هذه الهمسة اهمسها الى كل نفس بشرية، رجلا كان او امرأة، عجوزا او شابا، لكل انساء على وجه البسيطة.. هذه الهمسة موجهة إلينا جميعا، وهي دعوة لتصحيح صورتنا امام انفسنا، قبل ان نصححها في اعين الناس.
فأنا لا يسعدني ان تكون صورتي في اعين الناس على ما يرام وهي ليست كذلك في عيني انا. وكل واحد منا ادرى بنفسه على حقيقها وما هو عليه من حسن او من قبح. فأنت ايها الانسان لا تعترف عن نفسك في ليل أو نهار، فاذا كانت تصرفاتك شائنة وغير مريحة وغير محتملة، خير لك ان تصحح من مواقفك وممارساتك سواء في السر او في العلن حتى تكون صورتك في عينك محترمة ومشرقة، فهذا وحده الذي يجعلك راضيا عن نفسك، وهو اهم شيء. فكلما كان الانسان سويا وتصرفاته طبيعية وتلقائية، كانت صورته في مرآة نفسه متطابقة مع صورته في اعين الناس.
اما من يظهر للناس شيئا يختلف عما في داخله فسوف يكون في حالة صراع داخلي دائم، وهذا ما يجعل تصرفاته متناقضة لانها مفتعلة وغير حقيقية، وسوف يكتشف الناس حقيقته في لحظة من اللحظات او مناسبة من المناسبات، فلن يستطيع خداع الناس او التمثيل عليهم الى ما لانهاية.
افضل شيء يا اخي الانسان ان لا تتظاهر بشيء ليس فيك فهذا هو السلام مع النفس.. اي السلام الداخلي، وهذا بالطبع ليس معناه ان لا تحاول التخلص من عيوبك ان وجدت في نفسك عيبا بل على كل انسان منا ان يتتبع عيوبه ويستأصلها واحدا تلو الآخر حتى يكون ظاهره كباطنه.. فتكون نفسه مطمئنة.. راضية.
مواقع النشر (المفضلة)