الحمار وأم عمرو !!!
دخل الجاحظ على أحد المعلمين إليه ، وإذا به جالسا كئيبا ، فقلت عظم الله أجرك " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " "كل نفس ذائقة الموت " فعليك بالصبر !
ثم قلت له : هذا الذي توفي ولدك ؟
قال : لا
قلت :والدك؟
قال : لا
قلت زوجك ؟
قال : لا ،
قلت فأخوك قال :لا ،
فقلت : وما هو منك ؟
قال حبيبتي !!
فقلت : سبحان الله ، النساء كثير ، وستجد غيرها ،
فقال : أتظن أني رأيتها ؟
قلت : وكيف عشقت من لم تر ؟
فقال : اعلم أني كنت جالسا في هذا المكان ، وأنا أنظر من النافذة إذ رأيت رجلا عليه بُرد وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ً *** ردّي فـــــؤادي أينــما كانـا
لا تأخذيــن فؤادي تلعبــين به *** وكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي : لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا منها ما قيل فيها هذا الشعر ، فعشقتُها .
فلما كان منذ يومين مر ذالك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو *** فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمتُ أنها ماتت ! فحزنت ُ عليها وأغلقتُ المكتب وجلست في الدار.
مواقع النشر (المفضلة)