كل يوم يمر و الاجيال في صراع ، و هناك ثورة خفية ، يمارسها الجيل الشاب ، على الجيل الذي يسبقه و الامر حالة صحية طبيعية ، تفرضها قوانين التطور العلمي و التكنولوجي المتسارعة ، لكن ان يلغي الجيل الجديد آباءه و اجداده بحجة التخلف فهنا مكمن الخطر فالجيل الجديد اليوم جيل ضائع على الاغلب ، لا يعرف ماذا يريد لانه يريد ان يمتلك كل شيء
و دونما عناء شعاره تقليد الآخر الغربي دون بصر او بصيرة ، تقليد الاعمى في كل شيء في المأكل و المشرب و الملبس و المسكن حتى ان مثقفينا صاروا يضمنون في كتاباتهم اسماء لأعلام اجانب ، و يتبنون نظرياتهم و يزينون صدورمؤلفاتهم بكلماتهم كي تدل تلك على سعة اطلاعهم فأصبح التقليد حمى العصر لنبدأ من كأس العالم و حماها المجنونة في بيوتنا و شوارعنا انظر لأعلام الدول الغربية ترفرف فوق سطوح منازلنا و على جدران ( بلاكينينا ) لأننا نعيش رياضتنا كمشجعين لألمانيا و البرازيل و الولايات المتحدة و اسبانيا لا منافسين لها فإذا لم تكن انت من مشجعي فريق برشلونة او ريال مدريد فأنت بنظرهم متخلف او متآمر و لا يحق لك ان تقف على الحياد و يجب عليك ان تعرف كل انواع القصات و تترك للحلاقين ان يمارسوا على شعرك كل هواياتهم الرياضية حتى و لو كنت اصلع ، ف ( البانكي و الفرزاتجي ، و الكاريه ) اصبحت قصات قديمة لأن الموضة الآن قصة ( الفريزة ) اما الوشم الذي كان آباؤنا يزينون به سواعدهم بسيف او آية كريمة او نقطة البكار على انوفهم فقد تطور الى صورة افعى تحت الأذن ، او عقرب على الوجه او ديك فرنسي على الظهر و البعض نقش العلم الامريكي على كفه كي يمارس هواية البطش متيمناً بهم و اصبحت البنات بعد تجديل الشعر او تسبيله ينفقن آلاف الليرات كي يجعدن الشعر و يتشبهن بالفتاة الافريقية التي جادت عليها الغابات بكل صبغة طبيعية و تغيرت مقاييس الانوثة في لبس البنطلون من ( البرمودا الى السنتكور ثم البنتكور ) والاجمل من ذلك عودة الخلخال الى الكعبين و تزينت الصدور بتعويذات فرعونية او بصور جماجم الاموات او بشعارات الماسونية و الصهيونية و اصبحت مقاييس الفروسية عند البنات ان يكون الشاب في الدرجة الاولى مدخناً للسيجار أو النرجيلة ، و يعرف شتى انواع الرقص الخلاعي ، و يحفظ اسماء المطربين و ان يتشبه بمايكل جاكسون و ان يعرف التشفيط على الدراجة النارية بين الحواري و يردف وراء ه مشجعين له يحمون ظهره و اقلها ان يعرف لعبة الورق و اسرارها ثم يأتي المحمول و أجياله العصرية من ( المملكة الى الفيصلي الى الباندا و فرخها ثم الدمعة و الزعيم ثم الشيطان الرجيم الى ( الأعور الدجال )و هو يملك ميزة البلوتوث التي لها قدرة على استحضار الارواح و تقريب البعيد و كشف المستور و الأهم من ذلك طريقته العجيبة في ارسال الرسائل الجنسية المصورة و اذا اردت ان تصبح غنياً بسرعة ما عليك إلا ان تفتح مقهى للشباب ومرقصاً ليلياً كي يرتادهما العاطلون عن العمل و ما أكثرهم فهل جربت ان تكون من جيل البلوتوث ؟
مواقع النشر (المفضلة)