في باحة تلك المدينة الهادئة ..
كان يجتمع كل الأهالي ...في عطلة نهاية الأسبوع ..
النساء ..الأطفال..والرجال
كنت أخرج حين يلتم الجميع ..وأبقى منفردة بتلك الزاوية الصغيرة ..
أسمع صوت الماء الصادر من ذلك الحوض الكبير
امسك كتابي ..وأبدأ بالقراءة
كان أمر تجمعهم ..والفوضى التي يصدرها أولئك الصبية
تعيدني لماضٍ جميل
المهم أن أعيش بينهم ..أنهمك بالقرأة ..ولا أتوقف إلا عندما أشعرأن الأصوات بدت تختفي شيئاً..فشيئاً..
هكذا أنا كل يوم عطلة ..
في أحد الأيام ...كنت منهمكة بقرأة تلك الرواية ..
سمعتُ صوت طفل يبكي ..شدني بكاءه ..ابعدتُ كتابي ..ونظرتُ إليه ..لقد سقطت قطعة الحلوى من يده واتسخت ..!
امسكت بيده ..وأخذت قطعة الحلوى
اتجهت الى حوض الماء لأغسلها له ..
قلت له: في المرة القادمة كن حذراً
حينها سمعت صوت رجل يقول لزوجته ..
حين نعود ثانية لهذا المكان ..لن أجلس إلا هنا ..فأنا أحب
رائحة الماء ..تذكرني بالبحر ..
شدني الصوت كثيراً...
إنه صوته ..!!
نعم صوته ..خشيت أن التفت فيراني ...ولا أستطيع وقتها
إخفاء تلك المشاعر على ملامحي
ابتعدتُ قليلاً..ثم التفت ..!!
لأجده ...كان هو ..!!
نعم هو..!!هذه المرة لم يتهيأ لي صوته ..أو صورته..
كان ماثلاً..أمامي ...
لم أملك من الجرأة أن أركض إليه وأقول أنا هنا ...
ولم أملك تلك القوة ..لأتجه إليه وأصافحه ...دون أن أبدي شوقي..!!
عدتُ الى مكاني ..أرقبه ...نهض ..وحمل ابنته ..ومضى ...
حتى في استدارته ..كنت أهواه ...
من ذالك اليوم ..وأنا أزور نفس المكان ..واتنكر بزي بائعة التفاح
لأقف عند ذلك الحوض
عله يعود يوماً
فهو يحب الماء ورائحته ...
من ذلك اليوم والأطفال في تلك الباحة ينتظرون بائعة التفاح
ومن ذلك اليوم وأنا أختار أجمل تفاحة لأهديها لابنته ...!!!
سأنتظره فقد يعود يوماً
زمن الصمت :25ar:
مواقع النشر (المفضلة)