الطريق لعلاج الإسراف يتمثل في ما يأتي:
* التفكر في الآثار والعواقب المترتبة على الإسراف: وقد ذكرناها من قبل.
* الحزم مع النفس: بإلزامها طريق الله لا تحيد عنه.
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
* دوام النظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم:
- روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه”.
- تحكي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - لابن أختها عروة بن الزبير:
“إنا كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.
قال عروة: فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء!
- قال صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين-: “المؤمن يأكل في معْي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء”.
ذلك ان المؤمن يتناول دون شبعه، ويؤثر على نفسه، ويبقى من زاده لغيره، فيقنعه ما أكل.
وكلنا يعرف ذلك الضيف الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يك مسلماً، فقدم له حلاب سبع شياة فشربها، ثم اصبح وقد أسلم، فقدم له المصطفى صلى الله عليه وسلم حلاب شاة واحدة، فلم يستتمه.
- كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أُدم، وحشوه من ليف. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: “اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً”.
وصدق الله العظيم: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (النساء: 69).
* دوام النظر في سيرة سلف هذه الأمة من الصحابة والمجاهدين والعلماء العاملين:
- دخل عمر بن الخطاب على ابنه عبدالله - رضي الله عنهما - فرأى عنده لحماً، فقال له: ما هذا اللحم؟ قال: اشتهيته. قال: أوكلما اشتهيت شيئاً أكلته؟! كفى بالمرء سرفاً أن يأكل كل ما اشتهاه.
- أتى سلمان أبا بكر- رضي الله عنهما - في مرض موته، فقال: أوصني:
قال أبو بكر: إن الله فاتح عليكم الدنيا، فلا يأخذن منها أحد إلا بلاغاً.
- كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وهو على الكوفة يستأذن في بناء بيت يسكنه، فوقّع: ابن ما يسترك من الشمس، ويكنّك من الغيث، فإن الدار دار بلغة.
- حكى ميمون ان رجلاً من بني عبدالله بن عمر استكساه إزاراً قائلاً:
قد تخرق إزاري، فقا له عبدالله: اقطع إزارك ثم اكتسه، فكره الفتى ذلك، فقال له: ويحك، اتق الله. لا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله تعالى في بطونهم وعلى ظهورهم.
مواقع النشر (المفضلة)