الإخلاص
حقيقة الإخلاص:
هو تحقيق التوحيد كله لله بحيث لا يكون العبد ملتفتاً إلي غير الله ,ولا ناظراً على ما سواه ,لا حباً له ولا خوفا منه ,ولا رجاء له ,بل يكون القلب فارغا من المخلوقات ,خاليا منها لا ينظر إليها إلا بنور الله فبالحق يسمع ,وبالحق يبصر ,وبالحق يبطش ,وبالحق يمشي ,فيحب منها مايحبه لله ويبغض منها مايبغضه الله ,ويوالي منها ما والاه الله,ويعادي منها ما عاداه الله ,ويخاف الله ,ولا يخافها في الله ,ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله ,فهذا هو القلب السليم والحنيف الموحد والمسلم المؤمن العارف المحقق الموحد بمعرفة الأنبياء والمرسلين وبحقيقتهم وتوحيدهم
قال تعالى"وما أمروا الاليعبدوا الله مخلصين له الدين"
واخلاص الدين هو أصل دين الاسلام
ولذلك ذم الرياء قال تعالى "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يرآءون ويمنعون الماعون"
وقوله تعالى "وإذا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا "
والمخلص:هو الذي لايبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل ,ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله .
والإنسان لايترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه, ولذلك كان من أعظم أسباب عبودية القلب لغير الله تعلقه بغيره ,و إعراضه عن الله عز وجل .
كيف نحقق الاخلاص؟؟
- إن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شئ قط أحلى من ذلك ,ولا ألذ ,ولا أطيب ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له ,تغلبه نفسه على إتباع هواها ,فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه , انقهر له هواه بلا علاج .
- وكلما حقق العبد الإخلاص خرج من قلبه تأله مايهواه ,وتصرف عنه المعاصي والذنوب .
- كما قال تعالى"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين "
وهؤلاء هم الذين قال فيهم " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"
- لايجتمع الإخلاص في القلب ومحبة الثناء, والمدح , والطمع فيما عند الناس
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص ,فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فأزهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد سهل عليك الإخلاص .
وذبح الطمع يسهله عليك علمك يقينا انه ليس من شئ يطمع فيه ألا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه
وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك انه ليس أحد ينفع مدحه ويزين , ويضره ذمه ويشين إلا الله وحده ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين.
قال تعالى"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون"
ـ أخيراً اعلم يقيناً أن كل خير أصله بتوفيق الله للعبد ,وهو بيد الله لا بيد العبد ومفتاحه الدعاء فمتى اعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك ,يكون توفيقه سبحانه وإعانته
."ربي أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ًترضاه لي وأدخلني برحمتك في عبادك الصاحين "
"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة امري, واصلح لي دنياي التي فيها معاشي,وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ,واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ,واجعل الموت راحة لي من كل شر"
مع تحياتي
:mnb6: قطوة
مواقع النشر (المفضلة)