في ثانوية البنات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهدي هذا الموضوع لأختي الروح البيضاء مشرفتنا بهية كما تحب أن تسمي نفسها ,,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ثانوية الظهران للبنات
وعند الساعة التاسعة صباحا
وجميع الطالبات يقضون فسحتهم من بعد ثلاث حصص دراسية
ارتفع صوت منال الموجه لغادة ..
غادة رجاءاً كفي عن هذه القضية فعقلي يرفض تصديقها
غادة وهي تحاول أن تنقذ منال من هذا التفكير ..
منال يا عزيزتي بل هم يكيدون لكِ أنتِ خاصة وأنا معك وجميع أخواتنا المسلمات
منال وبسخرية
يا غادة يا حبيبتي أتعتقدين أن الغرب بحضارته وبرقيه يعقد الإجتماعات من أجلي ومن أجلك ومن أجل أن يفكك أسرتنا
قولي غير هذا فلن أصدق ..
غادة تشعر أن سحاب المزن قد حضر لها وهي ترى بهية قد عادت للفصل من جديد
بهية هل نأخذ من وقتك القليل
تتقدم لهم بهية والنور يشع من وجهها
السلام عليكم .. أهلا منال أهلا غادة لما أنتما هنا
منال وبإصرار
أرجوك غادة قد أخبرتك أنني لست مقتنعة بما تقولونه وحتى لو تحدثت بهية
بهية مستغربة
ماذا يجري أخبراني
غادة تجمع الكلمات كي تبدأ الحديث
حسنا ٍأخبرك يا بهية ولكن استمعي لما سأقوله وأنتِ أيضا يا منال استمعي ..
منذ فترة ونحن نسمع عن العولمة عن الشرق الأوسط الكبير عن القرية الكونية ومهما اختلفت الأسماء فالهدف واحد وهو هدم الإسلام وهدم الأسرة المسلمة التي أوصى الإسلام بالحفاظ عليها والتي عجز الغرب أن يحافظ عليه رغم حضارته وجبروته .. ونقع نحن أنا وأنتِ وأنتِ وجميع الفتيات في مركز الدائرة أي أن المستهدف الأساسي هي المرأة في الأسرة لذا تقام المؤتمرات والاجتماعات كي يخطط لضياع الهوية الإسلامية من هذه المرأة وأن تضيع أخلاقها وأن تنشغل بالعولمة والتحرر
وربي لقد صدق الشاعر عندما قال
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيبا الأعراق
فإن أعددنا هذه المرأة بتربية إسلامية كان العرق والنسل طيبا مباركا وإن ضاعت هذه المرأة كان النسل خبيثا لا أصل له
ولكي تصدقيني يا منال لتعلمي أن هنالك مؤتمرا عقد 1978 في كلورادو
ونوقش فيه أربعين بحثا لتنصير المسلمين وكانت المراة والأسرة المسلمتان مقدمة هذه النقاشات وذلك لجهل بعض النساء بدينهن وعدم حصولهن على حقوقهن كاملة كما منحها لهن الإسلام فضلاً عن سوء فهم بعض الرجال والمجتمعات لموقف الإسلام من المرأة ومن ثم معاملتها بدونية فكانت هذه الظروف مناخًا مهيئًا لتغلغل الفكر العلماني في نسيج الأسرة المسلمة عبر عدة طرق منها :
1- تمويل بعض الجمعيات النسائية الأهلية كي تكون بؤرة فسادا تدعوا لما يريده الغرب للإسلام
2- الضغوط الاقتصادية لكي نقوم بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالمرأة ومن هذه القرارات اباحة الشذوذ والجنس ورفع سن الزواج والدعوة للجنس
3- جعل المراة وسيلة تسويقية لكثير من المنتجات وجعلها العنصر المهم في الأغاني والعري
قاطعتها بهية وواضح أن لديها الكثير لتقوله
أتعلمين صحيح ما قلتي حتى الآن وخاصة في بث الفكر العلماني ففي النقطة الثانية والثالثة طرحتي قضيتان مرتبطتان جدا فيكفي أن نجد من ينادي بأن التدين عبارة عن تراث قديم لا تتمسك به إلا الفتاة الفقيرة وغير ذلك ما تطبع في أذهان البعض على أن الزوجية والأمومة أنهما من أسباب قهر المرأة وأن العمل المنزلي جهد غير مربح من خلال هذا كله وغيره وصل إلى المرأة مفهوم مغلوط عن الحرية يجعلها تقبل أن تكون سلعة بل وتسعى إليها
ارتفع صوت منال من جديد تريد ان تنهي كل هذا الحوار
رجاءا استمعوا لما سأقوله وكفى من هذا الترديد الغير مقنع
نعم هنالك المتحررين الذين يرمون الدين وراء ظهورهم كالعلمانيين وأيضا هنالك المتشديين
ونحن بينهم وسوف نتمزق لأشلاء إن كنا لعبة بين أيديهم فهؤلاء يريدوننا عراة نمشي على الأرض ولا أعلم كيف يرضون هذا على أهلهم والمتشددين يعتبرون المرأة تابعة للرجل مجردة من الحقوق لا تتمتع بشرف المشاركة في تنمية وإصلاح مجتمعها
بل وللأسف هنالك مقولة تقول
إن المرأة لا تخرج إلا ثلاث مرات طوال حياتها: من رحم أمها وإلى بيت زوجها ثم إلى القبر
لكني لا أريد لا رأي بني علمان ولا رأي المتشددين
أريد الإسلام أريد ما جاء به حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم
أريد أن أحيا عزيزة مكرمة وأن أعرف حقوقي وواجباتي كاملة
لا أن تصادر ولا أن يأتي من ينادي بأن أكون كالحيوان بلا عقل ولا شرع
أريد الإسلام الذي يجمع بين احترام خصوصية المرأة كأنثى والاحتفاء بها كإنسان في الوقت نفسه
وضعت بهية يدها على يد منال وقالت
يا حبيبتي الجميع يريد ما تريدينه
ونحن جميعا نريد أن نأخذ حقوقنا التي أجازها الإسلام لنا وأن نكون الجواهر التي يحافظ عليها إخواننا وآبائنا
أتعلمين ما خسرناه من دخول هؤلاء المنافقين بني علمان لصفوفنا
الا ترون أن هنالك فجوة في الأٍسرة المسلمة وبين الصورة التي يرتضيها الإسلام لهذه الأٍسرة
وذلك بسبب تسرب قيم العلمانيين إلى صميم الأسرة ولعل أبرز ملامحها هي :
1- التفكك الأسري
2- اللهم نفسي نفسي فكل فرد يعيش لنفسه لا لأسرته
3- شيوع العقوق
4- اختلال معايير الأبوة والأمومة فلو لاحظتم أن كثير من الآباء اختزل مفهوم الأب إلى إنفاق بالمال فقط فلم نجد ذلك المربي في حياة الابن والفتاة وفوق هذا غاب الدور المعنوي للأبناء أما الأمهات فأصبحوا يرون أن في فعلهم وتربيتهم لأبنائهم مهام غير مربحة وفوق هذا تعب وإرهاق وأن الوقت التي تنفقه على تربية أبنائها سيضيع سدى
5- لا أحد يعرف من جاره
6- انتشار الجريمة الأسرية والاعتداءات الجنسية
7- بث روح الكسل في صميم الأسرة عن طريق مسابقات ربحية كمسابقات المليون او اتصل واربح والتفكير في تحقيق الثراء من دون أي جهد
8- الفهم الخاطئ للحرية فالإسلام أكرم المرأة وأعطاها حقوقها وفق حدود اقتضاها التشريع الإلهي لكن بني علمان يسعون لحرية فوضوية لا حدود لها ولا قوانين يريدون أن تكون المرأة جنسية لا تفكر الا بنفسها وبإمتاع هذا الجسد وتجدون هذا عندما نستمع لمن يدافع عن الشذوذ او العلاقات المحرمة
9- اعتبار الاستقامة بدين الله قيد وتكبيل فكثير من الآباء والأمهات أصبحوا يعتبرون اتجاه أبنائهم نحو التدين قتلاً لفرصهم في العمل والحياة مما جعل الدين يتحول إلى مجرد طقوس تعبدية لا انعكاس لها على سلوك الفرد وأخلاقه وهذا هو صلب أهداف العولمة تنحية الدين عن الحياة وفصله عن تفاعلات الحياة اليومية وحبسه في دور العبادة
ومن هنا يتضح لنا أن العولمة لا تقتصر على تعميم القيم الاقتصادية وأنظمتها بل إنها أخذت فعلاً تعمم القيم الثقافية التي تكوّن لب حياة المجتمع وبخاصة القيم الأخلاقية
والثقافة التي تملك وسائل الاتصال القوية ووسائل صناعة الثقافة والرقابة عليها هي التي أخذت تهيمن اليوم عن طريق القنوات الفضائية والإنترنت
مما يؤدي إلى تهيمن قيم أخلاقية وثقافية معينة
وخاصة على الأطفال الذين لم تتكون لديهم ملكة النقد أو الحصانة بالشرع فيقعون فريسة سهلة لما يعرض عليهم من صور مؤثرة وأغان ورق، وغيرها من أنماط الاستهلاك عن طريق الإعلانات المكررة والصور الجميلة المؤثرة والرسوم المتحركة مما يؤثر تأثيرًا واضحًا على المعتقدات والقيم
وربما يؤدي هذا كله إلى ردة فعل سلبية لدينا فهدم الأسرة والتركيز على المرأة ربما سيعيد لنا أيام الجاهلية الأولى كتقاليد قديمة لا يبيحها الإسلام وإلى العصبية القبلية وربما للقتل والتطهير العرقي
انتهت بهية وفي عيني منال الذهول من كل ما سمعته فجميع ما ذكرته بهيه واقع في مجتمعها
سرت غادة بوجود بهية وسرت بهية أن تجد في عيني منال مراجعة الحسابات
لكن
هل تتوقعون أن منال اقتنعت أن هنالك من يكيد للأسرة المسلمة وللمرأة بالتحديد أم لا
أترك لكم المايكروفون
أخوكم
مواقع النشر (المفضلة)