ما أعجب شأننا في هذه الحياة.. نعلم أن بقائنا فيها محدد، واقامتنا فيها مؤقتة..
ومع ذلك فإننا نغرق في الأمل حتى كأن الخلود من لوازم الحياة.. ونسترسل في الطمع حتي لكأن الدنيا قد كتب لها البقاء.. ونحب الشيء فنفرد في الثناء عليه والتعلق به..
حتي لكأنه الحلو الذي لا مرارة فيه ونكره الشيء فنفرط في التفرد منه والتشهير به، حتي لكأنه المر الذي لا حلاوة معه.. ونعتقد الأمر، فنتعصب له حتي لكأنه الحق الذي لا باطل يأتيه..
وننكر الفكرة، فنحمل عليها حتي لكأنها الباطل الذي لا أثر للصدق فيه.. ذلك هو الإفراط في كل شيء.. يقلب الحقائق ويجانب الصواب ويوقع في المشاكل، ويقطع الأواصر.. ويجلب العداوة والبغضاء.
تلك المغالاة تركت وراءها ذيولاً من العداوات.. كان لها الأثر الكبير في وهن قوتنا وزادت من ضعفنا.. فابتعدوا عنها ما استطعتم أعزائي.. ولا تأخذكم بها عزة نفس وهي علي عكس الصواب.
مواقع النشر (المفضلة)