بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقالاً للمبدع تركي الدخيل ....
أعجبني جداً فلم أرى بداً من نقله لكم ....
آمل أن يعجبكم كما أعجبني...
وتقبلوا مني التحية.....
وإليكم المقال........
قبل أيام سألني صديق عربي يعمل في الإعلام، بعد أن زار السعودية، فسجل ملاحظاته ودوّن مرئياته: لماذا تحبون الملك عبدالله بهذا الشكل؟!
استوقفني السؤال كثيراً، ووجدتني أتأمل أسباب هذا الحب الجارف يوماً بعد يوم وموقفاً بعد موقف.
الذين يعرفونه منذ زمن طويل يتحدثون عنه من خلال معرفتهم له لعقود، أما أنا فلا أعرفه جيداً، بحكم السن إلا قبل عقد، أو عقد ونصف، وكمراقب فقط، وبطبيعة الحال، فمعرفتي له خلال هذا الوقت لا تزيده، كما أن عدم معرفتي به - لأني كنت صغيراً في عمري - لا تنقصه.
أكتب اليوم في محاولة للإجابة على سؤال الصديق، الذي افتتحت به المقال، وأعظم ما يجعلني أجرؤ على الكتابة عن مليكي وقائدي، أني أعتقد أني أختار له أعظم الألقاب عندما أقول: عبدالله بن عبدالعزيز فقط، بما يعنيه اسمه فرداً واسم أبيه بعيداً عن التفخيم والمناصب التي تليق به بطبيعة الحال، كما أن ذكرها لا يزيده، وعدم ذكرها لا ينقصه.
هذا جزء من محبتنا للرجل الذي نُحس بأنه يتلمسنا ويشعر بنا، ويحاول ما استطاع أن يخفف من متاعب المرهقين، وأن يقلل من لأواء المجهدين من شعبه، فيما ثقته بنفسه، وقربه منا جعلاه يمنع تسميته بمولاي، وينهى عن تقبيل يده لأنه لا يريد لأحد أن يذل نفسه في تعبيره عن محبته له!
عندما كتبت عن دموع أبي ووالدي في المقال الماضي، لم أكن أتحدث عن دموع مصنوعة، والجميع يعرف بأن أعظم مميزات عبدالله بن عبدالعزيز أنه لا يزيف ردود أفعاله، بل يسكب عليها فضيلة الصدق، وفي الأثر: «الصدق منجاة»، ويصوغ تصرفاته بالقيمة الإنسانية، ولا شيء أعظم من الإنسانية.
لما نزل عبدالله بن عبدالعزيز إلى الأسواق، ليرى مصالح الناس، واختار أن يأكل معهم الهامبورجر تارة، والفول والتميس تارة أخرى، وأكلات أخرى تارة ثالثة، لم يكن يمارس توجيهات صناع التصرفات وخالقي الانطباعات في حملة علاقات عامة مصنوعة.
عندما زار والدي أبو متعب منازل الفقراء وأدلى بتصريحات تفيض صراحة، لم يخطط لحديثه ولا لأفعاله قبل شهور وسنوات، بل انتفض لما سمع بأن هناك من يعاني أزمة فامتثل لإحساسه الصادق.
لم تكن هذه التصرفات انتظاماً في حملات إعلامية ولا جولات تستهدف استعطاف الناس، ولا كانت ضمن إطار جهود شركات العلاقات العامة، وصناعة الرأي، وبناء التصورات الذهنية، والصور النمطية في أذهان الجماهير، وعقول المتلقين، بل كان يعبر عن امتداد حقيقي لمدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن مع مواكبة لمتغيرات العصر، وتزامن مع تطور الأحداث، فنزل إلى الناس، واستمع إلى النساء، ولاطف الصغار، وحن على الأطفال، وبكى لأبناء الشهداء...
وعندما استدعت الأحداث حزماً، واجه الإرهاب بقوة وإصرار وإقدام وشجاعة، وقرر أننا أمة لن تتنازل عن موروثها، مع أنها يجب أن تراجع نفسها، وتصحح أخطاءها، وتتجاوز أزماتها، لكن هذا لا يعني إلغاء قيمتها.
وفي الحالة التي استدعت تواصلاً مع العالم، اتجه شرقاً، وذهب غرباً، فتحدث عن همومنا، وخاطب زعماء العالم باستقلالية واعتدال، وعندما قابل قادة الجاليات المسلمة قال لهم قبل أكثر من خمس سنوات: إن مصلحتكم ومصلحة دينكم وأمتكم أن تكونوا جزءاً من أوطانكم، وأن لا تظهروا كمجموعات خارجة عن سياق منظومات دولكم، ولاءً وانتماءً، فتخسروا، وتوقعوا الدول التي تنتمون إليها في أزمات مواجهتكم.
لقد تنبه عبدالله بن عبدالعزيز، لمشكلة الانتماء والولاء، حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، عندما زار في جولة طويلة دول الشرق والغرب، تأكيداً لوعي في علاقات الدول بشعوبها، وتقدير انتماءاتهم وإن كانوا أقليات عرقية ودينية.
لذلك كان صديقٌ يعقب - قبل أيام - على مقال كتبته أكاديمية، انتقلت في كتاباتها، من روح الباحث الرصين، إلى نزق المعارض الكاره، فقال: «لو وضعت هذه السيدة نفسها مكان كل امرأة في المملكة العربية السعودية، لتمنت أن تقبل جبين عبدالله بن عبدالعزيز، كما هي أمنيتي الشخصية».
كل ذلك أيها السادة الكرام، لأن عبدالله بن عبدالعزيز، رجل صادق النوايا، ومخلص التوجه، نزيه اليد، عف اللسان، أحسبه كذلك، أنا، ونحواً من عشرين مليون سعودي، ولا نزكي على الله أحداً.
لذلك عندما سئلت عن رأيي في جملة أشخاص خلال لقاء تلفزيوني قبل أشهر عن عبدالله بن عبدالعزيز، قلت صادقاً والله يشهد: أنا واحد من عشرين مليون سعودي يحبونه، حفظه الله...
ودمت في حفظ الله ورعايته......
مواقع النشر (المفضلة)