بدلا من أن تغمرهم البهجة والسعادة، عادة ما يشعر معظم الآباء بمشاعر غريبة وعجيبة حين يرزقون بطفلهم الأول.. إنه القلق والخوف من المجهول. إذا كنت واحدا منهم تعرف على اسباب القلق وكيفية تخطيها.
حين يكون الزوج جالسا في حاله لا له ولا عليه، يشاهد التلفزيون او يقرأ الصحيفة أو يسولف مع رفاق الديوانية، يأتيه صوت الزوجة معلنا حالة الوضع، وتكون تعابير وجهها - إن كان يراه - مزيجا من الفرح والألم، فتعلو وجه الزوج ابتسامة بلا معنى، فهو لا يعرف ماذا يفعل بالضبط.. وكأنه تحجر في مكانه. ففكرة الابوة لم تتجسد حقيقة امامه إلا في تلك اللحظات، على الرغم من قراءاته ـ إذا كان قرأ ـ في هذا المجال.. وفجأة يغمره الشك. ففي هذا العمر يكون الوالدان في بداية الحياة العملية، بل قد يكونان في نهاية حياتهما الدراسية، فيتساءل الأب: كيف سأوفر نفقات الطفل؟ وهل يمكن ان أتغير فجأة لأصبح ابا؟ وهل سأنجح في هذا المجال، وأنا لم تسنح لي من قبل فرصة رعاية اي طفل من الاقارب او الاصدقاء؟ هل انتهت أيام المرح والهدوء مع الزوجة والاصدقاء؟
هذه العواطف المختلطة المزدحمة قد تشعر الأب الجديد بالحرج، حيث يجب ان يسعد بتلك اللحظات السحرية، لا أن يشعر بالقلق والخوف.
ولكن لا داعي للحرج، فكل هذه المشاعر طبيعية جدا، ويمر بها كل أب حين يولد له أول طفل. فالأب المستجد يشعر بالذعر لأنه يريد ان يكون ابا ناجحا وان يحتفظ ايضا باهتمام الزوجة ومشاعرها تجاهه.
إذن يجب التغلب على هذه المخاوف حتى لا تبتلع الفرحة بالمولود الجديد. وكي تنجح في ادارة حياتك الجديدة كأب.. إليك خمسة عوامل مقلقة لمن يمارس الابوة لأول مرة وكيفية التغلب عليها.
كيف سأوفر نفقات الطفل؟
1.ان التفكير المرهق في نفقات الطفل الاضافية يصيب الأب بالتوتر والقلق، وهذا لا يدل ابدا على مرض عصبي يعانيه الاب، ولكنه حاجة اقتصادية تزيد عليه الضغوط اكثر واكثر، خصوصا حين يكون العائل الوحيد للاسرة من دون الأم.
تغلب على هذا الهاجس
لا تدع التحديات المالية تفسد فرحتك بالأبوة. إذا لم تسعفك الارقام، اعد تخطيط ميزانية الاسرة، وذلك بتحديد ابواب الانفاق الجديدة والقديمة، ثم انظر فيما يمكنك الاستغناء عنه والارقام الجديدة التي يمكنك توفيرها لكل باب حسب قدراتك الحالية. يجب مثلا الاقتصاد في نفقات العاب الكبار (سيارة جديدة - تلفزيون اكبر - سفريات اكثر) فهذه كلها مجرد تغييرات في اسلوب الحياة لا مانع من إجرائها.
2 - هل سأنجح كأب؟
عادة ما يكون الأب الجديد على غير دراية باحتياجات الرضيع (الرضاعة والاستحمام وتغيير الحفاضات والتجشؤ والمربيات اللاتي يقدمن له الرعاية في غياب الوالدين)، ويكون قليل الثقة بقدرته على تلبية احتياجات الرضيع مثل الأم، فهي تجربة جديدة عليه تماما لم يتدرب عليها من قبل، فلا يكون لديه اي فكرة عن التصرفات المناسبة تجاه متطلبات الأبوة.
تغلب على هذا الهاجس
على الأب ان يفهم انه لن يستطيع ان يصبح خبيرا بالابوة بين ليلة وضحاها، بل يجب عليه مواجهة مخاوفه فورا، وان يمنح زوجته اجازة يوم الجمعة مثلا وأن يشرف بنفسه في هذا اليوم على رعاية الطفل. وكلما ازداد الوقت الذي يقضيه معه شعر بالارتياح والمتعة والاثارة التي تشتمل عليهم الابوة. وعندما يتعايش معه من دون وسيط سيزول الخوف منه، فلم يعد هذا الكائن الصغير يمثل المجهول.
3 - كيف أركز في عملي وأفرح بطفلي؟
آباء اليوم لا يعتبرون انفسهم مجرد ممولين للاسرة، بل ايضا مربين يقدمون الرعاية للأبناء ويستمتعون بقضاء الوقت معهم. ولتكريس مزيدا من الوقت لأطفالهم يعمد بعض الآباء الى تقليل ساعات العمل ساعة او ساعتين، او يحركون جدول اعمالهم كليا اذا كان العمل خاصا بهم.
تغلب على هذا الهاجس:
تعلم من الامهات زميلات العمل أو الأخوات او القريبات كيفية ادخال المرونة على جدول اعمالك اليومية والتوفيق بين متابعة نمو طفلك والتقارب معه، وبين الالتزام بعملك وتحقيق طموحاتك المهنية.
4 - سيقل اهتمام زوجتي بي؟
هذا هو السيناريو الشائع: الأم مشغولة برعاية الصغير، والأب يترك جانبا كأنه اطار سيارة احتياطي. ولكن يجب ان يعلم الوالد أن اهتمام الزوجة بالطفل أمر طبيعي للغاية، وأن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالزوج.
تغلب على هذا الهاجس
استحدثا معا بعض أساليب الاستمتاع الجماعية كأسرة، كأن تضعا الطفل في عربته، وتتنزهان سيرا حول مربع السكن، وتتبادلان الحديث فيزداد ترابطكما، ويتوافر لديكما الوقت اليومي للتواصل وتبادل المحبة حتى في وجود الطفل.
5 - لن تعود حياتي إلى ما كانت عليه
يخاف معظم الرجال من فقدان هويتهم الاولى. فالأب يقلق على وقته الذي خصصه من قبل لرفاقه او لممارسة هواية ما، لأنه قد يتأثر بقدوم ابنه او ابنته، فهذه الهواية تلازمه منذ ايام المراهقة وقد اعتاد على التخلي عن اي شيء في سبيلها ولكنه لا يستطيع ذلك الآن.
تغلب على هذا الهاجس
عليك ان تحقق التوازن بين طفلك وهوايتك، وان تقلل قدر الامكان من ممارسة الهواية حتى تعتاد على جدول الأسرة الجديد، فلا تحرم ابنك من الشعور بوجودك ولا تحرم نفسك من متابعة نموه وحركاته الجديدة. الاسرة والابناء لهم المقام الاول في حياتك، فلم تعد مراهقا، وحتى اصدقاء الديوانية لهم ابناء يريدون ان يتواصلوا معهم وأن يفرحوا بهم ومعهم
مواقع النشر (المفضلة)