الحياة لا تخلو من الخلافات أو إن شئت قلت المشاكل بين طرفٍ وطرفٍ آخر وربما تكون على حفنة من المال سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو بين الأسرة الواحدة المكونة من الاب والأم ينتج عنها المقاطعة لسنوات أو إلى الأبد وتشتت الأسرة وتتباعد عن بعضها البعض وتفترق القلوب والشعوب وهذا يعود إلى سوء التفاهم فيما بين الطرفين والا لم تكن تلك الخلافات. فالحوار بين شخصين أو أكثر هو العلاج الوحيد لحل النزاعات والخلافات بين الطرفين ا ذا اجاد الإنسان الحوار والتحدث مع الآخرين ووصل بالطرفين إلى درجة الاقناع فيما بينهما. الحوار ليس مقتصراً على شخص دون غيره وإنما يشمل الصغير والكبير سواء ذكراً أو أنثى ولكن هناك ضوابط للحوار يجب ان يعرفها الإنسان الذي يريد ان يدخل حواراً مع الآخرين حتى يصل بهم إلى درجة الاقناع أو القناعة ان صح المعنى .. من هذه الضوابط. ان يكون الشخص المحاور واثقاً من نفسه ومصغياً أذنيه للمتحدث وأن يكون لديه الجرأة على التحدث مع الآخرين لتنمو قدراته الذهنية لتظهر عنده سرعة البديهية والقدرة على الاستدلال والربط بين أفكاره وأن يكون حديثه مع الآخرين بهدوء حتى لا تحدث النزاعات والبلبلة وتعم الفوضى ويخرج الطرفان من القضية بدون نتيجة مثمرة وقناعة كافية. أيضاً من ضوابط الحوار تقبل آراء الآخرين ولو كانت مخالفة بحيث يعود بعد خلافه إلى الرأي السليم. هناك من الناس من أكرمه الله بكل معاني الحوار وضوابطه دون الرجوع إلى كتب ليكتسب منها طريقة الحوار مع الآخرين فهو يجيد الحوار معهم إلى ان يصل بهم إلى حل للقضية التي تنازع الطرفان عليها ومن اجلها قام الحوار.
وهناك من تراه يفتقد طريقة الحوار ولا يجيدها ولا يحاول أن يكتسبها من غيره أو يتعلمها من كتيبات وانما شغله الشاغل اثارة الفتنة واشعال نارها بين الناس متناسياً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ايقظ الفتنة النائمة).
الخلاف في الأغلبية يكون بسيطاً ابتداء من الأسرة الواحدة وصولاً إلى المجتمع والشعوب ويسهل حل تلك الخلافات البسطية ولكن هناك شياطين الانس نعوذ بالله من شرهم وشر أعمالهم يجعلون للقضية الخلافية بين الناس حجماً كبيراً ويسولونها بطرق ملتوية معقدة لا يمكن حلها والوصول بها إلى نتيجة ترضي الطرفين حتى يراها الإنسان في نظره انها مستعصية الحلول السلمية بين الطرفين وكل هذه خزعبلات وألاعيب من ألاعيب الشياطين. ليس لها قابلية عند من يجيد الحوار مع الآخرين لأن لديه القناعة الذاتية التي تمكنه من التغلب على الخلافات والمنازعات فيما بين الآخرين ويجمع بينهما في محبة وود وتآخٍ وصفاء للنفوس.
مواقع النشر (المفضلة)