تأملات في لحظه
مهلا ايها التفكير الصامت المتمرد بداخلي المتاجج في اعماقي كالبراكين في اعماق
الارض كالامواج العاتية في اعماق البحار
كالصخر الجلمود في قمم الجبال لا لا لا تحاول الاندفاع الى خارجي
ففي خارجي الطوفان والصواعق والرعد والبرق والضوضاء والصخب وانت الصامت
الاخرص الابكم تعتمد الاشارة وهم لا يرون ومثلك لا يسمعون وان سمعو لا يفقهون
وان رءو لا يعتبرون وان وعظوا لا يتعظون
لقد رءوا ورءوا ولم يراو شيئا
وسمعو وسمعو وسمعو ولم يسمعوا شيئا
ووعظوا ووعظوا ولم يتعظوا شيئا
وانا ايضا مثلهم
اضعف سمعنا الصخب واضعف رايتنا الضبب
فالضبب كتيف وكتيف جدا والصخب كتير وكتير جدا والبرق يضئ ويمضي ثم يعود
والصواعق متلاحقة
والرعد يسمع من بعيد وسفينة نوح لم يركبها احد بعد وليتهم ركبو وليتنى ناديتهم باعلى
صوتى ان كان لي بقية صوت
فيا عقلاء الخلق هلموا فالطوفان قادم وسفينتنا في خطر
السفينة السفينة ان ضاعت السفينة فلن يبقى لنا امل في النجاة
مهلا ايها التفكير المتدافع لم تجد لك مكانا غيري فانك قوي لانك وجدت اعماقا تغور
فيها
رويدك لا تستفزني كى اخرجك فلن اخرجك لتموت بخارجي ولكني احتفظ بك لتحيا
بداخلي
رويدك قد ياتي الفرج من جديد ويؤدن لامى موسى ان تلد...........
ويفعل بفراعنة زماننا ما فعل بفرعون زمانه
ويمن الله على المستضعفين ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين ويمكن لهم في الارض
رويدك ان مع العسر يسرا
ان مع العسر يسرا
قد تنجلي الغمة وقد تنتصر الامة ويخسء الشامتون
ويخيب المبطلون ويندحر المغتصبون
هناك تولد مريم وتتزوج خديجة محمدا وتسقط الاصنام ويؤذن بلالنا من جديد
عفوا انه يؤذن لكنه في المعتقل اقصد يطلق صراحه ليؤذن حرا ليسمع صوته المجلجل
كل مريب للصلاة انه مذكروالذكرى تنفع الؤمنين
اما الذين لا يريدون وحواسهم متبلدة جامدة وميتة وما بالك قد تحيا ان اراد الله ذلك
عفوا اردت انها لم تستوعب النداء ولم تتنبه من المنادي ومن المنادى عليه
حقا انها الغفلة ويا خيبة من الهته الغفلة حتى رحل الركب ودخل كل دى بيت بيته واغلق
عليه بما فيه يومئذ لا ينفع الا الزاد المدخر وتربح تجارة وتخسر اخرى وتكشف الحقائق
ويبطل المبطلون فيا فرحة من استيقض فوجد نفسه على طهارة ويا خيبة من نام متنجسا
فستيقض كذلك
حجبا لمن كان نائما يظن انه مستيقض وعجبا لمن كان ميتا يظن انه حي ولما حقت
الحقيقة وازفت الازفة وجد انه كان يتخيل واليوم جاء الحق وذهب الخيال
هيا عد الى رشدك قبل ان يصلك ما وصل من سبقك وتنبه فان الاتي قريب والركب سار
ونحن سائرون وراءه والطريق شاق والزاد قليل والعودة غير ممكنة وعند نهاية الطريق
يعين لكل مكانه الجديد الذى سيستقر فيه الى الابد وهناك تاتى اما واما لتاخد كل منهما
حظها ونصيبها من هذا الحشد الكبير فلم ينفع ملك كسرى ولا مال قارون ولا الذكاء ولا
الذهاء ولم تضر القلة ولا البلادة ولكنها موازين اخرى تقلت فربح اهلها وخفت فخاب
اهلها
صاحي اذا نظرت فانظر من موطئ قدمك الى موضع مستقرك واعلم انك مؤتمن فادي
الى كل ذى امانة امانته وان لم تستطع فستسمحه حتى يسمح ولا تغتر بنصح من ذي شطط
وليكن عقلك مصباحك فاحسن استعماله وطهر زيته ونظف زجاجته ولا تهمله دون عقل
فالعقل عقل ما عقل
والوحي رسالة وتنزيل والعمل ما جرب واستعمل ففطن لكل ذي موقع موقعه وقدر لكل
قدره ومقداره ولا تقل اني مجبور لا دخل لى بشئ ولا تقل انى مهمول مخير في كل
شئ فامسك العصا من وسطها تسفد قوتها وترك لكل ذى راي رايه
واغفر زلت لسانه ان عثر واعذر اجتهاده وقوم اعوجاجه برفق اذا وجدت لذلك مدخلا
ولا تترق حديده الا ساخنا ولا تشرب ماءه الا باردا ودع ما ليس له وقت الى وقته ولا
تعف مصابا عسى الله ان يعفيه وذكره بان عفو الله موجود ورحمته وسعت كل شئ
وبابه يسع كل قاصد.
مواقع النشر (المفضلة)