحادة.
4)مرض المفصل التنكسي ( خشونة المفاصل)
مرض المفصل التنكسي أو الفصال العظمي أو ما يعرف لدى الكثيرين بالاحتكاك أو التخشن هو نوع من اعتلال المفاصل يكاد يصيب كل إنسان تقريبا مع تقدم العمر ولكن بدرجات متفاوتة.
تتمثل المشكلة في هذا المرض بتغيرات تصيب الغضروف الذي يشكل سطحا ماصا للصدمات يسهل انزلاقا سلسا وناعما لعظام المفصل في الأحوال الطبيعية فيصيبه التآكل والأهتراء قد يصاحبه التهاب ثانوي يسير أي أنه ليس التهابيا في الأصل خلافا للروماتويد، ويؤدي هذا التآكل إلى تغيرات في المفصل و نمو نتوءات عظمية . من أعراض هذا المرض آلام تكون في البداية عند الحركة و قد تتطور مع الوقت لتحصل حتى اثناء الراحة ، تيبس في المفصل يعقب فترة من الراحة غير أن هذا التيبس لا يدوم طويلا.
هناك أشكال مختلفة من الفصال العظمي ، فمنها ما يصيب المفاصل الطرفية للأصابع ويحدث عقدا في تلك المفاصل تكون محمرة ومؤلمة بعض الشئ في البداية ثم ما يلبث الألم أن يزول تدريجيا ، وتبقى المشكلة التي تهم المريض هي تغير شكل الأصابع لا سيما وأن هذا النوع يصيب النساء في سن مبكر نسبيا ، و الملاحظ أن هذا النوع قد يصيب أكثر من شخص في نفس الأسرة.
أما الشكل الآخر والأكثر شيوعا فهو ما يصيب المفاصل التي تحمل الجسم مثل الركبتين والوركين وكذلك يصيب الفقرات .يتمثل العلاج بإزالة الألم باستخدام المسكنات أو مضادات الالتهاب ، والعلاج الطبيعي والتمارين للمحافظة على مجال حركة المفصل و منع ضمور العضلات وضعفها.
وهناك إجراءات تكون مفيدة في بعض الحالات مثل سحب السائل الزلالي إذا وجد بكمية قد تعيق الحركة ، وحقن المفصل بالكورتيزون في حالات محدودة مع مراعاة عدم تكراررها لأن ذلك قد يضاعف المشكلة . وهناك نوع آخر من الحقن تحتوي على مادة الهياليورونيك أثبتت الدراسات حتى الآن فائدتها في بعض الحالات دون أن يكون لها الآثار الجانبية للكورتيزون .أما في الحالات المتقدمة فقد يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي إما باستبدال المفصل أو بإجراءات أخرى.
5)الروماتيزم اللامفصلي
يسميه البعض بروماتيزم العضلات والألياف أو روماتيزم الأنسجة الرخوة أو الالتهاب العضلي الليفي، ويشكو المريض من آلام عامة وإجهاد وأعراض غير محددة بالإضافة إلى اضطراب في النوم نظرا لعدم دخول المريض في مراحل النوم العميق فيصحو في الصباح مرهقا يعاني من آلام الظهر وعضلات الكتفين والرقبة وأعلى الفخذين ، وتكون هذه المناطق حساسة عند الضغط عليها.
إن هذا النوع من الروماتيزم له علاقة بالحالة النفسية ،فأكثر المصابين هم من ذوي الشخصية الحساسة المرهفة الذين يميلون إلى المثالية ،وربما يعانون أحيانا من الاكتئاب و القلق.
يعتمد تشخيص هذا الروماتيزم على التقييم السريري ، حيث تكون الفحوصات المخبرية مثل سرعة الترسيب والعامل الرثياني والأشعة ضمن الحدود الطبيعية.
من المهم قبل العلاج طمأنة المريض بأن هذا المرض عادة لا يؤدي إلى مضاعفات أو إلى الاقعاد ، وتمثل التمارين الرياضية والاسترخاء أهم خطوات العلاج. أما العقاقير فتستخدم للتخلص من الأعراض ، وقد يستغرق العلاج بعض الوقت.
6)الحمى الروماتيزمية
هي مرض التهابي من مضاعفات الإصابة بنوع من البكتيريا تعرف بالبكتيريا السبحية group A streptococcus التي تصيب البلعوم أو اللوزتين.
تظهر الحمى الروماتيزمية الحادة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب الحلق، ولا يعرف على وجه الدقة سبب هذا المرض إلا أن الدراسات تشير إلى أنها تنتج عن تفاعل بين الجهاز المناعي وأنسجة الجسم مثل صمامات القلب والمفاصل وغيرها حيث يتعامل الجهاز المناعي مع تلك الأنسجة على أنها جسم غريب نتيجة بعض التغيرات التي أحدثتها البكتيريا.تتركز الإصابة بالحمى الروماتيزمية في سن الخامسة إلى الخامسة عشر من العمر ولكنها قد تصيب الأكبر سنا ، وتكثر في الدول النامية حيث الازدحام و تدني الوعي الصحي. من أعراض هذا المرض ارتفاع الحرارة، آلام و تورم المفاصل و بالذات مفاصل الركبتين والقدمين و الكفين وقد تصيب مفاصل أخرى، وربما تكون مصحوبة باحمرار في الجلد أو ظهور عقد تحت الجلد وقد يمتد تأثير المرض إلى صمامات القلب أو الجهاز العصبي و ظهور حركات غير إرادية في الأطراف أو الوجه إلا أن هذه المضاعفات تحصل لدى القلة من المرضى.
وهناك خطوات مهمة في العلاج تتمثل بمعالجة التهاب الحلق بالمضادات الحيوية وعلاج الأعراض مثل التهاب المفاصل بمضادات الالتهاب وفي بعض الحالات قد يستخدم الكورتيزون ، و من الخطوات المهمة منع تكرار الالتهاب وذلك باستخدام البنسلين طويل المفعول أو بديل عنه في حالة الحساسية للبنسلين. أما في حالة إصابة الصمامات فيجب التنبيه إلى ضرورة الوقاية من الالتهاب البكتيري عند إجراء تنظيف أو خلع الأسنان أو أي عمليات أخرى واحاطة الطبيب الذي يقوم بتلك العمليات.
7)التهاب الأوعية الدموية
يمثل التهاب الأوعية حالات مختلفة تتصف بوجود علامات التهاب في جدار الأوعية الدموية مما يؤدي الى حدوث تضيق في تلك الأوعية ومن ثم قصور في التروية الدموية للأعضاء المصابة مما يؤثر على وظيفتها أو اصابتها بالغرغرينا. و أهم أنواع التهاب الأوعية :
- التهاب الشرايين العقدي وهو نوع يصيب الذكور أكثر من الاناث ويصيب الشرايين ذات الحجم الصغير أو المتوسط وتتمثل أعراضه بالتعب العام وآلام المفاصل ونقص الوزن ، كما يظهر في كثير من الحالات طفح جلدي وعائي ، وأحيانا احتشاء في الأطراف مصحوبا بتغير لون الأطراف المصابة الى اللون الأزرق أو الأسود. ومن الأعضاء التي قد تتأثر بالمرض القلب ، الرئتين ،القناة الهضمية ، الأعصاب والكلى.
تظهر الفحوصات المخبرية ارتفاع في سرعة الترسيب وفقر في الدم وفي بعض الحالات وجود مضادات التهاب الكبد ب ، اما التشخيص فيتم عادة بأخذ عينة من الجزء المصاب مثل العصب أو الكلية ، أو عمل أشعة صبغية للأوعية.
يتمثل العلاج باعطاء جرعات عالية من الكورتيزون وبعض أنواع خافضات المناعة.
- مرض هينوخ-شونلين : وهو التهاب الأوعية الدموية الصغيرة ويصيب بشكل أساسي الأطفال ،ولكنه أيضا يصيب البالغين.
يصيب هذا النوع من التهاب الأوعية الجلد حيث يظهر طفح فرفري على شكل نقط حمراء على الساقين والفخذين و أحيانا على أجزاء أخرى ، كما يؤثر المرض على الكلية والجهاز الهضمي. تكون الأصابة بهذا المرض عارضة تنتهي بالشفاء في كثير من الحالات الا أن هناك حالات تنتهي بمضاعفات مثل القصور الكلوي أو النزف المعوي.
يتمثل العلاج في الحالات البسيطة بمعالجة الأعراض ن الا أن بعض الحالات تتطلب استخدام الكورتيزون أو خافضات المناعة.
8)هشاشة العظام
هي نقص في كثافة العظم وزيادة في مسامية العظم مما يجعله عرضة للكسر لأقل صدمة أو التواء، ويطلق على هذا المرض اللص الصامت أو المرض الصامت لقلة أعراضه الا عند حدوث مضاعفات مثل الكسور والتي بدورها تؤدي الى اعاقات خاصة اذا أصابت أجزاء معينة مثل العمود الفقري أو الفخذ.
يتكون نسيج العظم من خلايا وأوعية دموية وأملاح ويكون في حالة من الهدم والبناء يفترض ان تكون متوازنة في الأحوال الطبيعية، ولكن في حالات الهشاشة يكون الهدم أكثر من البناء.
هناك عدة عوامل تساعد على حدوث الهشاشة منها قلة الحركة،انقطاع الدورة الشهرية عند النساء،التدخين ،الكحول،قلة استهلاك الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د ،استخدام أدوية مثل الكورتيزون وأدوية الصرع وبعض مسيلات الدم ،اضافة الى الاستعداد الوراثي.
يتم التشخيص بقياس كثافة العظم باستخدام نوع من أجهزة الأشعة، وهو فحص سهل لا يحتاج الى خطوات تحضير محددة.
ان للوقاية أهمية بالغة فقد يصعب استرداد ما فقده الجسم وهناك خطوات مهمة للوقاية منها اتباع نظام غذائي سليم ،ممارسة الرياضة،اضافة الى خطوات تتخذ تحت اشراف طبي كاستخدام بعض الأدوية مثل الكالسيوم ،فيتامين د ،أدوية تساعد على بناء نسيج العظم مثل البيسفوسفونات،وتعويض الهرمونات.
9)التهاب العظلات
هو مرض آخر من الأمراض المناعية التي تسبب التهابا في خلايا العضلات ناتجا عن تحسس الجهاز المناعي لتلك الخلايا.يصيب الالتهاب المرضى في أي مرحلة من العمر لدى الجنسين.
تتمثل أعراض المرض بضعف في العضلات خصوصا العضلات حول الكتفين والوركين وقد تصيب عضلات أخرى مثل البلعوم وعضلات التنفس، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع وارتجاع الأكل أو صعوبة التنفس إلا أن ذلك يحصل في القليل من المرضى.وهناك نوع من الالتهاب يكون مصحوبا بالتهاب وتغيرات في الجلد عبارة عن احمرار في الجفون وفي أعلى الصدر والرقبة وربما يظهر الاحمرار على الجلد الذي يغطي مفاصل الأصابع والمرفقين والركبتين.وفي بعض الحالات يظهر عقد تحت الجلد عبارة عن ترسبات كلسية تزيد من صعوبة الحركة.إضافة إلى ذلك قد يشكو المريض أو المريضة من تغير في لون الأصابع إلى الأزرق عند التعرض للبرودة.
أما الأجزاء الأخرى من الجسم والتي قد تتأثر من المرض فأهمها الرئتان حيث تكون عرضة للتليف ولكن ذلك قليل الحدوث وإذا حدث فبطيء جدا.
يشخص المرض بناء على التاريخ المرضي والفحص السريري والتحاليل المخبرية لسرعة الترسيب وقياس مستوى إنزيمات العضلات ومن ثم تخطيط العضلات وأخذ عينة من العضلة المصابة وفحصها مجهريا.
أما عن العلاج فيتفاوت حسب الحالة، ففي أغلب الحالات يستخدم الكورتيزون لفترات قد تطول، وقد تحتاج بعض الحالات إلى وسائل أخرى مثل خافضات المناعة أو المركبات الكيماوية أو استخدام نوع من الأجسام المناعية وغيرها، ويجب أن يشرف على العلاج مختص ذو خبرة بمثل تلك الحالات.
10)مرض بهجت (متلازمة بهجت)
هوأحد التهابات الأوعية الدموية الصغيرة ، غير معروف السبب الا أنه مرض مناعي. يتركز في مناطق جغرافية معينة أكثر من غيرها مثل شرق البحر المتوسط واليابان ولكنه أيضا يوجد في مناطق أخرى مختلفة.
من أهم أعراضه تقرحات الفم التي تكون عادة مؤلمة ، وتقرحات في المناطق التناسلية ، التهابات في العينين تصيب أجزاء مختلفة من العين مثل الشدقة أو الشبكية أو غيرها قد تؤدي الى فقد البصر، و من أعراض المرض التهاب في الجلد قد يظهر على شكل عقد حمراء مؤلمة أو تكون شبيهة بحب الشباب ، التهاب الأوعية الدموية السطحية أو الداخلية قد تؤدي الى توسع في جدار الشريان ، تجلطات في الشرايين أو الأوردة ، آلام أو التهابات المفاصل تصيب غالبا مفاصل الركبتين أو القدمين وقد تصيب مفاصل أخرى،التهابات في الجهاز العصبي .
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري الى حد كبير حيث لا يوجد فحص مخبري يشخص المرض ولكن هناك فحوص مهمة تكشف مدى نشاط المرض و تأثيره على أجزاء الجسم وبالتالي تساعد على وضع خطة العلاج.
أما عن العلاج فيختلف حسب شدة المرض ابتداء من الأدوية الموضعية الى مضادات الالتهاب والكورتيزون الى أدوية خفض المناعة والأدوية الكيماوية ومسيلات الدم.
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)