::
عندما تحب وتحس إن من أحببتهم قد أصبحوا جزءً منك ..
ونالوا مكانه في قلبك فنلت حظوة في نفوسهم ..
يزعجهم غضبك .. فيحاولون تهدئتك ..
يشقيهم حزنك .. فيبادرون لإسعادك ..
يتغاضون عن أخطائك لعلمهم انك بشر تصيب مرة وتخطئ أخرى..
يفتحون لك النوافذ الأمل كلما أحسوا بتسرب اليأس إلى قلبك..
تغيب عن محياهم السعادة أن غبت أو فكرت بالبعد عنهم ..
يخجلك ترحيبهم لك كلما أقبلت عليهم ..
تتلاشى من نفوسهم حب الأنا فيؤثرونك عليها ..
اتسعت قلوبهم لك فإذا هم اليوم أكثر حبا وإخلاصا من الأمس ..
حملوا لك فيها أسمى وارق الذكريات متناسين ما قد لهم من ألم ..
- فهل يوجد أناس تنطبق عليهم تلك المواصفات وان وجدوا هل ستنصب لهم تمثالا تذكر فيه مزاياهم وصفاتهم أم ستقدم لهم حبا مقرونا بالصدق والإخلاص ؟
- وان كان مصيرك الابتعاد عنهم فهل ستظل تذكرهم حتى بعد فراقهم وهل هذا سيفيهم حقهم أو أن بعدهم سيكون كفيلا بنسيانهم ؟ وهل من الشرط أن يحصل كل من قدم مثل الإخوة على المقابل ؟
الإخوة الحقيقية تلك التي تترفع عن سفاسف الأمور التي تهتم بالباطن قبل الظاهر الإخوة تلك التي تحفظ الجميل فلا تنكره ذلك أن الناس يتفاوتون ويختلفون في حفظ المعروف وعدم نكرانه فان كان الشخص صاحب نفس أبيه مخلصة فانه سيبذل كل ما في وسعه لمجازاة كل من اخلص في حبه وبذل له كل الخير .. وان كان لا يحفظ المعروف فانه سيتنكر له ولصاحبه .
الأخ الحقيقي هو الذي لا تعميه زلاتك عن مزاياك ولا حسناتك عن واقع الأمور فيظن انك غير البشر وينزلك منزلا يسئ إليك وإليه في قادم الأيام كما لا تثنيه هذه الحسنات عن تنبيهك إلى أخطائك وهو الذي يعرف قدر هذه وتلك .. فانه لا يعرف الفضل لذوي الفضل ألا أهل الفضل .. والأخ الصديق .. هو الذي يحترم مواقفك ومشاعرك ونقاط ضعفك وأخطاءك .. الأخ الصديق هو الذي تحمله ويحملك وتعينه ويكون معك في ساعة العسر حتى لو لم تستطيع أنت الوقوف معه في محنته .. الأخ الصديق قطع نادر من الناس اليوم والبارحة وغدا فإذا ظفرت بمن يشبه هذا فاحرص على أن تمد حبال العلائق معه إلى يوم القيامة .
ولا اعتقد أن الأخ الحقيقي ذلك الذي يطلب مقابلا لتلك الإخوة التي نفعته فإلام والأب يقدمان لأبنائهما كل الحب والرعاية وقد لايحصلان على مقابل وهم أولى الناس برد الجميل فهل هما يفكران بالمقابل لأنهما ربيا الأبناء وقدما لهم كل الرعاية ؟ وبالطبع لا ذلك أنهما يفعلان ذلك من منطق الحب وان هؤلاء الأبناء هم جزء منهما فلا يطالبان بالمقابل على الرغم من عظم تضحية وجميل فعلهما فالأخ الحقيقي ينبغي التمسك به والحفاظ عليه لأنه أن مضى قد لا يعود ثانيه وقد صدق الفرزدق عندما قال :
يمضى أخوك فلا تلقى له خلقا
والمال بعد ذهاب المال مكتسب
فإياك إياك أن تفقده ..
منقولــ
ودمتم بخير
مواقع النشر (المفضلة)