سيخطف بصرك.. ذلك الشاب الوسيم ذو اللحية القصيرة المهذبة والقوام الرياضي والهندام الأنيق.. سترتاح عيناك لتلك الفيلا الفاخرة التي يتجول فيها.. وستلمس الشاعرية في عمله... هو مصور فوتوغرافي.. إذن لا شك أنك تتوقع ظهور فتاة جميلة هنا أو هناك لكي يكتمل هذا الفيديو كليب.. غير أن هذا الشاب سيدهشك بأنه سيغني أغنية دينية تمدح "المعلم" محمد صلى الله عليه وسلم.... وبالإنجليزية.
هكذا أدهش سامي يوسف مشاهدي الفضائيات العربية واستطاع أن يبدأ مشوار شهرته في العالم العربي.
من الغرب إلى الشرق
كانت شوارع القاهرة تمتلئ بلافتات إعلان ضخمة كلها تزف الخبر: "سامي يوسف في مصر"، وكان المدهش ذلك الإعلان المكتوب بالإنجليزية والذي يفترض أن قراءه لا شك يجيدونها بل ويعرفون صاحبها المغني البريطاني سامي يوسف ومن ثم ينتظرون قدومه. وكان من السهل على أي شاب مصري من طبقة غنية أو حتى متوسطة أن يقرأ الشعار على واجهة أكبر متاجر بيع شرائط الكاسيت والأسطوانات معلنا عن تواجد ألبوم سامي يوسف "المعلم" وعن برنامج حفلاته في مصر والتي أقيمت في أفخر فنادق القاهرة وقاربت أسعار تذاكرها أسعار تذاكر حفلات مشاهير الغناء العربي من أمثال عمرو دياب وكاظم الساهر!
وكان قد سبق الحفلات وواكبها مظاهر حضور مفاجئ وكثيف؛ فالتليفزيون المصري استضافه على قناته الأولى في أول ليالي رمضان في برنامجه "البيت بيتك" ليكون أول ضيوف البرنامج الجديد، كما امتلأت الصحف والمجلات المصرية والعربية بل والأجنبية بحوارات معه وتقارير مطولة عنه باعتباره "صوت المسلمين في أوربا"، حسبما قدمته هيئة الإذاعة البريطانية في حوارها معه.
ولكن قبل أن تبدأ الفضائيات العربية بث أغنيته المصورة الأولى "المعلم"، وقبل أن تملأ إعلانات ألبومه الأول الذي يحمل نفس الاسم شوارع العواصم العربية.. كان سامي يوسف الشاب المسلم بريطاني المولد ذو الأصول الأذربيجانية قد شق طريقه نحو الشهرة بين المسلمين في أوربا والولايات المتحدة وبدأت تتناوله الإذاعات والصحف الأجنبية كأحد مشاهير المسلمين في الغرب.
بدأ سامي يوسف رحلته مع الموسيقى منذ صغره حيث درس على يد أبيه -الشاعر والموسيقي- المقامات الشرقية، وأتيحت له بعد ذلك فرصة دراسة الموسيقى الغربية بالأكاديمية الملكية بلندن من خلال منحة لا تتاح إلا لصفوة من الموهوبين.
ونجح سامي يوسف في إصدار ألبومه الأول "المعلم" عام 2003 في أوربا الذي ضم عدة أغان دينية قام هو بكتابة كلماتها وتلحينها، وقبل الإعلان عن قدومه لمصر كان قد أحرز نجاحات كبيرة على مستوى العالم من خلال حفلات أحياها في بريطانيا وفرنسا والسويد وألمانيا والولايات المتحدة وكندا وماليزيا، ولكن جاءت مصر كمحطة غير عادية بالنسبة له فهي بوابة العالم العربي
مواقع النشر (المفضلة)