رسالة إلى الدنمارك
أنا مسلم وقدوتي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، سأتكلم عن سيدي الذي يمثلنا كمسلمين يوم القيامة.. ونمثله كإسلام في هذه الدنيا..
سأبدأ من حب النبي عليه الصلاة والسلام واحترامه للسيد المسيح عيسي عليه السلام، فقد أرسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام أصحابه إلي ملك الحبشة النجاشي لأنه كان واثقاً كل الثقة بأن هذا الملك لن يخذلهم، فقال لأصحابه لو خرجتم إلي أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد ، فقد اتسم الملك النجاشي بالعدل، لأنه ملتزم بتعاليم المسيح عليه السلام التي كانت قائمة علي حب البشر وعدم المساس بأي شخص بغير حق، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان واثقاً كل الثقة بتعاليم المسيح عليه السلام.
ألم ينفرد القرآن الكريم بذكر قصة ولادة سيدنا عيسي عليه السلام وبأسلوب رائع، ولم يذكر القرآن الكريم قصة ولادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ لأنها ولادة طبيعية، وإن دل هذا علي شيء إنما يدل علي صدق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلي صدق الكتاب الذي أنزل عليه.
ألم يبشر السيد المسيح عليه السلام بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد .
ألا نذكر لقاء ذلك الإنسان الكريم بنصارى نجران، وكيف عاملهم، فقد دخل ستين شخصاً علي الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في مسجده، وهم يلبسون أجمل ما رأي الناس فلم يغضب الرسول منهم لهذا الاستعراض وهذا الزي وهو في محرابه، بل علي العكس استقبلهم داخل مسجده وفي مكان عبادته، فلما حانت وقت صلاتهم اتجهوا للشرق في المسجد وفي اتجاه مخالف للمسلمين، فرفض الصحابة هذه الصلاة واعتبروها استفزازاً لهم، أما الرسول عليه الصلاة والسلام فطلب من أصحابه السماح للضيوف بأداء صلاتهم في المسجد، وقد بقوا علي هذه الحالة لأيام عديدة في ضيافة النبي عليه الصلاة والسلام، يصلون ويشربون ويأكلون دون إزعاج، وذلك احتراماً لعيسي وآل عيسي وإتباعه عليه السلام.
ألم يدعوا ذلك الإنسان الرسول إلي التوحيد بين أبناء البشر عندما قال يا أيها الناس.. إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي علي عجمي ولا لعجمي علي عربي ولا لأحمر علي أسود ولا لأسود علي أحمر إلا بالتقوى.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
ويكفي الرسول الكريم أنه نادي بإنصاف المرأة قبل أن تطلق الآن الشعارات الزائفة لإنصاف المرأة وإعطائها حقوقها دلالة واضحة علي أن الرسول الكريم هو أول من نادي بإنصاف المرأة، أليس هو الذي قال آخر ما قال استوصوا بالنساء خيراً ولنا في تعامله مع زوجاته صلي الله عليه وسلم خير مثال علي ذلك حيث كان يشرب الماء من الجهة التي شربت منها عائشة حباً بها وإكراماً لها، لقد كانت تعاليم الرسول ميراثاً كبيراً للإنسانية جمعاء حيث نهلت جميع الحضارات العالمية من هذا النبع الصافي والزلال.
هذا هو ديني وهذا هو الرسول الذي تطاولتم علي شخصه السامي الكريم وهذه بعض من أدلتي التي هي نقطة من بحر كبير وعظيم، فيا من حاولتم تشويه هذا النبي الكريم المتسامح والرسول الذي نشر السلام والعدل والحب إلي جميع أصقاع الأرض، هل هذا هو جزاء آخر رسل الله وخاتمهم وأحبهم إلي الله.. أريد منكم جواباً؟
مواقع النشر (المفضلة)