الصلاة صلة بين العبد وربه، وهذه الصلة من السمو والقدسية بحيث تتطلب من العبد ان يكون في صلاته صافي النفس طاهر القلب شفاف الروح، فإذا كانت النفس مملوءة بخواطر السوء والقلب ملوثا بمنكر الأتجاهات والروح مظلمة لا تستوضح أي شيء فإن المصلي لا يشعر في صلاتة بأي سمو او قدسية وتكون هذه الصلاة مجرد حركات وسكنات فارغة المعني بعده عن القبول.
ولكن ما حكم صلاة الذين تلزمهم مهنهم التي يتعيشون منها ان تكون وسط تشويش تفقده الهدوء النفسي والاستقرار الفكري والاتزان العصبي ؟ ما حكم صلاة الطحان في طاحونتة ؟ وما حكم صلاة الحداد في محل حدادتة ؟ وما حكم صلاة النجار في محل نجارتة ؟ وما حكم صلاة القصار في محل قصارتة ؟ وما حكم صلاة بائع الدجاج في محل تجارته؟ وما حكم صلاة عامل الكهرباء بجوار مولد الكهرباء ؟ وأمثال هؤلاء الذين يضطرون أن يؤدوا بعض الصلوات وسط تشويش الآلات التي يديرونها او يعملون بجوارها.
وحكم صلاة هؤلاء إنها صحيحة ومقبولة لو كانت وسط تشويش الأجهزة والآلات التي يديرونها او يعملون بجوارها لأنهم مضطرون لأدائها وسط هذا التشويش . أما الذين تقع بيوتهم قريبا من هذه الأجهزة والآلات والمحلات ويصل إليهم أصواتها التي تشوش عليهم صلاتهم فليس لهم حجة في أداء صلاة من الصلوات الخمس وسط أي تشويش، وعليهم ان يذهبوا الي مسجد بعيد شيئاً ما عن هذا التشويش حتي يضمنوا أداء صلواتهم وهم اصفي نفسا وأهدأ قلبا وأنقي روحا.
ان المسجد هو المكان الذي يضمن فيه المصلي صفاء النفس وهدوء القلب ونقاء الروح، واداء الصلاة في جماعة يساعد علي مضاعفة هذا الصفاء، وهذا الهدوء وهذا النقاء، فإذا تكرر هذا الأداء قويت صلة السمو بالخالق المعبود وتفتحت له علي مصاريعها أبواب الفضل والرفعة والكمال.
ليست الصلاة مجرد فريضة تؤدي علي أي حال وفي أي وضع، بل لأنها صلة بين العابد والمعبود لابد أن تؤدي الأداء المنشود الذي يرقي به درجات عليا الي رضوان المعبود.
مواقع النشر (المفضلة)