الشباب ثروة عظيمة ومواهب كبيرة، ولهم طاقات جبارة لو أحسنوا استثمارها، وعندهم من الوعي ما يكفي لنشر الخير في مجتمعهم.
هذا الوعي وتلك الطاقة تحتاج إلى منبر يفصح عن نفسه، ويعرب عما بداخله من أفكار ومشاعر، وطموحات وآمال، وخواطر وأحلام، تحتاج إلى روضة يسيح فيها الفكر ويجد الهواء العليل لينمو نموا حسنا، ويجد التربة الصالحة ليغرس فيها بذور الخير والجمال الكامنة فيه.
وإن القلم خير منبر لكل طاقة، وأفضل ناقل فصيح لكل تعبير في خلد المرء، وهذا القلم عليه ان يصقل نفسه ويستحث مداده ليكون أهلا لما يؤمل منه.
وأقلام الشباب الناضجة القوية صاحبة الهدف والرسالة حري بها ان تخرج للنور ويصل فيض حبرها إلى القلوب بعد أن يعانق الصفحات.
لكن قلة من أقلام الشباب هي التي تظهر وتحاول بإصرار أن تعلو وتنجح، أما أقلام أخرى فيهملها أصحابها، أو يتركونها إلى أن تضمر وتذوي، وقد يجدون صدا أوليا فيقعدون دون أن يعملوا على الرقي بها لتصل إلى المستوى الذي لا يجد معه صدى.
فهل القلم أصابه الخمول من كثرة ما جلس على المكتب ينتظر صاحبه من دون أن يبالي صاحبُه به؟ هل عُزل عن حياتنا بعد ظهور القلم الجديد (الكيبورد)؟
لا يعني القلم دوما تلك الآلة الصغيرة التي نمسكها بأقلامنا فنخط بها ما نشاء، القلم حامل الفكرة، فإن وجدت الفكرة وتميز الاسلوب ظهر الإنتاج بأية وسيلة كانت؟
مجال الإعلام مجال خصب وساحة واسعة وأفق مفتوح، ووسائل الإعلام بأنواعها تعتمد على الفكرة الهادفة والقلم المعبر والهمة العالية، لكن أقلام شبابنا قليلة العدد في وسائل إعلامنا، وهذا يدفع للسؤال: أين هي؟ هل التقصير منها؟ ألم تستكمل أدواتها اللازمة بعد؟ هل القصور من وسائل الإعلام وعدم استقطابها الجيد لهؤلاء الشباب؟ هل الغلط في رؤية صاحب القلم لدوره ومكانته؟
هل النقص في النفوس التي تجذبها الأضواء الأخرى للمادة أو للتسمر أمام وسائل الإعلام آخذين غثها وسمينها دون أن نعطيها شيئا مما عندنا؟
إن القلم يعبر عن هواية جميلة أو يحمل رؤية ناضجة، يتبلور في مقال أو عمل أدبي كشعر أو رواية، وقد يظهر في شكل مشاركات تلفزيونية، أو تحقيقات صحافية، إنه عالم واسع ينتظر أن يخوضه الشباب بقوة وثقة بعد أن يعززوا قوتهم النفسية وإمكاناتهم اللغوية والفكرية.. وعندها تثبت أقدامهم في هذا المجال الفسيح الذي ما زال يدعو أبناء البلد لولوجه بقوة هم أدكوها لتفاعلهم مع حاجات الوطن وعلمهم بدقائق تفاصيله وتاريخه.
مواقع النشر (المفضلة)