الغزل سلاح فتاك ... تنهار امامه حصون حواء
الغزل سلاح فتاك ... تنهار امامه حصون حواء
من المعروف منذ قديم الازل أن المرأة كائن حساس رقيق يهوى الغزل... سواء كانت فتاة ام زوجة، ومهما ارتقت من المناصب ومهما حصلت على الالقاب والنياشين وحتى اذا دخلت ساحات القتال يظل كامنا بداخلها هذا الكائن الرقيق الذى ينتظر سماع كلمة اطراء من الجنس الآخر، فهى تحب دائما أن يغازلها الرجل.
ويقولون فى بعض الكتابات أن الجنس البشرى انما حرم من الجنة لأن ابانا آدم لم يكن لديه الوقت الكافى لمغازلة حواء، فذهبت حواء تبحث عن عزاء وتتلمس من يهمس فى أذنها بكلمة تشعرها بأنوثتها. وفعلا سمعت حواء هذه الهمسة ذات يوم من ابليس...!
وبالفعل ضعفت أمام الهمسات، وأصبحت مطيعة مستعدة لكل ما يطلبه منها هذا الذى يهمس فى أذنها: أنت جميلة. ولم تعد حواء تطيع زوجها آدم، فلقد أكد عليها الا تقرب شجرة معينة فى الجنة الا أن تأثير الآخر الذى أطرب آذانها بأرق الكلمات كان أقوى من أوامر زوجها، فاقتربت من الشجرة وطردت مع زوجها من الجنة، ولو أن آدم كان قد منح حواء دقائق من وقته ليسمعها كلمات الغزل لعاش أحفاده الى اليوم فى الجنة.
وعلى الرغم من أن ابينا آدم كان متشددا فى هذه النقطة أو لعله كان يرى انها مسألة غير هامة ولا تستدعى أن ينشغل بها، الا أن بعض ابنائه اليوم نسوا هذه التقاليد المتشددة وأصبحوا يتقنون كلمات الغزل ويتفننون فى اختراع المزيد منها يوما بعد يوم.
أما بنات حواء فكلهن حريصات على تقاليد أمهن حواء فى سماع كلمات الغزل، ومازال الذى يملك أسلوبا اخاذا فى الغزل هو الذى يستطيع أن يملك قلب حواء وعقلها فى أحيان أخرى.
والغزل.. هذا السلاح الذى يملكه الرجل وينسف به كل حصون المرأة بلا أدنى مقاومة.. هذا الغزل فن قديم جدا، ولكنه تطور مع تطورات الحياة وظهور التكنولوجيا. وقد وجد أن هناك أربعة أنواع من الغزل يملكها الرجل ولم يضيف اليها خلال العشرين قرنا الاخيرة نوعا واحدا جديدا، وكل ما حدث أنه قد حسن من هذه الانواع وطور فيها بما يتوافق ويتلاءم مع تطورات العصر الذى يعيش فيه.
وأول أنواع الغزل والمتربع على عرشه هو "الكلام"، سواء كان شعرا أو نثرا، والرجل الناجح هو الذى يستطيع أن يهمس فى الوقت المناسب الى نصفه الآخر بكلمة رقيقة يشعرها من خلالها أنها كل ما يملكه فى الحياة. ولهذه الكلمات سحر لا يقاوم ، تقال أحيانا فى خطاب طويل وأحيانا فى أغنية وأحيانا أخرى فى قصيدة شعرية تقطعها التنهدات.
على أن هذا النوع الذى يعتبر أقدم أنواع الغزل قد تطور فى العصر الذى نعيش فيه تطورا ملحوظا فأصبح هناك بالاضافة الى القصائد والخطابات التى اصبحت عملة نادرة الوجود الآن، الانترنت والايميل والرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة.
ورجل القرن الواحد والعشرين لم يعد مطالبا بأن يتكلم هو.. وانما مطالب بأن يستمع الى كلام المرأة، فالرجل الناجح هو الذى يتقن فن الاصغاء، وهو الذى يستطيع أن يجعل المرأة تتحدث عن نفسها، عن جمالها، وخفتها، وفضائلها، واعجاب الناس بها.. ويقولون أن المقياس المعتدل للرجل الذى يجيد هذا النوع من فنون الغزل هو أن يقول كلمة ويسمع كلمة، أو أن يتحدث خمس دقائق ويترك المرأة تتحدث ساعة الا خمس دقائق..
واذا لم يكن الرجل قوى الاعصاب الى هذا الحد فعليه أن يبتعد عن هذا النوع من أنواع الغزل، والا خسر زوجته وفقد كل أمل فى العثور على شريكة الحياة.
وعلى الرجل الذى يحب أن يستأثر بالحديث، أو الذى يؤمن بالمساواة و تكافؤ الفرص فى الثرثرة أن يتقن النوع الثانى من أنواع الغزل.
والنوع الثانى قديم جدا هو الآخر.. فالمرأة فى تاريخها الاجتماعى عاشت دائما تحتاج الى حماية وهى تؤمن فى أعماقها بأن انسب رجل لها هو أشجع رجل. وقديما كانت الفتيات يحلمن بالفارس المغوار الذى يقبل على حصان أشهب ليختطف فتاته وينطلق بها الى أرض الاحلام.
وأنت طبعا لا تملك حصانا أشهب ولا أسود، ورجل القرن الواحد والعشرين لا يستطيع أن يصنع هذا ولكنه يستطيع أن يمتلك سيارة.. ففتاة هذا القرن قد تطورت أحلامها هى الاخرى، فأصبحت لاتحلم بفارس ولا بحصان وانما تلخص حلمها فى رجل أنيق وسيارة. فالزوجات والخطيبات فى هذا الزمان يضقن ذرعا بالخروج فى زحام المواصلات، فزحام المواصلات لا يسمح لفتاة أو لسيدة بالحفاظ على أناقتها.. وفى نفس الوقت لا نكاد نجد زوجة أو مخطوبة تحب ركوب التاكسى. فاحذر أن تحل مشكلتك عن طريق التاكسى اذا كنت على أبواب الزواج فتصاب خطيبتك بخيبة الامل، واذا كنت متزوجا فستعتقد زوجتك أنك مسرف تأخذ مصروف البيت لتصرفه على التاكسيات، وستعتقد زوجتك أنك لو وفرت ما تنفقه على التاكسيات فمن الممكن أن تشترى به سيارة.
فاذا لم تستطع أن تحقق للفتاة التى ترتبط بها هذا المطلب فخير لك أن تستغنى عن هذا النوع لتفكر بالنوع الثالث الذى ستلجأ اليه عندما لا تستطيع أن تتبع الطريقتين الاولى والثانية.
وكلنا يعرف أن المرأة تحب الخلاء، وقد شهد تاريخ الغرام أكبر مغامراته فى الاماكن الخلوية، والمرأة تصبح فى الخلاء صافية الذهن، منطلقة ورقيقة. ولهذا يجب على الرجل أن يصحب امرأته على الاقل مرة كل شهر الى الخلاء، فى الحدائق أو على شاطىء البحر، ومهما كانت مشقة الطريق فيجب عليك تحملها، وتحاول أن تخلق لنفسك وقت فراغ تأخذ فيه نصفك الآخر الى مكان بعيد عن الزحام وعن جو العمل والمشاحنات الذى تعيش فيه ليل نهار وتشاركك فيه امرأتك وأحيانا تخفف عنك، هذا اليوم سيجعل لحياتك بهجة ويشعر امرأتك بالتجدد وربما دفعها ذلك لتغفر لك الكثير من الاخطاء.
هذه هى الانواع الثلاثة للغزل.. أما النوع الرابع فهو عنيف بعض الشىء، وهو ليس صالحا لكل النساء، فهناك امرأة لا تخضع لكل أنواع الغزل السابقة، وهى امرأة من نوع خاص وستعبد الرجل الذى يشعرها برجولته عن طريق عنفه. فكما يقولون أن قليلا من الملح يصلح المعدة، فهذه المرأة تؤمن بهذا النوع من الغزل العنيف الذى يشعرها بأن رجلها قوى لايستطيع أن يهزمه أحد.
واذا لم تصلح كل هذه الطرق... فعلى الرجل أن يبحث جيدا عما يسعد حوائه، وأن يبحث جيدا عما يحيط بها، فربما كان هناك ابليس جديد يختفى وراء شجرة ويغريها بأشياء كثيرة لطردها من جنة آدم
ارجوا ان ينال اعجابكم
مواقع النشر (المفضلة)