الحياة مليئة بالبؤس والشقاء.. مليئة بالأحزان، والمآسي.. ومليئة
بالتعساء وذوي الحظوظ العاثرة.. وفي ظل صخب الحياة
وضغوطها.. تكثر الأزمات النفسية وتصبح المشاعر السوداء هي
الغلاف الحقيقي لتفكير كثير من الناس فلا يبصرون شيئا سوى
الظلام فيصطدمون بواقعهم، فلا يستطيعون التوافق معه متاهات
وطرق يتخبطون في أرجائها.. وقلق واكتئاب يعتصر أفئدتهم..
هذا هو حال الكثير في عصرنا اليوم.. حيارى تائهون فحق لهم
ذلك، يوم أن انصرفوا وراء الماديات، يوم أن حلقوا في عالم
الزيف والخداع وبحثوا عن السعادة في غير سبيلها.. حُق لهم
الشقاء وحُقت لهم التعاسة والوحشة حتى بين أنفسهم.. بل إن
السعادة انتحرت بين أيديهم وهم لازالوا أسرى لأهوائهم
وشهواتهم فالله تعالى يقول: ( ومن أعرض عن ذكري فأن له
معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ). فيأكل من حلت بداره
الخطوب.. ويأكل من استراح الهم في قلبه.. ويأكل من استسلم
للأحزان والأوهام.. طلق أوهامك.. غادر ميناء ضياعك واطوي
سجل أحزانك.. فلا زال العمر يمضي غير آبه بما كان وبما سيكون
أرتحل بقلبك إلى حيث تطمئن نفسك وتهدأ جوارحك.. سافر إلى
عالم السعادة الحقيقية حاملا بين جوانحك يقينك الصادق بالله
حينها لن يضيعك الله أبدا.
وختاماً.. اللهم اجعل لليل همومنا صباحاً من الفرج يشرق ولظمأ
أكبادنا نهراً من الأمل يتدفق، ولجراح مآسينا يداً بالشفاء تترفق،
اللهم اغننا عن الناس وارزقنا مما في أيديهم اليأس، وردعنا
البأس، واجعل التقوى لنا أجمل لباس وأقوى أساس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقوووووووووول
جود
مواقع النشر (المفضلة)